22 نوفمبر، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

صدام حسين.. الأسوأ دكتاتورية ودموية من ستالين وهتلر

صدام حسين.. الأسوأ دكتاتورية ودموية من ستالين وهتلر

السيرة والتكوين:
ـ ولد صدام حسين مجيد عبد الغفور سليمان في قرية العوجة التابعة لمدينة تكريت.. ينتسب إلى عشيرة البيكات.. كانت عائلته تمتهن الزراعة.. وكان والد صدام.. رجلاً فقيراً.. عاش يتيم الأبوين.. وكان يعمل حارساً.. تزوج من صبحه طلفاح المسلط.. وهي إحدى قريباته.. وأنجبا طفلاً مات بعد أربعة شهور من ولادته بسبب المرض.. ثم حملت بعد ذلك بصدام.

ـ أثناء حملها أصيب زوجها بكسر في أسفل ظهره لقفزه ـ كما يقال ـ من فوق سطح منزله إلى الأرض للانقضاض على أحد الأشقياء كان يحاول التحرش بزوجة جاره.. ثم مات حسين المجيد قبل ولادة صدام بثلاث شهور.

ـ عندما أصبح صدام في الثانية من عمره مات جده.. انتقلت به أمه ليعيشا في كنف خاله خير الله طلفاح.

 

ـ ثم حدث التحول الأهم بعد ذلك في حياة صدام.. بعد زواج أمه من احد أقربائها.. وهو (ابراهيم الحسن).. والد إخوة صدام غير الأشقاء: (برزان.. ووطبان.. وسبعاوي).

ـ فالذين عرفوا ابراهيم الحسن يصفونه.. كما ذكر صلاح عمر العلي التكريتي وصديق صدام.. و(أحد قادة حزب البعث) بأنه: شخصية شريرة لا حدود لمشاعر القسوة فيها.. وأنه لم يحمل أية مشاعر ود لصدام.. وقد عامله بعداء مفرط.. وكان يضربه بلا رحمه على رغم من صغر سنه.

ـ كان الحسن يصر على أن يتعلم صدام اعمال الزراعة والرعي.. وهو في سن صغيرة جداً.. وحين كانت أم صدام تحاول أن تحميه من بطش زوجها كان ينهرها ويعنفها.. فقد كان يرى أن الأسلوب الأفضل في تربيته هو الشدة والقسوة حتى يصبح رجلاً!!.. ليهرب صدام من قسوة زوج أمه.

ـ هكذا عاش من الثالثة حتى التاسعة.. حياة انتهكت فيها طفولته بكل ألوان القسوة.. والغلظة.. والرفض.. والحرمان.. وكان صدام يرعى الغنم في صغره.

ـ يقول صدام: لم أشعر أنني طفل أبداً كنتُ أميل إلى الانقباض.. وغالباً ما أتجنب مرافقة الآخرين.. ووصف تلك الظروف بأنها منحته الصبر والتحمل والاعتماد على الذات.

ـ من ضمن ما حكاه صدام من حياة صعبة.. اندفع عليها بسبب الفقر.. فكان يبيع البطيخ في القطار المار بتكريت في طريقه من الموصل إلى بغداد.

صدام.. الفتى:

ـ في سن الحادية عشرة انتقل صدام للعيش مع خاله خير الله طلفاح العام 1947.. في قرية شويش بالقرب من تكريت.. حيث كان خير الله طلفاح ضابطاً في الجيش.

 

ـ تقترن عودة صدام الشاب للعيش مع خاله خير الله في تكريت.. في مساعدة صدام للدراسة.. لكن صدام لم يرغبً الذهاب إلى المدرسة.. واستطاع ابن خاله عدنان خير الله اقناعه.

 

ـ ألتحق صدام للدراسة الابتدائية في تكريت.. وبعد أن أكمل السنة الأولى بالمدرسة انتقل إلى بغداد مع خاله خير الله طلفاح فأكمل دراسته الابتدائية هناك.

 

ـ لم يكن صدام من الطلاب الاذكياء.. بل كان ضعيفا في الدراسة.. ولم تكن تجربة صدام التعليمية ممتعه.. فقد كان صدام يزامل أطفالاً صغاراً.. وكانوا يوجهون له كلمات سخرية لأنه أكبرهم ولا يعرف القراءة والكتابة.. المهم أكمل الابتدائية بمستوى مقبول.. فقط كان ناجحاً في المشاجرات مع بعض الطلبة.

