خاص: إعداد- سماح عادل
“شيرلي تيمبل” هي ممثلة سينمائية وتلفزيونية ومغنية وراقصة ومؤلفة سيرة ذاتية وسفيرة أمريكية سابقة في غانا وتشيكوسلوفاكيا. وقد بدأت في مهنة التمثيل السينمائي عام 1932 عندما كان عمرها ثلاثة أعوام، وحازت على شهرة دولية عام 1934 عن دورها في فيلم العيون اللامعة (فيلم من إنتاج عام 1934) وهو فيلم مميز تم إعداده بشكل خاص ليناسب مهاراتها. وقد نالت جائزة (Juvenile Academy Award) عام 1935.
البداية..
وُلدت “شيرلي تمبل بلاك” في 23 أبريل 1928، في مدينة «سانتا مونيكا» التابعة لولاية «كاليفورنيا». وكانت والدتها ربّة منزل تدعى “غير ترود أميليا تمبل”، بينما والدها موظف في أحد البنوك ويدعى “جورج فرانسيس تمبل”، ولها شقيقان يدعيان “جورج فرانسيس جونيور” و”جون ستانلي”. وكانت أسرتها تأتي من أصول إنكليزية وألمانية وهولندية.
حرصت والدتها على تشجيع مواهبها في الغناء والرقص والتمثيل منذ طفولتها المبكرة جداً، وفي 1931 قامت بإلحاقها بمدرسة «Meglin’s» للرقص الكائنة في لوس أنجلوس. وخلال وجودها في تلك المدرسة، رآها المخرج “تشارلز لامونت” الذي كان يعمل آنذاك لحساب شركة «Educational Pictues». وعلى الرغم من أنها سارعت إلى الاختباء خلف البيانو في الأستوديو، إلا أن “تشارلز” شاهدها ودعاها لتجربة أداء، ثمّ قام بتوقيع عقد معها العام 1932، إذ كانت الشركة تستعد آنذاك لإطلاق مسلسل من إنتاجها بعنوان «Baby Burlesks» الذي كان يسخر من الأفلام والسياسات السائدة حينها، والذي ظهرت فيه بحفاضها لكن مرتدية ملابس البالغين، واعتبر المسلسل حينها مثيراً للجدل من قبل بعض المشاهدين بسبب تصويره طفلة صغيرة في مواقف كبار.
خلال فترة عملها مع الشركة شاركت في بطولة عدد من المسلسلات والتي كان من أبرزها مسلسل «Frolics Of Youth». وفي سبيل تغطية نفقات إنتاج تلك المسلسلات، كانت الشركة تجعل تمبل وزميلاتها النجوم الصغار يظهرون في إعلانات تجارية عن حبوب الإفطار وغيرها من المنتجات الخاصة بالطفل.
التمثيل..
بدأت في مهنة التمثيل السينمائي في 1932 عندما كانت بعمر الثلاث سنوات، فحازت على شهرة عالمية 1934 وذلك عن دورها في فيلم «Bright Eyes»، وهو الفيلم الذي حمل تصميمه خصيصاً بما يتماشى مع مواهبها. وفي فبراير من 1935، حصلت على جائزة «Juvenile Academy Award» تكريماً لما أسهمت به كممثلة طفلة في مجال الأفلام السينمائية خلال 1934.
شهدت فترة الثلاثينيات إنتاج وتسويق سلع تجارية استغلت الشهرة الطيبة التي حققتها النجمة الطفلة تمبل، وكان من بين تلك السلع دمى وأطباق وملابس وغيرها الكثير. وفي فبراير 1935 أصبحت تمبل أول نجمة طفلة تم تكريمها بمنحها جائزة أوسكار الأطفال، وكان ذلك تقديراً لأدوارها التي لعبتها في الأفلام التي شاركت فيها خلال العام 1943.
وبدأت شعبيتها في الانحسار عندما وصلت إلى سن البلوغ، حيث اعتزلت صناعة السينما قبل أن تبلغ العشرين من عمرها، لكنها ظهرت بعد ذلك في عدد من الأفلام المتنوّعة ثم قررت الاعتزال نهائياً في العام 1950، وكانت تبلغ من العمر آنذاك 22 عاماً.
