1 نوفمبر، 2024 4:21 ص
Search
Close this search box.

عاد المالكي بخفي الانتخابات

عاد المالكي بخفي الانتخابات

مسخ رئيس الوزراء نوري المالكي، القيمة الديمقراطية، لتجربة الانتخاب، والتداول السلمي للسلطة، بمحاولته  المكوث.. جاثيا على رئاسة الوزراء دورة انتخابية ثالثة، وربما يفتحها من دون موعد مقبل.. مدى الحياة، حتى يُقتلع مثل قرادة من على جلد عذراء ترفة.
ألب من كان يتوخى نصرتهم، ضد منافسيه.. وإذا تطلبت مصلحته إستعداء الآخرين ضد العراق كله.. كدولة؛ لن يتوانى نظير البقاء في السلطة.
زار امريكا وايران، عائدا منهما بخفي حنين.. اللذين بددا حلم الولاية الثالثة، فكلاهما لم تستجيبا لطلبه بقهر العراقيين، ولوي نتائج الانتخابات، لصالحه، بأي ثمن.
وكما شاع عن الطاغية المقبور صدام حسين، قوله: “لن اعطِ العراق الا تراباً” فإن المالكي مستعصم.. تمسكا بلذاذة الحكم الذي ذاقه، ولن يجد لحواسه فكاكا من بهجة الاهتمام المبالغ به، حيثما حل واينما ارتحل، وقد تصرمت الدورتان بسنواتها الثماني.. شديدة الرشاقة، تجري، من دونما ترهل يثقل حركتها، ويبقيه رئيسا للوزراء مدة لا نهائية، من دون سقف زمني منظور، بل ريثما يتعفن طعم القوة في فمه، وتتعرق كفاه حول صولجان الامر والنهي…
عاد من الزيارتين، مشيعا كسب دعمهما.. امريكا وايران، مفتاح السر العالمي ومغاليق المنطقة، لكنه في الحقيقة لم يحظ بوعد يرضيه؛ انما تشظت آراء وفده، وأختلفوا معه، واتهموه امام المضيفين، بأنه عاث فسادا في رئاسة الحكومة؛ جر الخراب على العراق، كدولة.
سعيا للسطة، خسر حلفاءه.. السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس العراقي الاسلامي، والسيد مقتدى الصدر.. رئيس التيار الصدري، ود. ابراهيم الجعفري.. رئيس حركة الاصلاح، وحزب الفضيلة، والاحزاب الكردية والسنية، خسر أناساً وكياناتٍ كثيرةً، أملا منه بكسب غير مشروع، يمكنه من الاستحواذ على البلد.
ما حدث من اعضاء وفده الى أمريكا وايران، بمناجزته الخلاف، يفضحون أخطاءه التي لا يعنى بمداراتها، انما يشاكس الحديث النبوي الشريف: “إذا ابتليتم فأستتروا” وهو مبتلى بحب السلطة، من خلال شخصية تتهافت لأجل ولاية ثالثة، تحثه على تقديم التنازلات من داخل العراق الى خارجه؛ كي يبقى متمتعا بالحكم.
ما بدر منأعضاء الوفد، يدل على تفتت الائتلاف من الداخل، في منافسة علنية يتصدى لها اعضاء أقوياء…
وما دام انهيار سطوة نوري المالكي مطلقاً.. من الداخل والخارج؛ فأنه يتخلى عن رئاسة الوزراء شاء أم ابى؛ لأنه إن زهد بها.. وهذا محال، سيرحب الجميع بهذا الزهد، حتى اعضاء إئتلافه؛ ما يعني انه ذاهب.. منزاح عن كرسي يتمسك به ولو نحر عشرات القرابين البشرية تحت أرجل العرش الذهبي الذي يغتر به البعض؛ لأن “من لا يسوس المُلك يخلعه” والمالكي لم يعنَ بسوس الدولة، انما همه من رئاسة الوزراء توفير غطاء لجماعته يعبثون بمقدرات العراق، وأن دخل انتخابات.. عادلة! من دون تزوير!! لن ينجح.
وبالولاية الثالثة التي استصدرها تعديلا دستوريا من خلال المحكمة وليس من داخل مجلس النواب، انما هي حمل خارج رحم الدولة، يصب ابعد من حدودها وحاجة شعبها؛ فانه بهذا يمسخ الديمقراطية، ويحيل الانتخابات الى استعراض كاريكاتوري شبيه بإنتخابات صدام وحافظ اسد وحسني مبارك 9, 99% وقد سقطوا بينما رجال الامن المكلفين بتصفية العُشر الخائن، ما زالوا يبحثون.

أحدث المقالات