إليك أهدي يا فتاةُ ودادي
و إن كنتُ في وادٍ و أنتِ بوادِ
فقد عشتُ عمري كالسفينة تائهاً
إلى أن أتى يومُ اللِّقا بمرادي
فقد طال صحوي في الهيام مساهراً
و في لحظةٍ أرخى الهدوء سُهادي
فلا تحطمي هذا الكيان نحته
على مرمرٍ في يقظة و رشادِ
و لا تتركي حبل القياد لأشرعٍ
رَهْنَ الرياح وفي الحياة قيادي !
فما أُمُّ أولادٍ ترومُ صلاحَهمْ
ترى ما ترى من رأيها بعنادِ
فمن حقِّها تبدي الحنان لولدِها
و ما حقُّها تسفي المَدى برمادِ
لقد صاغها ﷲ البديع بسحرها
إلى بعلِها كيما تفي برُقادِ
فما بالُها روغُ الحسودِ يغرُّها
لكي تغتلي في شكِّها بسوادِ
ألا فانجلي ذاتَ الخمار و أسفري
إلى زوجِكِ في أعذب الإنشادِ
و في ليلهِ دوري عليهِ فراشةً
و من كحلكِ أضفي على الإرمادِ
ألا بلسمي فيه الهموم و زمهري
لهُ قلبَهُ من جمرةِ الإيقادِ
و لا تحسبي ما يرتأيهِ كراهةً
فما في الجوى من نزعةِ الأحقادِ
أتى ربّما عبءُ الحياة يسيئهُ
و لكنَّ سئتِ ما انطوى ببعادِ
ألا بادلي تلك الظنون برحمةٍ
فما العيشُ يحلو دون أيِّ ودادِ