ـ يقول صدام ان تهكمات أولئك الطلبة ولدت جروحاً عميقة في نفسه.. ويقال أنه عندما شب عن الطوق.. عاد إلى تكريت للانتقام ممن كانوا يسخرون منه.

ـ بمناسبة تخرجه من الابتدائية.. أهداه خاله خير الله طلفاح (مسدساً حقيقياً)!!

 

ـ تعرض لعملية اعتقال دامت 6 أشهر في عامي 1958/1959 بسبب اتهامه.

لقتله مسؤول تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في تكريت الحاج سعدون في العام 1959.. والحاج سعدون من عشيرة صدام.. وهو من أعيان تكريت دمث الخلق وصاحب علاقات اجتماعية طيبة.. وكان لخير الله طلفاح (خال صدام) عداء تجاهه.. لذلك كلف صدام مع عدنان بقتله بطريقة غادرة في جنح الظلام وفي زقاق ضيق وسط تكريت.

ـ التحق بعد ذلك في بغداد بالمرحلة الثانوية مع ابن خاله عدنان في ثانوية الكرخ.

 

صدام.. وحزب البعث:

ـ جاء العدوان الثلاثي على مصر في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر / العام 1956 ليشارك صدام ـ كبقية طلبة مدرسته ـ في تظاهرات الطلبة ضد العدوان الثلاثي وتأييد مصر.

 

ـ التقيتُ أنا كاتب هذه الدراسة د . هادي حسن عليوي.. ياسين عبد الجبار السامرائي ـ في اواخر العام ..1976.. الذي كان عضوا في خلية حزب البعث المسؤولة عن ثانوية الكرخ.. حيث كنت اكتب رسالتي للماجستير (دور حزب البعث في العراق حتى 14 تموز 1958): وعن انضمام صدام حسين للبعث.. قال لي ياسين السامرائي: انه رفع اسم الطالبين عدنان خير وصدام حسين.. لضمهما للحزب.. وبعد مناقشة الاسمين من قبل مسولي المدرسة.. تم الموافقة على قبول عدنان في الحزب.. وتأجيل قبول الطالب صدام حسين في الحزب (6) أشهر كونه غير معروف اولاً وغير نشط في العمل السياسي.. (جاء هذه القرار من قبل المسؤول الحزبي للمدرسة عبد الخالق السامرائي).

ـ وهكذا يكون انضمام صدام بحزب البعث العام 1957.. رغم أن صدام يقيم رسمياً في بغداد.. فقد كان يسافر باستمرار إلى تكريت.. وكان يكسب قوته بالعمل كمحصل في أحد الباصات.

 

ـ لم يكن صدام قد أكمل تعليمة الثانوي.. حيث باشر في الصف الرابع ثانوي.. عندما اختير كحارس للعناصر المشاركة في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في تشرين الاول / اكتوبر/ العام 1959.. وكان بدرجة نصير.. واختير بسبب تخلف احد المشاركين فب المحاولة.. حتى انه لم يكن ملتزما بمهمته.. بل تركها وذهب لمكان العملية وبدأ يرمي من سلاحه.. فأصيب بسلاح رفاقه.. واصاب هو شرطي قريبا من مكان الحادثة بطريق الخطأ.

ـ انتهت العملية.. واختفى في المقر الحزبي المحدد وبعد اخراجه الطلقة من رجله.. ترك المكان.. وهروب الى سورية في رحلة طويلة وشاقة تكتنفها المخاطر.. وأقام بها ثلاثة أشهر مع بعض رفاقه.

سيرة حياة صدام حسين في مصر

 

ـ يتحدث الدكتور العراقي عبد الغني اليوزيكي (بعثي قديم ولاجئ في سورية.. قائلاَ: كلفتُ من قيادة الحزب أن أردد قسم العضوية ل (صدام.. وعلى حاتم حمدان العزاوي وطه ياسين العلي).. وهما ايضا من المشاركين في محاول الاغتيال.

ـ بعد ترديد قسم العضو أقمنا لهم حفل متواضع بالمناسبة.. وقد انتبهتُ الى كلام قاله صدام.. في أعقاب تهنئتي له بنيل شرف العضوية الكاملة في صفوف الحزب.. وأثارت كلماته اسئلة كثيرة في نفسي فيما بعد.. وكانت مفاتيح للكشف عن سلوكه المقبل كرئيس للعراق!!

