” نحن نرفض الهيمنة الخارجية, على مقدرات العراق وثرواته, وفقدان السيادة الوطنية” السيد محمد باقر الحكيم_ شهيد المحراب قدس.
مارس شهيد المحراب, دورا سياسيا واسعا ضمن الثوابت الإسلامية, التي تحترم كل المكونات من قوميات وأديان سماوية, ومذاهب عقائدية, بعيداً عن التسلط وفرض الرأي.. أي أن الحرية لكل مواطن وما يعتقد به مكفولة, دون اللجوء للعنف.. وكانت نظرة الشهيد الحكيم, في تكوين الحكومة العراقية, أن يتم حصر القرار داخل العراق, ولم يقبل بأي إملاء خارجي, ولم يستثني دولة أو طرفاً من ذلك, وهذا يعني أنه قدس سره, كان يعمل لتكوين دولة مستقلة بقرارها.
لم يكن العراق مستقلاً بقراره, إبان الحقب الزمنية السابقة, فمن الاحتلال العثماني, تبعها الاحتلال البريطاني, ليرتبط باتفاقية حلف بغداد, ثم جاء تغيير النظام الملكي إلى الجمهوري؛ ومنذ ذلك الحين تتابعت الانقلابات, كانت كل السياسات تدار بقوة السلاح, ومرتبطة بالدول العربية والأجنبية, التي تعمل لمصالحها وشعوبها كدول, بينما نرى العراق, مضطهداً لشعبه وعدم السماح لأي شخص, أن ينتقد سياسة الحكومة, أو يعطي رأيه بصورة علنية, وكانت فرصة إسقاط النظام الفاشي الصدامي, الذي يُعد أعتى نظام دكتاتوري في المنطقة, والتأسيس لدولة العراق الديمقراطي الحديث.
كان من أطروحات شهيد المحراب, أن تكون دولة العراق بنظام مدني, وعلل ذلك بعدم إمكانية, تكوين دولة إسلامية بهذا العصر, إذ أنه لا يرغب في استنساخ, أي تجربة من بلد آخر, بل إن ما يريده هو, إيجاد نظام يحترم القِيَم الإسلامية, احتراما لشعب العراق, الذي يعتنق الإسلام بأغلبيته, مع احترام بقية المكونات, وأن لا يتم فرض أحكام, لا يعتقدون بها عَقدياً, وأن يكون الاحترام متبادلاً, ولا يعتدي أحد على حقوق الآخرين.
وحدة العراق كانت مما يشغل فكر الشهيد ويؤرقه.. حيث كان يؤكد على وحدة أرضه وشعبه؛ ورفض أي محاولة لتقسيم العراق, أو التفكيك لدويلات أو ما شابهها, ورأى أن من مصلحة العراقيين جميعاً, تكمن في بلد موحد وطرح الفيدرالية, كضمان لهذه الوحدة، على عكس ما يتوهم بعض المخالفون.
بعد اغتيال السيد شهيد المحراب, ورحيل اخيه السيد عبد العزيز الحكيم, ووصول زعامة المجلس الإسلامي الأعلى, للسيد عمار الحكيم, شكل تيار الحكمة الوطني, وسعى من خلاله لأن تلك الأطروحات والرؤى, لشهيد المحراب هي نفسها سبيله وأدواته لتحقيق الرؤية.. لذلك نلمس شدة الهجمة, ممن لا يمتلكون مفاتيح المشروع الحقيق.
الم يستطع المتصدون والمسيطرون, على مصدر القرار, وبعد كل تلك السنوات , ان ينجحوا في أن يكونوا دولة العراق الحديثة المستقلة, وصار همهم الحكم والمناصب, ما أدى لبروز خطر تفتيت المكون الأكبر, لتبقى ثروة العراق نهباً لكل الأطراف.