يوم بعد يوم يثبت العراق انه نادر في كل شيء وغريب بكل حدث يحدث فيه والامثلة كثيرة جدا ولعل اقربها هو ما يحدث بعد الانتخابات التي أجريت نهاية العام المنصرم حيث يمكن القول ان ما يجري بخصوص الرئاسات الثلاث عبارة عن حروب في كل مكون على حده وهي :
الحرب الأولى :
وهي بين المكون السني وانا باعتقادي انها اهون الحروب وقلها خسائر وتداعيات لأسباب ترجع لطبيعية المكون نفسه وقلة المتحاربين فيه فضلا عن تراجع مطامع الاخرين في الحصول المنصب الذي يتقاتلون عليه وهو منصب رئيس مجلس النواب ومع ذلك فقد انتهت تلك الحرب وانتصر فيها من انتصر والخاسر ينتظر رحمة الله .
الحرب الثانية:
وهي بين المكون الكردي وهي اخطر واوسع ضررا أيضا لطبيعة المكون الكردي والمشاكل الازلية بين الحزبين الكرديين والرغبة في السيطرة على الإقليم وكذلك لوجود ثارات قديمة بينهما وهذه الحرب ما زالت مستعرة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها قبل يوم الحسم وهو يوم التصويت على منصب رئيس الجمهورية وما بعدها سيكون افظع واكثر الما عليهما وعلى العراقيين أيضا .
الحرب الثالثة :
وهي بين المكون المظلوم والمهتضم والمغلوب على امره قديما وحديثا وهي تكاد تكون اهون من الحربين الاخريين وبالإمكان منع حصولها لان نقاط الالتقاء بين المتخاصمين اكبر واكثر واعمق من نقاط الخلاف وان حاول السذج والاعداء والمتصيدين بالماء العكر النفخ في النار وذلك لأن منصب رئيس الوزراء محسوم سلفا للصدريين ولا يوجد احد يرفض الاعتراف بحقهم هذا وانما الاختلاف في الية الحصول عليه إضافة الى وجود كوابح قوية تمنع الانزلاق الى هذه الحرب كالمرجعية الدينية والتدخل الخارجي الراعي وغيرها من الأمور:
المهم ان هناك نقطة ينبغي الالتفات لها وهي تشكل بيت القصيد كما يقولون وهي:
ان الساحة التي تجري بها هذه الحروب هي الشعب العراقي وهو الخاسر الوحيد فيها سواء ربح من ربح وخسر من خسر وانا لله وانا اليه راجعون .