ـ يقول اليوزبكي: ردً عليً صدام قائلاً بالحرف الواحد “اني ما أحضر مجالس الفاتحة.. ولا أقرأ الفواتح..إنطيني رشاشة.. وخليني أكاون”!!

صدام في مصر:

ـ يقول اليوزبكي: ان سلطات الجمهورية العربية المتحدة قررت تسفير الثلاثة (صدام وحاتم وطه) الى مصر.. وتوجهنا إلى مصر في 21 شباط / فبراير / العام 1960.

ـ وفي القاهرة بالدقي شاركتُ الشقة التي خصصت للاجئين الهاربين من العراق.. وكان معنا في الشقة عدد من المشاركين في عملية قتل عبد الكريم قاسم).

ـ يضيف اليوزبكي: (لم اشاهد مرة واحدة صدام يقرأ كتاباً ابداً.. وكل ما قيل عنه انه كان يقرأ ويطالع في القاهرة محض كذب).

ـ يقول اليوزبكي: كانت القاهرة تعج بالمومسات والبغاء.. وكل اللاجئين العراقيين.. خاصة كريم الشيخلي يترددون بيوت البغاء وكلهم اصيبوا بأمراض السيلان.. إلا صدم لم يذهب.. ولم يصاب!!

دراسته:

ـ يقول اليوزبكي: توسطنا لدى الرئيس جمال عبد الناصر لقبول صدام في كلية الحقوق حيث انه في الصف الرابع ثانوي عندما شارك في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم.. ولم يكمل الدراسة.. ووافق عبد الناصر على طلبنا.. وداوم صدام في الحقوق!!

ـ بعد قيام انقلاب 8 شباط : العام /1963 عاد صدام للعراق .. ولم يكمل دراسته للحقوق في مصر!!

 

 

 

صدام.. وانقلاب 8 شباط 1963:

ـ عاد صدام من القاهرة وبقية البعثيين والقوميين المتواجدين في مصر آنذاك.. بعد نجاح انقلاب 8 شباط 1963.

 

ـ وجد صدام نفسه في بداية الأمر على الهامش.. لكن الاشتباكات الدامية بين البعثيين والشيوعيين بعد إسقاط قاسم.. وفرت له متنفساً ومخرجاً.

ـ وكمكافأة له في مثابرته على تعقب الشيوعيين.. التحق صدام في لجنة استخبارات الحزب التي تتولى مسؤولية الاستجوابات والتحقيقات.

 

ـ وفي فلم الأيام الطويلة.. عن حياة صدام.. فإن صدام يعلق على مشاركته في أحداث العام 1963.. بقوله: “يجب علينا قتل أولئك الذين يتآمرون ضدنا”.

 

ـ كان صدام احد الكوادر البعثية في قصر النهاية.. يوجه بتعذيب الشيوعيين حتى الموت.. والقتل.

زواجه:

ـ تم خطبة صدام لبنت خاله خير وهو في القاهرة.

ـ أحتفل صدام العام 1962.. وهو لا يزال في القاهرة بزواجه من ساجدة ابنة خاله خير الله طلفاح.. حيث أقام حفلاً بحضور رفاقه المنفيين.

ـ لكن زواجه الفعلي تم بعد عودته للعراق العام 1963.

 

زواجه الثاني:

ـ تزوج صدام مرة ثانية العام 1986 من سميرة شاهبندر صافي.. وأنجب منها علياً.. وسميرة وابنها علي يقيمان حالياً في كندا.

ـ اما زوجته الثالثة.. فهي: نضال الحمداني.

ـ فيما زوجته الرابعة.. فهي: إيمان حويش

 

عودته للنشاط السياسي المعارض:

ـ بعد سقوط حكم البعث في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر / العام 1963.. أدى الى انتقال البعث الى الجبهة المعارضة.. التي أخذت تعمل على أعادة البعث للسلطة بإسقاط حكم عبد السلام عارف.

 

جهاز حنين:

ـ بقيً صدام في بغداد.. وبالتعاون مع بعثيين شكل صدام قوة جهاز حنين العام 1964.. الذي ضم قساة البعثيين وبعض شقاوات بغداد المعروفين.. الذين سبق أن كسبهم البعث قبل وبعد انقلاب شباط 1963.

 

اعتقاله وهروبه:

ـ كانت الحرية التي تمتع بها صدام العام 1964 قصيرة الأمد.. تم خلالها بحث سيناريوهات عدة لاغتيال الرئيس عبد السلام عارف.. لكن السلطة العارفية كشفت محاولتهم قبيل تنفيذها في 5 / 9 / 1964 وجرت حملة اعتقالات للبعثيين شملت صدام.. الذي استطاع بعد مدة بمساعدة بعض رفاقه تدبير خطة للهروب من السجن أثناء خروجه لإحدى جلسات المحاكمة ونجحت هذه الخطة بالفعل.. واستطاع الفرار في 23 تموز / يوليو / العام 1966.

بداية ظهور صدام حسين:

كانت البداية بعد نجاح انقلاب البعث 17 ـ 30 تموز 1968.

ـ فقد اهتم صدام بعد انقلاب 30 تموز 1968 بالبنية الأمنية الداخلية لحزب البعث.. لكونها الهيئة التي سيرتقي من خلالها للسلطة.. وتأثر صدام إلى حد بعيد بجوزيف ستالين الذي قرأ حياته وأعماله أثناء وجوده بالقاهرة.. وكان صدام يُسمع كثيراً وهو يردد مقولة ستالين: (إذا كان هناك إنسان فهناك مشكلة.. وإذا لم يكن هناك إنسان فليس هناك أي مشكلة).

 

ـ صدام.. نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة:

ـ عندما شكل مجلس قيادة الثورة في 30 تموز 1968 كان صدام عضواً في هذا المجلس.. الذي كان يرأسه أحمد حسن البكر

ـ انتخب صدام نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة بموجب قرار هذا المجلس الرقم 611 والصادر في 9 /11 / 1969.

 

ـ تمكن صدام من إحكام قبضته على السلطة من خلال تعيين أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومية المهمة.. بالإضافة إلى مراكز التجارة والأعمال.. وهو ما مكنه ومن معه في نهاية العام 1970.. من أن يحتكر السلطة فعلياً في العراق.. تمهيداً للاستيلاء عليها نهائياً.

 

الرصيد السري لصدام:

حصة كولبنكيان في نفط العراق:

ـ كانت مؤسسة كولبنكيان البرتغالية التي تمتلك 5% من امتيازات نفط العراق.. وشمل التأميم هذه الحصة على مرحلتين: الأولى في الاول من حزيران / يونيو /1972.. والثانية في20 كانون الاول / ديسمبر / 1973.

ـ قرر صدام حسين.. بعد تأميم هذه الحصة.. تسجيلها (باسم قيادة الحزب).. والاحتفاظ بعوائدها السنوية في حساب مستقل في الخارج لكي تكون لقيادة الحزب.. على حد تعبيره.. مبالغ كافية من المال لاستخدامها في العودة إلى الحكم في حال وقوع انقلاب.. أو في حال وقوع غزو خارجي.

ـ بالفعل.. أصدر مجلس قيادة الثورة قانوناً بقرار منه.. خُصص بموجبه (5 %).. من عوائد العراق النفطية سنوياً للحزب.. تُودَع في حساب خاص في الخارج تحت إشراف صدام حسين.

 

ـ أما المخولون بحق السحب من هذا الرصيد.. هم: عدنان خير الله وعدنان الحمداني.. وعندما صاهر صدام حسين كامل منحه حق سحب وإيداع المبالغ من الرصيد نفسه.. تغيرت هذه الاسماء بعد تسلم برزان منصب السفير في سويسرا!.. واصبح برزان هو المخول!!

ـ وكان يشرف على هذا الحساب برزان عندما كان سفيرا هناك!!

(تفصيلات أكثر عن أرصدة صدام في الخارج.. الاطلاع على موضوعي (عدنان الحمداني وبرزان التكريتي) في كتابي (رجالات العراق الجمهوري من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين. (بيروت ـ 2018).

الحرب ضد الحركة الكردية:

ـ اقترحت القيادة الكردية على حكومة بغداد تأجيل إعلان الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق في 11 آذار / العام 1974.. حسب اتفاق آذار 1970.. الموقع بين حكومة بغداد والقيادة الكردية.. طلبت الأخيرة تأجيل الإعلان لحين الاتفاق على حدود منطقة كردستان.. في اشارة لضم محافظة كركوك لكردستان.

ـ لكن بغداد رفضت الطلب.. فلم تكن كركوك محل بحث في الاتفاق.. ولا وجود لمسالة حدود منطقة كردستان في الاتفاق ايضاً.

