القومجية يطبلون له باعتباره يدافع عن العروبة ونقيضهم الاتراك يعتبرونه مناصرا للعثمانيين وهو بين هذا وذاك مجهول الولادة والنسب ، وليس اتهاما منا بل هو من اثار حول نفسه الشكوك فالذين تناولوا سيرته لم يثبتوا على راي .
هذا الرجل ملون ولا احد يستطيع ان يحسبه على جهة معينة هل هو عثماني ام عربي ام عميل بريطاني والاخيرة هي الاقرب له .
ولادته حسب ما يقول في اليمن وفي مكان اخر يقولون في حلب وثالث يقول في اسطنبول ، وحسب ادعائه بان لقبه جاء من اسم مدينة في اليمن وهو من ذرية الامام علي (ع) ، فقد بحث الشاعر محمد مهدي الجواهري عن هذه المدينة من خلال اصدقائه اليمانيين فتبين لا وجود لهكذا مدينة ، وللجواهري موقف مع هذا الرجل ساذكره لاحقا .
ويدعي الحصري أن والداه استقرا في مدينة حلب، وأنه من مواليدها عام 1880، وهذا ما ينكره وليم كليفلاند، في بحثه ” الحصري من المفكرة العثمانية إلى العروبة” حيث دقق في سجلات المواليد في تلك الفترة في حلب، فلم يعثر على اسمه. ويستنتج الباحث أنه على الأغلب أن ساطع الحصري قد ولد في إسطنبول حيث نشأ وتعلم فيها ( من مقال للاستاذ عبد الخالق حسين ).
وانا اقرا كتاب ( هكذا تكلم الجواهري ) تطرق فيه الجواهري الى موقف طائفي بامتياز من هذا الرجل ، فقد ذكر انه استلم خطابا من وزير المعارف عبد المهدي المنتفكي ( والد عادل عبد المهدي) لتعيينه مدرس لغة عربية والادب العربي وكان الحصري يعمل مديرا في المعارف ، يرى الجواهري ان الحصري عميل انكليزي بلكنة طائفية فقد صمم الاستمارات الرسمية للمعلومات وفيها سؤال هل انت مسلم هل انت شيعي ؟ ، وقد اصر على عدم تعييني لانه وحسب ادعائه ان في شعري لكنة فارسية وليست عربية ، وحتى يؤكد الجواهري انه طائفي فقد رفض تعيين الكاتب انيس النصولي وهو سني ، ولربما يستغرب القارئ اذا كان طائفي لماذا يرفض تعيين السني ؟ الجواب ان هذا الرجل الف كتابا تاريخيا عن الامام الحسين عليه السلام فاستغلها الحصري ليمنع تعيينه ويرحله الى سوريا ومعه السوريين .( الى هذه الدرجة اسم الحسين عليه السلام يرعب الاعداء)
وهنا تذكرت كتاب الشيعة والدولة القومية للكاتب حسن العلوي ذكر حادثة طائفية لهذا الرجل وهي ان الملك فيصل كان على وشك الموافقة على افتتاح معهد للمعلمين في الحلة الا ان ساطع الحصري رفض ذلك لانه كان مديرا في المعارف وسبب رفضه ان الطلبة سيكونون شيعة ويعني ان المعلمين شيعة .
هذا الرجل حاقد على العرب والعثمانيين وسبب حقده حسب ما ذكر في كتب التاريخ ان اخاه بديع اتفق مع ضابط تركي على اغتيال طالب النقيب ( اول رئيس وزراء وهو سني عراقي عربي استلم الوزارة بالاتفاق مع كوكس) فعلم بذلك النقيب وقتلهم قبل ان ينفذوا مخططهم ويًعتقد انه بسبب ذلك حقد على العرب .
وانه ليس عثماني لانه على اقل تقدير ان يتذكر مؤازرة علماء الشيعة للعثمانيين ضد الانكليز في الحرب العالمية الاولى ولكنه عميل انكليزي فاستخدم باسم العروبة لضرب العروبة وتحت مختلف التسميات وقد اكد ذلك حسن العلوي في كتابه الشيعة والدولة القومية قائلا ” فخلال الأشهر الست الأولى من وصوله بغداد ـ اي الحصري ـ ، قضاها مع الإنكليز وانعقدت بينه وبين عدد منهم مثل كورنواليس، وغاربيت، والمس بيل، ومع سميث فيما بعد، أواصر عمل مشترك ومودة روحية”.
وهنا اتامل جيدا بالثمن الذي دفعه الشيعة بين الدفاع عن الوطن ونصرة الاسلام والتنازل للاخوة السنة فكان الثمن قاسيا دفعه الشيعة الى هذا اليوم