عندما يتحدث الإخوة الكرد في الفضائيات ، يردون دائما عبارة العراق بدلا من أن يقولوا الوطن ، أو البلد ، أو يرددون الحكومة العراقية بدلا من عبارة الحكومة المركزية أو الحكومة الاتحادية ، وهي عبارات تدخل في خانة كون المتحدث خارج منظومة الوطن أو يمثل جهة أجنبية ، وقد بعدها بعض السامعين أنها عبارات بعيدة عن مفهوم الانتماء. وقد يعد بعض الكرد الإقليم منذ التسعينات خارج السرب وأنه ملحق به مؤقتا ، ولذا نراهم ساعين وداعين دوما إلى فض مسألة المناطق المتنازع عليها ، أو أنهم اولى بغيرهم بكركوك ،
إن الإقليم لم ينفصل لحظة عن العراق ، وكانت حصته التموينية واستحقاقات من الوقود والمواد الأخرى تصل إليه ولو حسب اهواء رئيس النظام السابق ، أي أنه ظل جزءا من العراق حتى بعد تحديد مسار الجيش بخطوط العرض ، كما وان قادة الكرد كانوا يستعين بعضهم بصدام على البعض الآخر في حالة نشوب نزاع مسلح بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وان قيام الإقليم حالة صحية جدا وفق نظام الفدرالية الأخذ بالتوسع في دول العالم . ولكن كان على قادة الإقليم أن يكونوا أكثر واقعية بالتعامل مع المركز من حيث الاستحقاقات المالية ، وان لا يظلوا عالقين في عالم الارستقراطية بعيدين عن أحلام المواطن الكردي الفقير ، وان ينأى بعضهم والبعض الآخر بانفسهم عن الفساد المالي والإداري سييما وان واردات الإقليم يمكن أن تغطي الموازنة لو سلمت النوايا ، وما تشرنق احزابكم وظهور المعارضة الا رد فعل لتصرفات بعض القادة الكرد غير المسؤولة . إن العراق بدون الإقليم مثل العراق بدون ذراعه الشمال ، وان الإقليم بدون العراق مثل الابن الفاقد لأبيه . فالجغرافية من صنع الطبيعة والنظام السياسي من صنع البشر وخير الأعمال من يسخر الجغرافية والنظم السياسية لصالح الشعوب…