ـ لتبدأ العمليات العسكرية ضد الأكراد.. وكانت فرصة لتنامي سيطرة صدام على الأمور في العراق.. فقد كان هناك نزاع على شط العرب بين العراق وإيران.. وكانت إيران في عهد الشاه تساعد الأكراد.. مما ساعد على تفاقم القتال وموت مائة ألف عراقي من الأكراد والعرب ما بين عامي 1974 إلى 1975.

ـ تدخلت الجزائر بين العراق وإيران.. وتم توقيع اتفاقية الجزائر لعام 1975.

ـ كانت بنودها تقسيم شط العرب بين الطرفين.

ـ مقابل امتناع إيران عن مساعدة الأكراد.. وأن تقوم حكومة العراق بإبعاد (الخميني) من النجف والعراق.

ـ وقع الاتفاق عن الجانب العراقي صدام الذي كان وقتها نائباً لرئيس مجلس قيادة (الثورة).

 

صدام رئيسا للحزب والدولة:

ـ بعد استقالة احمد حسن البكر من رئاسة الجمهورية وقيادة الحزب في تموز 1979.

 

ـ تسلم صدام رسمياً كل سلطات الدولة والحزب في العراق.

ـ كان اول عمل قام به عقد اجتماع لقادة وكوادر حزبه في قاعة الخلد.. في 22 تموز / يوليو / العام 1979.

ـ خلال التجمع الذي أمر به بالفيديو ادعى أنه كشف طابور خامس داخل حزب البعث العربي الاشتراكية.. واعترف القيادي البعثي عبد الحسين الشمري.. بعد أيام من التعذيب الجسدي وتحت تهديد إعدام أسرته بأداء دور قيادي في مؤامرة مدعومة من حزب البعث السوري ضد صدام حسين.. وقدم أسماء 68 متهماً مشتركا في التآمر.

ـ تم إخراجهم من القاعة.. واحداً تلو الآخر حيث تم استدعائهم واحتجازهم.

ـ بعد قراءة القائمة هنأ صدام أولئك الذين ما زالوا جالسين في القاعة من أجل ولائهم في الماضي والمستقبل.

 

ـ تم محاكمة الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في الاجتماع وإدانتهم بالخيانة.. وحكم على 22 منهم بالإعدام.. أعطي أولئك الذين يدخرون الأسلحة ويوجهون إلى تنفيذ رفاقهم.

 

ـ ويؤكد القيادي البعثي صلاح عمر العلي.. اختفى لاحقاً أكثر من 300 عضو في القيادة أكثرهم كانوا من الحاضرين في قاعة الخلد.

ليبدأ حربه في اوائل ايلول 1980 لتستمر 8 سنوات من دون تحقيق أي هدف.

 

 

صدام.. وعلاقات العراق الدولية:

علاقته بالولايات المتحدة:

ـ كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق إبان الحرب العراقية الإيرانية في أفضل حالتها خاصة في ظل إدارة الرئيس رونالد ريغان.

ـ السبب في ذلك يرجع إلى أن الولايات المتحدة إرتأت في تلك الفترة أن يلعب العراق دور المقيد للنفوذ المتنامي لإيران وثورتها الإسلامية التي قضت على حكم الشاه أقرب حلفائها في المنطقة.

ـ يضاف إلى ذلك خوف الولايات المتحدة على مصادر النفط خاصة في السعودية والكويت من أن تؤدي تلك الثورة إلى زعزعة أنظمة الحكم في دول الخليج عامة وفي هاتين الدولتين على وجه الخصوص.

ـ أما صدام حسين فقد كانت له مصالحه الخاصة آنذاك في مد جسور التعاون مع الولايات المتحدة.. فقد كان هو أيضا يخشى على سلطته من امتداد أفكار الثورة الإيرانية خاصة في أوساط الشيعة والأكراد.

ـ لذا كان من أهم ما فعلته الإدارة الأميركية العام 1982 أن رفعت وزارة الخارجية بها اسم العراق من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. لكي تتمكن واشنطن قانونا من تزويد بغداد بالسلاح والاعتمادات الزراعية ووسائل الدعم الأخرى في حربه على إيران.

ـ كذلك قبلت إدارة الرئيس ريغان إصرار العراق على أن الغارة الجوية العراقية العام 1987.. التي تسببت في مقتل 37 بحارا أميركيا على متن الفرقاطة يو إس إس ستارك.. كانت حادثاً عرضياَ.

ـ كما تغافلت امريكا عن ادعاءات استخدام صدام للأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية.. وضد الأكراد العراقيين خلال حملة الأنفال المشهورة.

