الكل يتمنى أن يرى العاصمة بغداد بأجمل حله وأجمل بلدان العالم ,ويرى الأرصفة مخصصة للمارة ومزينه بأجمل المناظر, و الكل يتمنى أن يعمل أبنائنا إعمال تتناسب مع تحصيلهم الدراسي او في مواقع تحفظ لهم كرامتهم وتؤمن لهم العيش بكرامة خصوصا ونحن نمتلك كل مقومات الحياة السعيدة , فلدينا من عائدات النفط ما تؤمن الحياة السعيدة وتحفظ كرامة المواطن لو استثمرت هذه أموال بشكل صحيح ووضعت في نصابها ,وبيد نخبة تتمتع بالنزاهة والكفاءة والمهنية في مواقع المسئولية, والكل يتمنى أن لا يرى الشباب من خريجي الكليات والمعاهد او ممن اضطرتهم نكبات الحياة لترك الدراسة يفترشون الارصفه “بجنابر” لبيع الأشياء البسيطة مثل (حاجة بربع) او حلويات او مرطبات أو يعمل حمال او صاحب “عربانه دفع” تحت أشعة شمس الصيف اللاهبة وقسوة برد الشتاء القارص,ولكن الفساد وسوء الإدارة وقلة الخبرة والكفاءة وعدم القدرة على تدوير الأموال في موضعها الصحيح, هذه الإخفاقات جعلت كل أمانينا تذهب أدراج الرياح , فأولادنا يفترشون الأرصفة و يعملون بأعمال لا تتناسب مع تحصيلهم الدراسي ولا تتناسب مع انتمائهم الى بلد نفطي يعد من اغني بلدان العالم ويمتلك ميزانيات انفجارية تؤمن لأبنائه العيش بعزة وكرامة وبحبوحة كأبناء دول الخليج ,الناس من كبار السن والشباب الذين حرموا من استحقاقهم من الثروات ومن التعيينات ولديهم مسؤوليات اتجاه عوائلهم كتوفير الطعام والملبس ومصاريف الدراسة وغيرها من قائمة المطالب التعجزية الأخرى , هؤلاء الشرفاء فضلوا العمل على الأرصفة والأعمال الأخرى التي لا تليق بهم على النزول إلى حضيض الجريمة و الإرهاب, وبدل ان يكرموا او تقدم لهم خدمات او يؤمن لهم مكان يسترزقون منه مثل ما موجود في كل دول العالم نجدهم مهددين بترك الأرصفة قسرا وبطريقة غير حضارية وفي توقيت غير مناسب,ففي يوم السادس من كانون الثاني لعام2014 وفي مناسبة عيد الجيش الباسل تم إجلائهم من ملاذهم الأمن ومصدر رزقهم(الرصيف) ليبقوا لا حول ولا قوة لهم , ما يؤسفنا هو منظر الوجوه الحزينة والقلوب المكسورة التي تنظر إلى أدواتها وهي تسحب بقوة إلى المجهول ,كنا نتمنى أن توفر لهم الحكومة بدائل لكسب رزقهم قبل أن تتخذ مثل هذا الإجراء القاسي خصوصا وان البلد يمر بظروف استثنائية معقدة, وان لا تزج قواتنا المسلحة ولا تحتك بمثل هذه الأعمال التي تعطي الفرصة والمبرر للأعداء العراق أن تتهمهم بمحاربة أرزاق العراقيين.