في 1958 عادت إلى عالم التمثيل من خلال مسلسل تلفزيوني استمدّ قصصه من الحكايات الخيالية. وفي أوائل الستينيات ظهرت كضيفة شرف في عدد من البرامج التلفزيونية، كما أنها شاركت في بطولة مسلسل كوميدي تلفزيوني، إلا أن ذلك المسلسل لم يتم عرضه مطلقاً.
بعدما انتهى عقد تمبل مع شركة «Fox» في 1940، انتقلت للعمل مع عدد من الاستوديوهات مثل «MGM» و«Baramount»، ومن بين أنجح أفلامها في تلك الفترة «Since You Went Away» مع كلاوديت كولبرت، و«The Bachelor and the Bobby-Soxer» مع كاري غرانت، و«Fort Apache» مع جون وايني.
تقاعدت من العمل السينمائي في 1949، وكثرت الشائعات حول السبب، منها لأن المدارس الحكومية لم تقبل ظهورها في أدوار البالغين، ويحتمل أن تكون قد شُجِّعت على التقاعد لأنها أرادت التفرّغ لنفسها لتكوين أسرة، كما أنها لم تكن سعيدة بالتغييرات الحاصلة في مجال صناعة الأفلام.
عودة إلى السينما..
في الخمسينات والستينات، عادت إلى الشاشة الصغيرة لفترة قصيرة لتقدم مسلسلين قصيرين هما «Shirley Temples Storybook» الذي عرض في 12 يناير 1958، ثم «Shirley Temple Theatre» الذي عرف أيضاً باسم «The Shirley Temple Show» وعرض في 1959. وكان كلا العملين مقتبساً من قصص عائلية أو موجّهة للأطفال، فكانت تمبل هي الراوية والممثلة في كليهما. وفي السنوات التالية ظهرت بشكل متقطع في بعض البرامج الحوارية التلفزيونية خصوصاً حين كانت تروّج لمذكراتها.
معظم الأفلام التي لعبت تمبل بطولتها كان يتم إنتاجها بميزانيات رخيصة نسبياً تراوحت بين 200 ألف و300 ألف دولار أميركي لكل فيلم، وكانت أفلاماً من نوعية الدراما الكوميدية التي كانت تشتمل على أغانٍ ورقصات، بالإضافة إلى الكثير من المواقف الميلودرامية.
الرقص..
كانت ماهرة في الرقص وخصوصاً النقري، إذ تم الاحتفاء بها في كثير من أفلامها. حتى في أفلامها الأولى قامت بتأدية عدد من الرقصات، وكانت قادرة على تأدية أكثر أنواع الرقص تعقيداً وهي في سن الخامسة.
اشتركت مع الراقص الشهير “بيل بوجانغل روبنسون” في عدد من الأفلام هي «The Little Colonel» و«The Littlest Rebel» و«Rebecca of Sunnybrook Farm» و«Just Around the Corner». فقام “روبنسون” بتدريبها وتطوير قدرتها على الرقص في عدد من الأفلام، ولأن “روبنسون” كان أميركياً من أصل أفريقي في الوقت الذي كان الجنوب الأميركي يعاني من تفشي العنصرية، فقد تم حذف المشاهد التي يظهر فيها “روبنسون” ممسكاً بيد تمبل من نسخ الفيلم التي عرضت في عدد من مدن الجنوب.
السياسة والدبلوماسية..
اهتمت “تمبل” بسياسات الحزب الجمهوري، كما دخلت السباق على الكونغرس في 1967 لتخفق فيه أمام “بيت ماكلوسكي” الذي اشتهر بمعارضته التورط الأميركي في حرب فيتنام، وهو ما كان أمراً نادراً حينها، خصوصاً بين ضباط البحرية السابقين أمثاله، في حين استندت هي إلى دعمها بتورط بلادها في الحرب.
