18 ديسمبر، 2024 11:09 م

في \ : الحرب على العراق

في \ : الحرب على العراق

 ليست هنالك من ضرورةٍ ما للربط المطلق بين الهجوم الثلاثيني على العراق في حرب عام 1991 وبين نظام الحكم السابق , وكان الإندفاع والتعجّل في شنّ الحرب على العراق بائناً وشديد الوضوح , ولم يجرِ منح الفرصة الكافية من الوقت لحل ازمة اجتياح العراق للكويت سياسياً ” وهذا ليس بجديدٍ لذكره ” , لكنّ هنالك تساؤلاتٌ لم يجرِ طرحها في الإعلام بهذا الشأن , فعلام هذا العدد من الدول والجيوش ال 34 لتهاجم العراق ؟ ألم يكن نصف المليون جندي امريكي الذين اشتركوا بالحرب كافياً لإرغام العراق على الإنسحاب من الكويت , فضلاً عن دولٍ ذي امكانات عسكريةٍ عالية كبريطانيا على الأقل .! , ولماذا لم يقتصر الهجوم الجوي الذي استمرّ 42يوماً على الجيش العراقي داخل الأراضي الكويتية فقط , بينما كان تركيز الهجوم على كلّ ما له علاقة بالبنى التحتية والإقتصاد داخل العراق , وبما لا يتعلّق بالإعتبارات العسكرية .! , وبلا شكّ فالمسألةُ اكبر من قضية الكويت ولها ابعادٌ اخرى , كما لماذا عاودوا الهجوم على العراق واحتلاله في عام 2003 وهم يعلمون مسبقاً بعدم وجود اسلحة الدمار الشامل واعترفوا بذلك بعد الحرب!

  في آخرِ تصريحٍ لبول بريمر قبل اسبوعٍ ونيف , ذكر فيه : لو لم تقع حرب 2003 فكان لابدّ للحرب ان تقع في ايّ وقتٍ آخر .! , لماذا هذا التوقيت في الإدلاء بهذا التصريح بعد مرور تسعة عشر عاماً على الإحتلال .!

كلّ الإعتبارات التأريخية البعيدة والقريبة تشير الى حتميةٍ ما في استهداف العراق كدولةٍ وكشعبٍ وكيان .

  من الملاحظ أنّ ذات جيوش الإفرنجة التي واجهت القائد صلاح الدين الأيوبي ” معركة حطّين سنة 1187 ” قد عاودت هجومها على العراق في حرب 1991 , ولكن اضيفت لها اضعاف تلكم الجيوش من دولٍ اخرى , وإذ كانت معركة حطيّن بريّة , لكنّ الحربين التي اعقبتها كانت جويةً وبحريّة وبأستخدام وسائل الفضاء العسكرية , وتبقى إشارةٌ اخرى بأنّ الولايات المتحدة ابقت على سرّية وثائقٍ تتعلّق بثورة 14 تموز – 1958 الى غاية الآن ! رغم انتهاء المدة المحددة للكشف عن الوثائق ومرور سنواتٍ عليها وفق القانون الأمريكي , فكيف بأسرار الحربين الأخيرتين على العراق , وكم من عقود السنين سيجري الكشف عنها .!

< مناسبة هذا الحديث المختزل هي ذكرى يوم الهجوم الثلاثيني على العراق > …