القرن الحادي والعشرون يبدو أن مساراته قد تحددت في ربعه الأول , وهذا من طبائع القرون , فربعها الأول يرسم خارطة ما تبقى منها.
ومن الواضح أن طلائع الحروب البايولوجية الشرسة قد إنطلقت , منذ نهاية العقد الثاني منه , وقد تقدمتها هجمة فايروس الكورونا الذي تسبب بخسائر بشرية ومادية وإقتصادية كبيرة , لا تضاهيها خسائر أية حرب سبقتها , فهو يحصد الآلاف يوميا , ويعطل النشاطات الإجتماعية بأنواعها , ويضع ضغطا كبيرا على المؤسسات الصحية , ويعرقل التعليم , ويعوق الأمم والشعوب نفسيا وسلوكيا.
وربما لن تنتهي صولات هذه الحرب , يل ستتعاظم وستتفاقم الخسائر بأنواعها.
إن تأريخ الأوبئة يثير الريبة والشك حول ما يحصل في الدنيا من تفاعلات ذات تداعيات مريرة على البشرية.
إن الحرب البايولوجية برغم فداحتها , لكنها ربما أقل قسوة من الحروب الأخرى , التي تمتلك قدرات الإبادة المطلقة للوجود الأرضي برمته.
فالعقول قد بلغت ذروة إبداعات الشرور , وتمكنت من توفير ما يلزم للمحق التام للأمم والشعوب , في أية بقعة تتحول إلى هدف.
وهذه علة المخترعات البشرية , فمعظمها يتحقق إستخدامها للتعبير عن الشر , وتقليل دورها في ميادين الخير , وذلك ناجم عن نوازع النفس الأمارة بالسوء المتمكنة من البشر , والمستعبدة لعقولهم المخنعة بالعواطف والإنفعالات.
فهل أن الحرب البايولوجية من خيارات أهون الشرين؟
يمكن قول ذلك , والدنيا تقف على شفا حفرة الوعيد , وكأنها تريد القفز إلى الهاوية , وما أدراك ما هي!!
إنها أكثر من نار حامية!!
وهل أفلح المنجمون , وتعثر العلماء بما يعلمون؟
وإنّا لمنتظرون!!
وإن مَن عليها لسوف يمحقون!!