الكراسي في خصام متواصل مع الوطن بما فيه وما عليه , وما يوما تصالحت معه وعملت بإجتهاد لأجله.
الكراسي بحكوماتها المتعاقبة تعادي الوطن والمواطن , وتبخس الحقوق , ولا تؤدي واجباتها.
وهذه عاهة سلوكية متفاقمة متراكمة , تسببت بتداعيات مريرة ومتواصلة , بلغت ذروتها بتتويج الفساد إماما للكراسي , ومنطلقا للتسويغات المؤزرة بتجار الدين , والمستثمرين بالفئوية والفرقة المجتمعية , والطائفية , والذين يحسبون البلاد والعباد غنائم من حقهم التصرف بها على هواهم , وكما تمليه عليهم رغباتهم ونوازعهم السيئة.
حكومات البلاد ضد العباد , والوطن في عرفها فريسة , عليها أن تنهشه وتقضم ما تستطيع من بدنه اللذيذ الثراء , ولهذا فأن ثروات البلاد يتم سرقتها من قبل المغفلين وتودع في بنوك الآخرين , لتوظيفها لصالح مواطنيهم , ووضع اليد عليها , وإعتبارها سلاحا للضغط , ولوي الإرادات , وتحرير الصفقات لأنها أموال في خطر , إذ يمكن مصادرتها وحجزها بإستحضار أعذار شتى , لتأمين أخذها وتجميدها.
فالذي يضع أموال البلاد في بنوك أجنبية من أكبر السراق المعادين للبلد.
ويبدو أن الحكومات المعادية للوطن , تظفر بالمساندة والتعزيز والدعاية الإعلامية والتسويق المبرمج , لأنها تخدم مصالح القوى الطامعة بالوطن , والتي تريده لعبة في يديها.
وبموجب ذلك لن تجد حكومة تعمل لصالح الوطن والمواطنين , ولكي تبقى الحكومة في السلطة عليها أن تخرِّب الوطن وتقهر المواطن إلى أقصى ما تستطيع , فذلك يتناسب طرديا مع مدة بقائها في السلطة , إلى حينها المرسوم , خصوصا عندما تتوفر البدائل القادرة على الإتيان بأقسى , وأعظم مما كان في سوء الإدارة وتدمير العمران.
ومن هنا فأن حكومات الفساد , والقهر وتمزيق اللحمة الوطنية , وتأليب المجتمع على بعضه , ستكون ذات عمر أطول من الحكومات التي سبقتها , لأنها تسعد أعداء الوطن والمواطنين والدين.
فهل سيستفيق المغفلون من رقدة الإمتهان والعدم؟!!