18 ديسمبر، 2024 11:19 م

الصدر .. حكومة تصفية سياسية أم حكومة أغلبية

الصدر .. حكومة تصفية سياسية أم حكومة أغلبية

ما فتيء الصدر مذ فاز ب73 مقعدا وحتى ساعة كتابة هذا المقال يردد في أحاديثه وتغريداته بأنه يسعى لتشكيل حكومة أغلبية وطنية للقضاء على الفساد والمحاصصة ولكنه لم يذكر أبدا ماهو برنامج هذه الحكومة وما هي المعايير التي ستتشكل بموجبها.
ولغرض التوضيح هناك أركان خمسة لتحقيق مفهوم حكومة الأغلبية الوطنية وهي؛
أولا..برنامج وطني واضح وشفاف وبتوقيتات محددة..
ثانيا..حكومة مستقلة بعيدة عن التحزب والمحاصصاتية والمكوناتية..
ثالثا..اختيار الأكفأ والأصدق والأنزه من دون النظر الى مذهبه أو قوميته ..
رابعا..أن يتم اختيار رئيس وزراء معروف بالوطنية والشجاعة والكفاءة وأن يعطى الحرية في اختيار كابينته الوزارية..
خامسا..أن يكون خلف هذا المشروع كتلة أغلبية وطنية برلمانية تدافع عن الحكومة وتراقب تنفيذها للبرنامج الوطني..
هذه هي الأركان التي بموجبها إذا تحققت أن نقول لدينا حكومة أغلبية وطنية..
لكن الواقع والتصريحات وقراءة السطور بعمق يقول شيئا آخر فمن الواضح جدا وخاصة بعد الخطاب المرئي الأخير للصدر أنه يسعى لإقصاء خصمه العنيد والقديم من المشاركة في الحكومة فهو يكرر دعوته لمنافسه الإطار أن لامشكلة وعقبة في التوافق معهم سوى شرط واحد هو عدم مشاركة المالكي وهنا يحق لكم ولنا أن نطلق على هذه الحكومة بأنها حكومة تصفية سياسية..
فالصدر يسعى جاهدا _منذ صولة الفرسان والمقابلة التي وصف فيها المالكي الصدر بأوصاف مسيئة_ يسعى إلى  أن يقصي المالكي ويضعفه تمهيدا لتقديمه للمحاكمة والثأر منه ..وهو يرى أن الفرصة اليوم سانحة جدا خاصة وهو يعلم بأن هناك قيادات إطارية تبحث عن المناصب والمغانم ومستعدة للتخلي عن المالكي الذي طرح فكرة حكومة الأغلبية قبل سنوات ورفضها الصدر حينها..
الإشكالية التي نطرحها هي ، ماهي المعايير التي تسمح للصدر بالتوافق مع العامري والفياض والخزعلي وغيرهم من قادة الإطار ولا تنطبق على المالكي ؟.. فمن الواضح جدا أن الخلاف الشخصي والسعي للثأر هو مايحدد حركة الصدر وليس شيئا آخر فلا القضاء على الفساد ولا إنهاء المحاصصة موجودة في تفكيره وهي ليست إلا شعارات حالها حال شعار حكومة أغلبية وطنية..
أخيرا أقول ولكم الرأي بعد ذلك
أن التلاعب بالمفاهيم والمصاديق ليس من صفات القائد الوطني الشجاع فإذا كان الصدر يريد تشكيل حكومة تصفية سياسية فلا بأس وسوف يقف معه من لا يرغب بالمالكي سرا وعلنا ولكن من دون الحاجة إلى رفع شعار الاغلبية الوطنية الذي له مصداق اخر وبرنامج اخر مختلف تماما عن حكومة التصفية السياسية..

والوطن من وراء القصد..