في الماضي كان أهل القرى والأرياف يلبسون الأحذية المنسوجة من القطن ( الكلشان ) او المصنوعة من البلاستيك بسبب طبيعة الأرض التي يتحركون عليها لكنهم يحرصون على اقتناء حذاء من الجلد يلبسونه عند ذهابهم للمدينة رغم أنهم لايزورون المدينة الا في سنوات متباعدة وقد حصل أحدهم على حذاء جلد ( هدية ) من قريب يقطن المدينة عند زيارته لها ولما عاد لبيته وضعه بين الأغطية والافرشة المنضودة على محمل خشب وبعد عدة سنوات قرر أن يذهب إلى مدينة البصرة ( طارش ) لإنجاز بعض المهام وزيارة الأقرباء هناك وبما أنه سيزور مدينة كبيرة قرر لبس حذائه الجلد جاهلا انها عندما تترك من دون ( لبس ) وصبغ تتصلب وتصبح مؤذية للقدم وفوق هذا وذاك هو لم يعرف كيف تلبس مما جعله يرتدى الفردة اليمنى بالقدم اليسرى وسار ماشيا من ريف العمارة باتجاه البصرة وتحمل الاما وجروحا من جراء اللبس الخاطيء وجفاف الجلد صابرا مقتنعا ان هذه طبيعة ( القنادر ) وبعد مسير أكثر من يوم وصل منطقة ( الدير ) التي تقع على مشارف البصرة عند الصباح ووجد على الشارع العام مجموعة من النساء يبعن أنواع الفطور الصباحي من بيض ومشتقات البان وغيرها فجلس عند امرأة منهن متوسطة السن فالقت عليه نظرة فاحصة ووجدته متعب جدا كأنه عمل شهرا بدون استراحة او نوم او خاض معارك كثيرة ثم لاحظت انه يلبس حذائه بالمقلوب وقدماه متورمان فبادرته بالسؤال وهي تنظر إلى حذائه قبل ان يبادر هو بطلب الفطور ..
. اشمالك شو حالك زري ووجهك ازرك
. اي والله ياخويه شلت حالي وأشار بيده للحذاء
. فطلبت منه أن ينزعها ولما فعل قال ( افيش ) ثم طلبت منه أن يستبدل من كان يلبسها في اليمنى باليسرىوبالعكس ولما فعل شعر بارتياح كبير وتنفس الصعداء على طريقة ركاب المنابر وخاطبها قائلا :
. توني ارتاحيت الف رحمه لوالديج
ثم سألته عن ما يرغب لتناوله في فطوره ؟
فقال وعلامات الراحة بادية على محياه ..
. اشعندج ناوشيني
عاد هسه ولا سالفتنا ويا ( قنادرنا ) اشلون نرتاح اذا داورناهم وهمه كلهم ( يمن ) ؟ ومنين نجيب ( يسره ) واحنا كل اربع اسنين نروح للولايه مرة ؟ يمكن نرضى لو نرجع لكلشانا الاوليه .