إذ منْ جانبٍ تقليديٍ , لايغدو جديداً استهداف القواعد الأمريكية – العراقية المشتركة سواءً بصواريخ الكاتيوشا او بطائراتٍ مفخخةٍ مسيّرة , وسواءً اصابت اهدافها بدقةٍ غير متناهية , او ضلّتْ طريقها جرّاء افتقاد الدقّة في الإستخدام من قِبل اصحابها .! , او جرى إسقاطها بواسطة منظومة C – Ram الأمريكية الجنسية
لكنّ الجديد في هذا الأمر , هو عودة اطلاق هذه المقذوفات بعد انسحاب الوحدات القتالية الأمريكية من العراق وقبل الموعد المحدد لها في الساعة الأخيرة من اليوم الأخير للسنة التي مضت منذ ايامٍ قلائلٍ , وبإشرافٍ مباشر من القيادة العسكرية العراقية العليا ,
فعلامَ هذا الإستهداف الصاروخي إذن .!
منْ احدى الزوايا التكتيكية ” الضيّقة الأفق ” , فإنّ قادة الفصائل المسلحة امسوا واضحوا على قناعةٍ ضمنيةٍ وملموسةٍ < مرتبطة بعنصر الوقت او الزمن > بأنّ الإدارة الأمريكية الحالية او التي سبقتها , لا تقوم بأيّ ردّ فعلٍ مضادّ , او ضربة عسكرية معاكسة ضدّ المجاميع التي تطلق الكاتيوشات والمسيرات < إلاّ فيما ندر> , وبشرط ان تكون على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا , وليس داخل الأراضي العراقية ولا سيّما العاصمة , ولعلّ مؤدّى ذلك يعود لبضعةِ اسبابٍ ” ليست كثيرة , ومحددّة ” وفق الرؤى الأمريكية الخاصة.
من زاويةٍ اخرى مغايرة ولعلها بعيدة ومقاربة في آنٍ واحد , فيبدو أنّ أنّ قادة الفصائل المسلحة من ذوي العلاقة بهذا الشأن ” فنيّاً او تقنيّاً ” , فكلما فشلت ضربةً موجهة ضد هذه الأهداف المستهدفة , فإنهم يستبدلوها بين طائرات الرون المفخخة , وبين صواريخ الكاتيوشا البدائية – المقصود استخدامها كنيرانٍ ازعاجٍ غير مؤثّرة وتحمل في طيّاتها رسائلاً ومسجاتٍ معنويّةً , وهي لا تشكّل سوى عواملاً مساعدة على صعيد الإعلام الضيّق الأفق , والذي لا يؤخّر ولا يقدّم قيد انملة او أقلّ كثيراً .!
< من جانب آخرٍ , فلوحظَ أنّ احدى المسيّرات التي جرى إسقاطها مؤخراً , فكانت احدى الأجزاء المتحطمة منها تحمل عبارةً مكتوبةً بخطٍ غير نظاميٍ ” إنتقامٌ للقادة ” , لكنّه لو لم يجر اسقاط هذه المسيّرة وتفجّرت على الهدف الأمريكي المستهدف , فكيف يمكن مشاهدة وملاحظة هذه العبارة ” باللغة العربية وليست الأنكليزية ” على اجزاء الطائرة التي ستتحطم وتنصهر وتذوب عند انفجارها , ولماذا كتبوها إذن .؟!
بهذا الصدد وسواه , فيصعب لغاية الآن تفسير وتفكيك اسباب إطلاق وانطلاق الكاتيوشات والمسيّرات دونما ربطه بالعملية الإنتخابية المعقدة , ولا استبعاده وطرده من جولة مفاوضات ” فيّنا ” في النمسا , وهنالك ما خلف الكواليس اكثر ممّا يلتقطه الإعلام , وما يجري تسريبه للإعلام عمداً .!