الحديث عن العلاقة بالغة السلبية القائمة بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الشعب الايراني، هو حديث ذو شجون وطويل جدا بطول العقود الاربعة من حکمه الذي أرهق الشعب الايراني أيما إرهاق، إذ أن النظام الايراني قد إعتمد على رکيزة الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني من أجل ضمان خضوعه له، في حين إن الشعب الايراني قد وقف بوجه هذا النظام وجسد موقفه الرافض والکاره له من خلال أکثر من أربعة إنتفاضات شعبية عارمة ضده وآلاف النشاطات والتحرکات الاحتجاجية بوجهه، وبإختصار فإن العلاقة بين الطرفين علاقة مواجهة وهي ماضية في طريقها الى الحسم ذلك إن هکذا علاقة سلبية لايمکن أن تستمر طويلا بهذه الصورة.
هذا النظام الذي حصل خلال أربعة عقود من حکمه على أکثر من تريليون دولار من الاموال من واردات إيران المختلفة، لکنه وبدلا من أن يقوم بصرف هذا المبلغ الطائل على تقدم إيران وعلى تحسين أوضاع الشعب الايراني وعلى رفاهيته، فإنه قد قام بصرفه على مخططاته المشبوهة ولاسيما على تصدير التطرف والارهاب وعلى البرنامج النووي والصاروخي والتسليحي وکل ذلك ليس في صالح الشعب خصوصا إذا ماعلمنا بأن البنية التحتية لإيران وبسبب من سياسات ونهج هذا النظام لم تنل الاهتمام والرعاية الکافية واللازمة ولذلك فإن الکوارث البيئية من فيضانات وسيول وزلازل قد أحدثت خسائر جسيمة في الارواح والممتلکات والاموال.
البرنامج النووي لوحده کلف النظام أضعاف ماقد کلفه الحرب مع العراق في الثمانينيات من القرن الماضي، کما إن ماقد أهدرته قوات الحرس الثوري للنظام عموما وفيلق القدس الارهابي خصوصا، هو الآخر مبالغ طائلة جدا وکان يمکن لو تم إستخدام تلك الاموال في خدمة وصالح الشعب الايراني لکان في حال ووضع إيجابي مميز يضرب به الامثال، لکن المثير للسخرية إنه وکما جاء في الحلقة الرابعة من برنامج”إيران من الداخل”الذي يتم بثه على شبکات التواصل الاجتماعي، فقد ورد في أحد الاتصالات ان النساء في إيران يلجأن إلى الدعارة من أجل قطعة خبز في الوقت الذي تقرض زينب سليماني (ابنة قاسم سليماني) المليارات للنساء اللبنانيات!
النقطة الاخرى المهمة التي من الضروري والمفيد هنا الاشارة لها وکدليل على عدم إهتمام هذا النظام بالشعب الايراني وترکيزه على کل مايخدم مخططاته، هو إن النظام الايراني وبموجب الاتفاق النووي للعام 2015، حصل على مايقدر ب 150 مليار دولار و1.7 مليار يورو، لکنه وکما يعلم العالم کله والغرب خصوصا بصرف تلك الاموال على مخططاته ولاسيما على توسيع تدخلاته في بلدان المنطقة والتي تجاوزت الحدود ولم ينل الشعب من هذه المليارات سوى الفتات!
َ