19 ديسمبر، 2024 1:47 ص

“علماءٌ من بلاد العربِ…كنجومٍ في فضاءِ الأرَبِ”
يقول إبن خلدون في مقدمته ” أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم من العجم” , وعلى ضوء ما ذكره , مضت الأقلام تكتب , وهو رأي حكمي مسبق لا دليل واضح عليه , إلا أنه إعتمد ربما على الأسماء ومكان المولد وحسب , وفي هذا نوع من التحريف وعدم الطرح العلمي والمنهجي القويم.
وإنتشرت مقالات وطروحات وتصريحات , تستنكر على علماء الأمة عروبتهم , وتنسبهم إلى أقوامٍ آخرين , والهدف من ذلك القول بأن الأمة لم تقدم شيئا , وتدّعي ما قدمه علماء الأمم الأخرى.
وهذه فرية هزيلة , ومحاولة للحط من قيمة العرب , ودورهم في صناعة الحضارة الإنسانية , وما قدموه من إنجازات رائدة , دفعت بالتطور للتسارع نحو الرقي والأبداع الأصيل.
فالأمة نادت بالتفكر والتدبر وإعمال العقل , وتسخيره لتلبية حاجات البشرية وما تريده , فالطاقة فيه , وهو القوة الخالقة الموهوبة لنا من خالقنا.
فالقرآن فيه آيات وكلمات حاثة على إعمال العقل في الحياة والإعتماد عليه , وبموجب ذلك إنطلقت العقول العربية وأبدعت.
ومن المعروف أن سكان الجزيرة العربية قد هاجروا إلى أصقاع الدنيا , بعد أن صارت تدين بالإسلام.
فالعديد من العوائل العربية توطنت البلدان المفتوحة , ففيها ما يمنحهم القوة المادية والمعنوية والرسالية , فهم ينشرون الدين ويعملون ويكسبون ويتولون المناصب , ويقودون مسيرات الدين بين الناس , ويعلمونه للداخلين فيه أفواجا أفواجا.
وفي ديارهم الجديدة تكاثروا وتمازجوا , ونبغ فيهم رموز بالعلوم والمعارف وبرعوا فيها , وشاركوا في صناعة مجد زمن عربي حضاري متميز , وكتبوا باللغة العربية المتجذرة في أعماق كينوناتهم الذاتية.
وتجدنا أمام أدعياء إنكار أصولهم , لأنهم قد ولدوا في ديار غير عربية , مع أنهم يكتبون بالعربية وترعاهم الدولة العربية , وتجهز لهم متطلبات التعبير عن مواهبهم وأفكارهم , وهم وإن كان بعضهم ربما من أصل غير عربي , لكن أمة العرب وفرت لهم الحواضن اللازمة لنضوج إبداعهم وتفتحه.
وهناك كتاب للأستاذ (ناجي معروف) بعنوان (عروبة العلماء…) , يفند فيه بأدلة وبراهين الإدعاءات الهادفة للنيل من أمة العرب.
فلن تنالوا من العرب وأنوارهم ساطعة الإشراق في آفاق السرمد!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات