22 نوفمبر، 2024 7:07 م
Search
Close this search box.

مؤامرة التمييز بين الرجل والمرأة

مؤامرة التمييز بين الرجل والمرأة

هذه القضية التي طالما كانت في دائرة الكلام وليس الفعل ليست حديثة فقد كثر الحديث فيها لأهميتها لكن التغيير فيها ليس بقدر أهميتها كون بعض القضايا هي بمثابة مشكلات لها جذور طويلة وثابتة لا يمكن اقتلاعها أو مكافحتها بسهولة لأنها تتعلق بسياسة وأنظمة الدول التي بعضها تكون ضعيفة لاتؤسس قوانينها على العدل لذلك لايوجد شيء إسمه عدالة بين المرأة والرجل و”العدالة” غير المساواة فالتساوي أمر غير ممكن لأن لكلاهما وظائف وصفات وواجبات وحقوق وهما يختلفان في جوانب كثيرة، لكنهما يتشابهان في جوانب أهم وهي الحقوق الإنسانية والمدنية والحريات ولايوجد تمييز إلا لدى الأنظمة المتعسفة التي تضع كفة الذكر أعلى و كفة الأنثى أسفل لأن العادات تتغلب على القوانين.. وقضية التمييز بين الرجل والمرأة مؤامرة لها تأريخ طويل مليء بالأحقاد والتفرقة والعقد النفسية والمجتمعية وتلك العقد كانت العجينة الأساس لصنع مجتمع ذكوري بحت فالذكورية هي منح السلطة للرجل على المرأة وذلك عكس المجتمع السوي الذي يكون فيه الرجل مع المرأة وليس ضدها يسلبها حقوقها وحرياتها .
لقد ساهمت العادات الدينية القديمة والتقاليد المجتمعية البالية في تحويل المجتمعات من سوية إلى ذكورية تمنح الرجل وتسلب المرأة.. وكان المحرِّك الرئيسي مجموعة يسيطرون على المعابد يجرون خلف المال والذهب ويمثِّلون التدين على الناس وهدفهم نفعي وسياسي أكثر من ديني لكن ماعلاقتهم بالمرأة وسلبها مكانتها الأولى ؟
هي قناعات وأفكار بدأت من الحقد وحسد المرأة قبل آلاف الأعوام لأن التأريخ هو الشاهد العظيم على أن الأنثى كان لها مكانة وشأن كبيرين فهي امتلكت العاطفة والرعاية في المجتمع البدائي و القوة والحكمة مابعد الحياة البدائية، كما كان لها الحكم والسلطة قديماً بعد وفاة أبيها.. والغربب أن ولدها يكون تابع لأسمها لا لأسم لوالده، فكيف تحولت من حاكمة وذو شأن وكرامة إلى انسانة “جنحها مكسور” خادمة في المنزل تحت جناح بعلها وتعيش في ظله لأنها بدون ظل !!؟ وهذه الأفكار الذكورية بثها أصحاب المعابد قديماً إلى الناس للسيطرة على عقولهم بالفتاوى والقصص والخرافات التي كانت ومازالت وسيلة مؤثرة فصارت المرأة تُهَمش وتعتبر أقل وأدنى من الرجل وهذا بسبب الأكاذيب والأقاويل التي شرعنت معاداة واستغلال واستذلال المرأة .
ولو رجعنا إلى الوراء وقرأنا في الحضارات العربية سنجد أن الحضارة المصرية الفرعونية مثلاً كانت غنية بالنساء الحاكمات مثل حتشبسوت وتحتمس ونفرتيتي وكليوباترا وغيرهن.. يعتبرن نساء وملكات حكمن بشجاعة وحكمة، كما أثبتت أبحاث المؤرخين وعمليات المنقبين أهمية المرأة آنذاك لما وجدوه داخل الكهوف والأراضِ من كتابات و تماثيل كانت تعكس جمال وقوة المرأة فكان التمثال عبارة عن أعضاء كبيرة للمرأة تمثل غالبية الجسم كما لاحظوا أن تمثال الرجل ليس بحجم تمثال الأنثى .. وأصبحت المرأة تعالج بالطب وتعمل وتشارك بالحروب… كل ذلك أدى إلى إثارة الحسد لدى الذكوريين الذين أرادوا ممارسة سلطتهم على النساء ماجعل المجتمعات تتبدل ليسلب الرجل حق وقوة المرأة ويقص جنحها ثم يقول جنحها مكسور ويسلبها حق تعليمها ثم يقول قليلة عقل يربيها على الضعف ثم يقول طبيعتها ضعيفة وهذا هو المجتمع الذكوري عدوته الأولى هي المرأة يقول عنها ماليس فيها لتكون “ناقصة” الرجل يكَمِّلها ويسعدها ويسترها، كل ذلك لم يحدث بالمجتمع الشرقي فقط بل الأوروبي أيضاً ففي العصور الوسطى عانت نساء أوروبا وأصبحن فجأة ضعيفات ناقصات و خادمات في منازلهن غارقات في العذابات ولم يحصلن على مكانتهن إلا في العصور الجديدة.

أحدث المقالات