18 ديسمبر، 2024 9:08 م

بين المذهب الديني.. والعلمانية…والآيديولوجيا ..جدلية ..

بين المذهب الديني.. والعلمانية…والآيديولوجيا ..جدلية ..

أين مؤسسة الدين منها…؟
كم جنت المؤسسة الفقهية على المسلمين حين حولت مبادىء الدين الى مذاهب ،فجعلتهم اشتاتا غير متحدين ..وبمرو الزمن ورغبة السلطة السياسية في التفريق أصبح المذهب مذاهب وفي الاسلام مختلفين كل يؤدي شعائره الدينية بأختلاف الأخرين حتى آذانهم اختلف لكل منهم غير الاخرين ..فهذا بمآذنته يصيح علي ولي الله.. والأخر يصرخ الصلاة خير من النوم في الفضاء الفسيح زيادة في الحرص على الفُرقة والتفريق ..ولا ندري ما الصحيح ؟..كما قال الشاعر: بلدي عمائم كله أرأيت مزرعة البصل ..هذا بناقوس يدق وذاك بمآذنة يصيح … ولا ندري ما الصحيح ؟ .

نعم ..أستطاع الفقيه ان يجزأ الأعتقاد فأفرز لنا هذه الفرقة القاتلة بين المسلمين..حتى تحول دينهم بمرور الزمن الى أديان كل منها يناصب الأخر الحقد والكراهية للأخرين. .فهذا ناصبي.والثاني شعوبي .والكل يرفع الراية”لا آله الا الله محمد رسول الله” وفي اليد الاخرى الخنجر يجز رقاب الآدميين المسالمين ..هذا هو اسلامهم الذي يريدوننا ان نؤمن به بعد ان فرقوا بيننا في الحقوق والواجبات..اما كان الأفضل لنا لو كنا بلادين على طريقة اليابان والصين وأحتفظنا بوطن واحد لا أوطان كل منها يعادي الأخر فأصبحنا لعب يَنظر الينا العالم بنظرة أحتقار التاريخ… …. نعود لنقول:

ابتداءً يجب علينا التفريق بين مصطلحات المذهب والعلمانية والايديولوجيا في المنهج الدراسي ليتعلمها الطالب منذ البداية في بلد تجري فيه انهار الذهب والطالب لا زال يجلس على الحصير..فكيف نطلب من المعلم العلم الصحيح ؟ وهو يؤمن ب: أطيعوا آلوا الامر منكم بلا معارضة ولا تجريح..أهذا هو دين محمد(ص) الرصين.. يا اجلاف الزمن الغريب..

اعلموا ان المذهب يعني ،الرأي الاجتهادي لشخص او جماعة في قضية دينية او سياسية معينة وليس للكلمة من اصل في القرآن والسُنة النبوية وانما دُست دَسًا من قبل فقها ء السلطة للتفريق بين مؤيدي أهل العدل ومعارضيهم في العهدين الاموي والعباسي من الظالمين ..وبمرور الزمن تجسد المعنى فأصبح اعتقادا دينا مخالفا للأخرين..كما ثبته فقهاءالقرنين الثالث والرابع الهجريين.. بينما قواميس اللغة العربية تخبرنا ان المذهب لغة جاء برمزية فلسفية معينة وخاصة في الشعروالآدب …ولا علاقة له بالدين قط ..فأعلموا ان الزمن تغير والناس فهمت حقيقة التغيير.

