لم تکن محاکمة الادبلوماسي الارهابية وشبکته وإدانتهم والحکم عليهم بالسجن لمايزيد عن ال20 عاما، بمثابة إدانة وحکم يمکن حصره في هذا الارهابي وشبکته فقط وإنما هو إدانة وحکم بحق النظام الايراني نفسه لکونه هو المشرف والموجه للعمليات والنشاطات الارهابية، وحتى إن إدانة معظم الاعمالوالنشاطات الارهابية التي قام بها المقبور قاسم سليماني من قبل دول العالم والشخصيات والمنظمات والهيئات الدولية، کانت أيضا بمثابة إدانة للنظام الايراني ذاته، وإن مصطلح”بٶرة والمرکز الرئيسي للتطرف والارهاب”، صار يطلق على هذا النظام بصورة صارت معروفة للعالم کله.
عشية الذکرى الثانية لاستهداف طائرة أوكرانية الرحلة 752 بصواريخ قوات الحرس ، قضت المحكمة العليا لمقاطعة أونتاريو بكندا بأن إسقاط هذه الطائرة عمل إرهابي ومتعمد. وقضت محكمة كندية برئاسة إدوارد بلوبابا يوم الاثنين 3 يناير بأن المدعين أثبتوا أن إسقاط الطائرة الأوكرانية عمل إرهابي. واستندت المحكمة إلى شكوى من ستة ناجين من ضحايا الرحلة 752، حيث أمر النظام الإيراني بدفع 107 ملايين دولار كتعويض. وذكر إدوارد بلوبابا، الذي ترأس المحكمة، أنه بناءً على الأدلة التي قدمها المدعون والخبراء، فإن إسقاط الطائرة بصواريخ قوات الحرس كان متعمدا. وبذلك تضاف جريمة إرهابية أخرى إرتکبها هذا النظام الى سجله الاسود بهذا الصدد.
أکثر مايلفت النظر ويسترعي الانتباه أن المتهمون في هذه القضية هم علي خامنئي، وقوات الحرس، وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وبعض كبار المسؤولين العسكريين، مثل رئيس الأركان محمد باقري، وقائد قوات الحرس الإيراني حسين سلامي، وقائد القوات الجوية في الحرس أمير علي حاجي زاده، و قائد الجيش عبد الرحيم موسوي. ووفقا للحکم فإن تقرير وزير الأمن الاجتماعي الكندي آنذاك أيضا يظهر أن ادعاء النظام الإيراني بأن الخطأ البشري لعب دورا في إسقاط هذه الرحلة غير صحيح. وتستعد الحكومة الفيدرالية الكندية للإعلان عما توصلت إليه بشأن إسقاط طائرة أوكرانية قريبا. علما بأن الرحلة 752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية أسقطت بصاروخين من قوات الحرس بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران الدولي في صباح 8 يناير2020 مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصا، بمن فيهم 164 إيرانيا، و 138 ضحية أو مزدوجي الجنسية الكندية، وكان لديهم إقامة دائمة في هذا البلد.