لكنها تقلدت عدداً من المناصب الدبلوماسية كما مثلت بلادها في الكثير من المؤتمرات والقمم الدولية. إذ تم تعيينها مندوبة لبلادها في الأمم المتحدة من الرئيس “ريتشارد نيكسون” في 1969، ثم سفيرة في غانا في الفترة من 1974 إلى 1976، بعدها في تشيكوسلوفاكيا في 1968، ثم في الفترة من 1989 إلى 1992.
وفي 1976 أصبحت أول امرأة تتقلد منصب «رئيس البروتوكولات»، وفي 1987 تم تعيينها كأول مسئول خدمة خارجية في تاريخ أمريكا. كما أصبحت عضواً في مجلس إدارات الكثير من كبرى الشركات في أميركا مثل شركة «والت ديزني» (1974-1975)، ديل مونتي، بانكال تراي ستيت، فايرمان فاند انشورانس.
تضمنت مناصبها غير الحكومية «مؤسسة الدراسات الدولية» في جامعة «ستانفورد»، «مجلس العلاقات الخارجية»، «مجلس سفراء الولايات المتحدة»، «مجلس العلاقات الدولية»، لجنة الولايات المتحدة لدى “اليونسكو”، اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية – الصينية، تجمّع الأمم المتحدة، ومجموعة فضاء المواطنين الأميركيين. كما حصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة «سانتا كلارا»، وجامعة «ليهاي»، وعلى شهادة «الزمالة» من كلية «نوتردام»، و«زمالة تشاب» من جامعة «يال».
الزواج..
قابلت “جون أغار” 1943 الذي كان رقيباً في سلاح الجو الأميركي، ومدرباً رياضياً. وفي سبتمبر 1945 عندما بلغت من العمر السابعة عشر تزوجت به بحضور 500 ضيف في كنيسة «ويليشاير ميثدوديسنا».
في 30 يناير 1948 أنجبت ابنتها “ليندا سوزان”، حينها احترف زوجها التمثيل فصوّر الزوجان فيلمين معاً هما «فورت اباش» العام 1948 و«مغامرات في بالتيمور» العام 1949. لكن رغم ذلك كله تعرّضت حياتهما للمتاعب، ما أدى إلى طلاقهما في ديسمبر 1949، فحظيت هي بالوصاية على ابنتها وعادت إلى اسمها الأول، لتنتهي إجراءات الطلاق في ديسمبر العام 1950.
وفي يناير 1950 التقت ب”شارلز ألدين بلاك” ضابط في المخابرات الأميركية حاصل على وسام النجمة الفضية، وكان يعمل مساعداً لرئيس شركة «هاوين باينابل» يدعى، كما أنّ والده يعتبر من أغنياء كاليفورنيا، فتزوجا في منزل والديه في «ديل مونتي»، وذلك في ديسمبر 1950 في حضور جمع صغير من أفراد الأسرة والأصدقاء.
عندما تم استدعاء زوجها للانضمام للأسطول بسبب نشوب الحرب الكورية، أقامت في منزل أسرتها في واشنطن، وأنجبت ابنها “شارلز ألدين بلاك” الصغير في أبريل 1952، وعقب انتهاء الحرب وتسريح زوجها عادوا إلى كاليفورنيا في مايو 1953، حيث تولّى زوجها إدارة قناة تلفزيونية في لوس أنجلوس، فيما أصبحت هي ربّة منزل، لتنجب ابنة أسمتها “لوري” في أبريل 1954. وفي سبتمبر من العام نفسه، تولّى زوجها إدارة عمليات معهد أبحاث «ستانفورد»، فانتقلت الأسرة الصغيرة للإقامة في «آثرتون» بكاليفورنيا، حيث دام زواجهما لـ54 عاماً حتى وفاة بلاك في أغسطس 2005، وذلك في منزله في «وودسايد» نتيجة مضاعفات من مرض أصابه.
وفاتها..
توفيت “شيرلي تمبل” 2014 عن عمر يناهز 85 عاماً. وجاء في بيان وفاتها – كما أعلنه وكيل أعمالها – أن تمبل توفيت بأسباب طبيعية وهي محاطة بأفراد عائلتها في «وودسايد» بولاية «كاليفورنيا».