.اما الايديولوجيا : فتعني، العلم الذي يعالج تقويم الافكار وما يتصل بالقيم والمعتقدات السياسية والاجتماعية .وهو مكون من كلمتين (idea ) وتعني فكرة و(logos) وتعني علم او دراسة ، وعند دمج الكلمتين يصبح المصطلح (علم الأفكار). أي الوعي الاجتماعي والسياسي للمفكر والتقدم المعرفي له ..ويقصد به تحرير الانسان من ربقة الجهل واثارة عقله بالعلوم والمعارف،تمهيداً لايقاظه من سباته وبعثه على التامل في الكون وما يتخلله من انظمة ونواميس لينتهي الى نظرة معرفية شمولية في الكون والحياة. وهذا ما هدف اليه منهج القرآن المغيب من قبل مؤسسات الدين عن المنهج الدراسي اليوم..حين أستعيض عنه بمذاهب فقهاء يجهلون المعنى حتى عمرهم ما فسروا الايات الحدية بقانون ادراك المشخص في وقت لم تكن ان التسميات الحسية قد استكملت بعد تركيزها في تجريدات فراحوا يفسرون الايات على طريقة الترادف اللغوي الخاطئة فأهملوا حتى الحروف في اول السورالقرآنية التي وردت مثل(ن والقلم) وغيرها ، وانما قالوا عنها حروف زائدة لأن ما أدركوا ان اللغة نشأت في اوقات معينة وهي قابلة للتغييربمرور الزمن في المعنى وهي نظام لربط الكلمات في كل عصر جديد حتى وقعوا في وهم الخطأ .فحملوا الدين والاجيال وزرخطئهم ولا زالوا الى اليوم مصرين.
اما العلمانية : فيقصد بها نظام الدولة التي لا تخضع قوانينها للتشريعات الدينية للحد من تدخل المؤسسة الدينية في القوانين المدنية ..هذا التدخل الذي اربك النظريات الاصولية لتخليص الفكر الانساني الحضاري من المطلقية الغير قابلة لنقاش الفكر الأخرالذي يؤمن بالأقصائية الفكرية التي لا تتناسب وحركة التطور الحضاري الانساني .كما في افكار الغزالي(ت505 للهجرة ) في كتابه تهافت التهافت للفلاسفة وابن تيمية ..وصراعاتهم لم تكن صراعات دينية بل صراعات سياسية لخدمة أولياء السلطة ولا غير ..بينما نادى الفيلسوف ابن رشد (ت 595 للهجرة -1126 للميلاد) ان لاسلطان على العقل الا العقل نفسه ..وقد سبقه في هذا التوجه العلمي الرصين الامام علي (ع) (ت40 للهجرة) حين قال : في نهج البلاغة الحجة العقلية لا تقابلها الا الحجة الأكثر منها مدعومة بالبرهان العقلي…كما قال في الفَرق بين القتال والجهاد..القتال رد الاعتداء والجهاد تطهير النفس من الخرافات والشوائب . فلاجهاد كفائي ولا فرض عين كما يدعون..

هذه المؤسسات الفقهية التي قضت أكثر من 1000 سنة في نشر المخترع منهم والابتعاد عن مفاهيم الاسلام الحقيقية..لذا فالزواج والأرث والوصية يجب ان يخضع للقانون المدني لا التشريعي لحفظ الحقوق وليتوحد الرأي في الحقوق أنظر الآية 180 من سورة البقرة التي عتموا عليها..ولا مذاهب في الاسلام ، وانما هي فرية الفقهاء لخدمة “الوا الامر” في السلطة التي لم يفهموا النص او فهموه خطئاً في التطبيق..

والدراسات الحديثة على كثرتها لم تعطينا تعريفا ثابتا للمصطلحات الى اليوم بالتحديد ،فظلت ضائعة بين التعريفات الغربية والشرقية والعربية القديمة منها والحديثة. لدرجة ان الكثير من الكُتاب يسعون للحصول على مساعدة الاخرين لتكوين رأي جماعي لتعريف المصطلح تعريفا علمياً ثابتاً. وكل ما توصلت اليه المعالجات المختلفة ،فقد أجمعت على ان الايديولوجيا هي منظومة الافكار عند المؤلفين الخاصة باحوال المجتمع وما يحيط به من مدركات وغير مدركات..وهذا ما طرحته المعتزلة من زمن بعيد.
..بينما لم نرَ لكلمة المذهب الديني من اصل قديم .

مصطلحات كثيرة لا زالت بلا تحديد منها الايديولوجيا والعلمانية التي يعتبرها البعض توجها مقصودا ضد الافكار الدينية السائدة في المجتمعات الانسانية .هذا المفهوم لازال مطروحاً للنقاش، وعلى علماء الافكار ان يتفقوا في رأي موحد لنعرف ما ذا يعني الاصطلاح الذي طرحته الافكار الفلسفية الحديثة في الجامعات العالمية الغربية والشرقية على حدٍ سواء.لكن الذي يهمنا هل ان هذا المصطلح لم يكن معروفا عند علمائنا ومفكرينا بعد ظهور الحركة الفكرية الكبرى على عهدي المعتزلة واخوان الصفاء في العصر العباسي، لذا ظل الفكر الاسلامي بعيدا عنها حتى تلقفها أخيراً من الافكار الغربية..وطبقها حسب رأيه الخاطىء .

