18 ديسمبر، 2024 11:28 م

تخضب صديقي بدمائه أمام عيني
فهو جندي حمل روحه عـلى راحـته
وألقى بها في متاهات الردى
ليحمي أرض وطني
مسك بيدي وطلب مني
اعلام أحبته
وحزم أمتعته
فتطايرت رسائل حبه لزوجته
وصور أطفاله
وطعام من يد والدته
ركبت القطار
وأنا أفكر كيف أساعدهم
كيف أعطهم الأمل
كيف أخبرهم الحقيقة
وهم لأول مرة يروني بدونه
لماذا لم افعل شيئًا
لماذا لم أحذره
لماذا لم اخبره أن يهرب إلى حضن عائلته
يا ترى هل كان خطأي أم خطأه هو؟
لا,هذا ليس خطأي ولا خطئه
لم نختر ماذا ستكون خطيئتنا
نزلت من القطار
الجميع بالانتظار
العائلات,الأطفال,الزوجات,الحبيبات
كما لو أن حياتهم غنية هادئة
وأنا أشق طريقي لرؤية عائلته
واتصنع ابتسامة
مغبَّر الجبين
مع علمي بعدم وجد الأمل لهم برؤيته مرة أخرى
هل عليّ أن أخفي عنهم ومنحهم الأمل؟ وكيف ذلك؟
ومع ذلك، قالت زوجته المفجوعه
سيأتي الوقت الذي يطرق فيه بابنا!
وسيكون يوم جديد، يوم رائع! وكأنها تحلم بالمستحيل!
ولذلك أطلقوا عليّ لقب “المحظوظ” لنجاتي من الحرب سليماً
وكيف بي بهذا اللقب وأنا أعاصر الأحداث ذاتها كل وقت وحين!!
وكأن حياتي شاهد على مصرع شجعان بلدي!
حين تناوشه جارحات الفلا!
كيف نجوت؟
لم أطرح على نفسي هذا السؤال
منذ ذلك الحين، ولو للحظة، ولو لثانية حتى!