حملت أخبار الصباح على صفحات التواصل الاجتماعي خبر موت المحامي المولع بالإعلام ( طارق حرب ) وما انتشر الخبر حتى اختلف فيه سكان كوكب الفيسبوك بين مترحم عليه مشيدا بمواقف جيدة له واخر شاتما ثالبا مذكرا بمواقف مشينة ناسبها له وكلما تراكمت ساعات النهار كلما اشتد سعار المواقف حتى وصل بهم الأمر ان أطلق عليه أحد الشامتين بموته لقب ( محامي الشياطين ) في حين ذكر أحد المادحين له بأنه مات مسموما لأنه نطق بكلمة حق وزاد على ذلك بأن الطب العدلي أصدر تقريره بعد تشريح جثته مؤكدا موته بسم دس له ليلة أمس ودلل على ذلك بأنه كان مدعوا للمشاركة في برنامج سياسي وحضر للاستوديو بكامل صحته لكنه لم يظهر على البرنامج مما يستدعي التحقيق والتقصي عند صاحب الخبر وفي المقابل ذكر أحد الشامتين بموته ان الراحل هو من اقترح على صدام حسين بتر جزء من ( صيوان الاذن ) لكل من يرتكب جريمة الهروب من الخدمة العسكرية ابان عقد تسعينات القرن المنصرم وبرر مترحم ان صاحب الاقتراح هو ضابط يحمل نفس الاسم وقضية الاختلاف في موت طارق حرب بين مترحم وشامت وان دلت على ان العراقيين خلقوا ليختلفوا على كل شيء وليس الأهلة والاعياد والتاريخ الاسلامي وتسلسل الخلفاء تذكرني بقصة طريفة حدثت في العهد الملكي عندما كان نوري السعيد رئيسا للوزراء وخرجت تظاهرة تطالب بسقوط حكومته وتتعالى اصوات المتظاهرين بنداء ( يسقط نوري السعيد ) وكان نوري السعيد يقف على مقربة من المتظاهرين ويرى كل حركاتهم من دون ان يروه او يعرفوه بعدها همس باذن أحد أعضاء إدارته قائلا وهو يبتسم سنجرب حظنا مع المتظاهرين ونادى على أحد أعوانه وانتحى به جانبا بعدها اندس هذا العون بين المتظاهرين ليرفع على الأكتاف من قبلهم وهو يصرخ : يسقط ..يسقط.. يسقط وهم يرددون خلفه ثم أضاف يسقط صادق الجيلاوي فترك المتظاهرين نوري السعيد ورددوا خلفه يسقط صادق الجيلاوي واندفعت المظاهرة بعيدا وهم يطالبون بسقوط الجيلاوي ثم تسائل بعضهم من هو صادق الجيلاوي ؟ وجاء الجواب انه ( البلام ) الذي ينقل العابرين عبر دجلة بين ساحة الشهداء والقشلة وبالعكس وهكذا هم العراقيين على استعداد لاستبدال اسم ارتكب صاحبه مايغيضهم باسم ربما لا أثر ولا تأثير له على أرض الواقع ليستمر الاختلاف فقط والا بربك بماذا يختلف المرحوم طارق حرب بتاثيره على واقعنا المؤلم عن طيب الذكر صادق الجيلاوي .