وعندي ان اول من نبه اليها وثبت معناها دون تسميتها الحديثة هو كتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي وسماه “نهج البلاغة”،لكن مؤيديه الذين نسبوا انفسهم اليه دون عقيدة من فكره العظيم ولم يتنبهوا له فراحوا يحشرون فكره الآيديولوجي بالمذهب الشيعي الطارىء على الدين على غرار المذاهب الاجتهادية الطارئة الاخرى لجهلهم بمعنى كلمة مذهب ولتعصبهم ضد المسلمين الأخرين ، وكأن فكر الامام وطروحاته الفكرية جاءت من أجل الفُرقة والأنتقام من المسلم الأخر، لا لوضع قواعد مقارنة لأفكار أصحاب المذاهب الوضعية التي لاعلاقة لها بالدين ،علاوة عن ان اصحابهم لم يعدوه مذهباً مساويا لمذاهبهم،وانا اعتقد من حقهم ما دام مفكري المذهب من مراجعهم الكبار قد اهملو ايديولوجية فكر الامام وعدوه مذهباً على طريقة الاخرين..وفكره يتناقض مع مفهوم الفقه الأخر .
مفارقة كبيرة هذا الذي تطرحه التسمية اليوم وما يسمى بفقهاء الشيعة ومفكريهم لاهين بالشعارات الوهمية الميته كولاية الفقيه والمهدي المنتظر والايغال في احزان عاشوراء والشعائر اليومية التي لم نقرأ عنها في فقه أهل البيت ابداً ولم يأتِ لها ذكرا في فقه الامام الصادق (ع).، بل هذا فكر بويهي سلجوقي مستحدث الصق بأهل ابيت لصقا.ً.. كما جاء مخترعاً عند الكليني وابن بابويه والشيخ المفيد وغيرهم ..حتى أكرهوا الناس بفكرهم وفكر أهل البيت معاً.

أما المعتزلة فقد نادت بضرورة الاعتراف بهذه الايديولوجية وبأن القرآن نظرية تتعامل مع الواقع ولا تتعامل مع الفروض ،وأتفقت مع الامام علي (ع) في نظرية العقل حين يقول : (ان العقل هو الحجة) اي هو الدليل والثبات وهذه هي الايديولوجيا التي تتفاخر بها الشيوعية والرأسمالية. لقد كانت بداية للنقلة العلمية العربية لولا وقوف الفقهاء والدولة العباسية بثقلها الكبير متمثلة بالمتوكل العباسي (ت232للهجرة)لافشالها ،ومن ساعتها ماتت الحركة الفكرية العلمية عندنا.،وهذا اكبر خطأ ارتكب حين ضُيعوا أيديولوجية الفكر االعربي وجعلوه محصورا بالمذهب الشيعي المختلق كما يدعون .

لقد جسد الامام علي (ع) فكرة الايديولوجيا في التوحيد والعدل والتربية ومهام السلطة في الدولة وفي القضاء:
وفي هذا المجال كتب الدكتور قاسم حبيب جابر كتابه القيم (الفلسفة والاعتزال في نهج البلاغة) .واليوم سنحاول ان نذكر بعض هذه الافكار التي طرحها الكاتب لنثبت ان فكر الامام ليس مذهبا ، بل نظرية آيديولوجية مكونة من حزمة من الافكار التي تصلح منهجا متكاملا في نظرية المعرفة الاسلامية والمغيبة الان عنا بقصد..وهذا ما قال فيه الامام جعفر الصادق (ع)..الذي حولوا فكره الآيديولوجي الى المذهب الجعفري خطئاً .

ففي التوحيد يطرح الامام في نهج البلاغة ما يتماشى مع فكرهم الذي استمدوه منه حين قال :التوحيد هو الذي اقام الحجة وايقظ العقل حين دعاهم الى نبذ التقليد والتزام مبادىء الحق مستشهدا بالاية الكريمة :(قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).فالقرآن اعتمد على هذا التوجه وادار الدعوة على اساسها وهي الفطرة الانسانية التي يستدل في الدعوة الى التوحيد بوحدة النظام ووحدة الخلق ،فالقرأن ليس نظرية تتعامل مع الفروض ،انه منهج يتعامل مع الواقع فمبدأ التوحيد يقصد به الامام توحيد الفكر والعقيدة عند معتنقيها، وليس تفريقا لها . ومن هنا نرى ان الامام كان بداية للتفكير الكلامي المنطقي المرتبط بالعقيدة”أي آلايديولوجي وليس المذهب”.لا سيما وان القرآن بقي يقرأ على التفسير الفقهي الجامد لا التأويل العلمي المتحرك حين أخترعوا له قراءات عشرة مختلفات…وقوله في الظاهر والباطن والسكون والحركة والزمان نظرية علمية وليس مذهبية كما يعتقدون…
أما المكان فله اراء لم يعرفها علماء الفلسفة القدامى والمحدثين بألدقة التي صورها كتاب نهج البلاغة..
ويقول الامام اذا كان الله منزهاً عن الزمان ،فهو ايضاً منزه عن المكان،فلا تحده العقول في الامكنة لبراءته عن التحيز. حين يقول ان الله قال: (وهو معكم أينما كنتم، سورة الحديد،آية 4). والمقصود ان العناية الالهية تشمل الجميع وليس البعض،وهنا يتفوق على الايديولوجيات الضيقة التي تلتصق بها المذهبية الدينية اليوم ..لكن اين لنا من يفهمون من فقهاء الطائفية والعنصرية .

وفي العدل الذي بنظره لا يقابله الا الظلم الذي هو اصل الشقاء في البلاد كما نراه اليوم ، والعقل كما يقول لا يقاس الا بالعدل، ومكانة الحاكم لاقيمة لها في نفوس المحكومين الا اذا كان عادلا بين الرعية (أعدلوا ولو كان ذا قربى)..منطقاً فلسفياً يرقى الى اعلى مراحل درجات الايديولوجية الحديثة التي تنحو نحو الانحياز..وهذا ما كتبه جفرسون في الدستور الامريكي ..بينما نحن ربطناه بالاوهام .
ولقد تجاوزت الآيديولوجية العلوية الكثير من الايديولوجيات الحديثة في نظرية المصلحة ، ونظرية الحسن والقبح ، ونظرية حرية الارادة الانسانية .ففي الاولى يركز على مبدأ الحق والباطل بالمفهوم المطلق،وفي الثانية يؤكد ان كل حق حَسن، وكل باطل قبيح، مما يدفعنا الى التأكيد بان الحكم على حُسن الاشياء وقبحها ممكن بالعقل وسابق على ورود الشرائع الدنيوية . وفي مسألة حرية الارادة ،يناقش مسألة نظرية الجبر والتفويض ، أو القضاء والقدر التي احتار فيها فلاسفة الدين والعقيدة، وحين نادت المعتزلة بمبدا حرية الارادة الانسانية ، فأ نهم اخذوها من قول الامام حين ذكر:( لو كنت مجبورا ًما كنت محموداًعلى احسان ولا مذموماً،على أساءة ،وكان المحسن أولى باللائمة من المسييء) ..ولكن أين لنا من الطائفيين والجهلة ..اليوم ؟

ويقول الامام جعفرالصادق(ع)، في وصبته لابنه الامام الكاظم (ع):يابني كن للقرآن تالياً ، وللسلام فاشياً ، وعن المنكر ناهياً ، ولمن قطعك واصلاً ، ولمن سكت عنك مبتدئاً ، فلا تلزم السلطان من غير ضرورة والا اصبحت لصا مثله ، ولا تنحاز عن الحق ، فموت عالم أحب الى أبليس من موت سبعين عابدا..بينما نحن الذين ندعي الحقوق واسلامية المعرفة نقتل العلماء والمفكرين دون ذنب .كما قتل الرشيد موسى بن جعفر الصادق الذي لم يقبل منه ما اراد لسلطته من ظلم..يا رشيد “الظلم فاشٍ ببابك”.

وفي رسائلة كلها يشير الى عالمية الرأي لا الى محدوديته (أنظر فقه الصادق). . ولا ادري كيف يدعي بعض الغلاة ان فكر الصادق كان مذهباً احاديا ، في الوقت الذي تتلمذ على يده الامام ابي حنيفة النعمان (رض) صاحب نظرية القياس والامام مالك بن آنس(رض)،واخذ من فكره وعلمه أبنه الامام موسى الكاظم(ع) الكثير،فأين من يدعون بالشيعة والسُنة (التسميات البائسة)والاختلاف بينهما،فالفكر لا يُولد الا فكراً مثله وأن أختلفا في الرأي والقياس .. ومن تتلمذ على آيديهم هم نواة الفكر الاسلامي الصحيح وليس مرجعيات الدين الصامتة صمت القبور من اجل مصالحها لا الناس…فهل رأيتموهم يوما خرجوا الى الناس وحدثوهم سوى الغطرسة والتقديس وما علموا ان ثورة الاحرار أسقطت المقدس ، ولكن أين اصحابهم الظلمة اليوم الذين بأسمهم ظلموا الناس والعباد وأكلوا الحقوق، وسرقوا بيت مال المسلمين وغيرهم ،وأستأثروا بالسلطة بالحديد والنار.. ولم يراعوا دينا او قانونا او عرفا أو أخلاقا..من اجل نفوسهم التي لا تؤمن بدين… ولا بأنسانية الأنسان…حين فرقت بين الحقوق..؟.

ورغم البحوث الكثيرة في نهج البلاغة ورسائل الامام الصادق في الاصول ووصاياه المُحكمة،وأبو حنيفة ونظرية القياس تجدها كلها فكراً عالميا لم يقصد به جماعة المسلمين ،بقدر ما يقصد به كل الناس دون تمييز. ،فأن شرح ابن ابي الحديد يبقى يحتل الافضلية ،لما فيه من وقائع تاريخية ،وبحوث ادبية،ومناقشات فلسفية،فهو بحق منجم لكنوز دفينة لاتقدر بثمن. فهل سنجد من يدرس فكر الامام ليعطيه حقه في العلم والمعرفة، لا فقهاء الحقد والتخريف ؟.ناهيك عن المصادر الاخرى الكثيرة التي اتجهت بهذا الاتجاه العلمي والمعرفي لفكر أهل البيت والفقهاء المعتدولون والذي لازال لم يُحقق الا في بعض جوانبه الفقهية بعد ان تبناه غير العرب فأماتوا فيه ما يقصد ويريد.

اقترح تنظيم جمعية علمية في العراق محايدة يمثل فيها الجميع ممن أختلفوا خطئاً على طريقة اخوان الصفاء وخلان الوفاء لنزع الفكر المذهبي الضيق من سلطة مرجعيات الدين وولاية الفقيه والجامعات الاهلية -ناقصة الآهلية – وتخليص الآيديولوجية الدينية الاسلامية من الافكار الوهمية بكل أتجاهاتها والتي اماتت الفكرالمتطور والامل وصيرورة الزمن في التغيير ..أملا بألغاء المذاهب وتكوين الفكر الديني الآيديولوجي الواحد ..تمهيداً لفصل السياسة عن الدين ..وبهذا التوجه سنلحق بالامم المتقدمة بعد ان ننزع السلطة من ايدي المتخلفين في حكم الدولة..الذي لا يؤمنون الا بمصالحهم الخاصة والتفريق.
وتبقى المذهبية من صنع الأمبراطورية العثمانية والايرانية الصفوية والقاجارية الذين الصقوها لصقا بالشريعة الاسلامية وليس للدين من علاقة بها ..والتي اضافوا اليها الشعائر الصوفية العثمانية ، والشعائر الحسينية الصفوية تحقيقا لمصالحهم لا الدين بدليل ان ايران تمنع الشعائر الحسينية في عاشوراء في بلادها الى اليوم لكن تزجها عند الأخرين ….ومن هنا تمت العلاقة العضوية مركزة بين السياسة والدين، وبين الدعوة والسلطة الفقهية .. كما عند أبن خلدون والماوردي وابن تيمية وغيرهم ..وعند الكليني وابن بابويه والشيخ المفيد.
هذا هو الذي أجج الأختلاف والتنوع والتعدد والصراع المذهبي الذي تحول بفعلهم القصدي الى منهج موضوعي في منظور مستقبلي فأحل بنا هذه النكبة الماضوية التي مزقت الدين والناس معاً..فأين لنا من حاكم يعي حقيقة القصد والتدمير,

– أنظر قاسم حبيب جابر ، الفلسفة والاعنزال في نهج البلاغة.

[email protected]