ـ وكشفت صحيفة واشنطن بوست الى قيام إدارتي الرئيس ريغان وبوش الأب بموافقتهما على تزويد العراق بدعم استخباراتي ولوجستي.. وإصدارهما الأوامر ببيع مواد للعراق ذات استخدام مزدوج – عسكري ومدني- التي شملت مواد كيميائية وجرثومية.. بل وحتى الجمرة الخبيثة.. والطاعون.

علاقاته مع الاتحاد السوفيتي:

ـ سعى صدام لأجل أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط فوقع العراق اتفاقية تعاون مع الاتحاد السوفييتي العام 1972.. وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء.

ـ لكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين العام 1978.. وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب.. وترً العلاقات مع الاتحاد السوفيتي.. واتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب لاسيما فرنسا.

علاقاته بفرنسا:

ـ قام صدام بزيارة إلى فرنسا العام 1976مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا.. ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك.

ـ المفاعلات النووية:

ـ أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينيات من القرن الماضي.. وذلك بدعم فرنسي .. وأسس الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي باسم وأسيراك.. واسماه العراق: (واحد تموز).. الذي تم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية في 7 حزيران / يونيو / 1981.. بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية.

ـ وقال صدام بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية مهدداً إسرائيل: (بأنه يمتلك الكيماوي المزدوج.. وأنه قادر على حرق نصف إسرائيل لو قامت بالاعتداء على العراق).

 

 

علاقات صدام العربية:

ـ بالنسبة لعلاقته برؤساء وملوك الدول العربية والمجاورة فكانت تتسم بالشد والجذب من حين لآخر خاصة مع الدول الخليجية.. التي كانت تدعمه أثناء حربه ضد إيران.

ـ هذه العلاقة بدأ يشوبها التوتر إلى أن وصلت إلى حد القطيعة خاصة بعد إقدامه على غزو الكويت العام 1990.. وبذلك قام صدام بقطع العلاقة مع معظم الأنظمة في الدول العربية فضلاً عن الدول الغربية وغيرها.

ـ في مقابل ذلك احتفظ صدام بعد حرب الخليج الثانية بعلاقات جيدة ومتوازنة مع بعض الحكام العرب والأجانب مثل الملك حسين والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.. اللذان أسسا معه والرئيس المصري حسني مبارك حلف عربي هو مجلس التعاون العربي في العام 1989.. لكن لم يدم سوى لأشهر.. كما كانت علاقته وطيدة بالعقيد معمر القذافي والرئيس ياسر عرفات والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي زار بغداد في العام 2002 حيث كان أول زعيم يتحدى حظر الطيران المفروض على العراق منذ بداية التسعينات.. وغيرهم من بعض زعماء العالم الثالث.

غزو الكويت:

ـ العام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة.. ولم تفلح المفاوضات وحتى وساطة الملك السعودي وجهود الملك الأردني الملك حسين.. فشن صدام هجوما عسكريا مباغتاً على الكويت في الثاني من آب / أغسطس / العام1990.. استمرت العملية العسكرية يومين انتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 آب .. ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين خلال (4 – 8 ) آب تحت مسمى جمهورية الكويت.. ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 اب1990.. ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت.. وإعلان الكويت المحافظة (19) للعراق.. وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.

ـ في الطائف بالمملكة العربية السعودية تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى حيث تواجد أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية.. وعندما اجتاحت العراق الكويت فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق.. وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط.

تحرير الكويت:

ـ بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة.. بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بإرسال القوات الأمريكية إلى السعودية.

ـ سميت عملية تحرير الكويت من القوات العراقية باسم (درع الصحراء).. وفي نفس الوقت حاول بوش إقناع عدد من الدول الأخرى بأن ترسل قواتها إلى مسرح الأحداث.. فأرسلت ثماني دول قوّات أرضيّة لتنضم إلى القوات الخليجية المكونة من البحرين.. الكويت.. عُمان.. قطر.. السعودية.. والإمارات العربية المتحدة.. وألوية الولايات المتحدة الثقيلة.. التي بلغ عددها 17 لواءً.. والخفيفة البالغ عددها 6 ألوية.. بالإضافة إلى تسعة أفوج بحرية أمريكية.. وسلاح طيران البحرية الأخيرة.. مما جعل عدد المقاتلات الجويّة ثابتة الجناح يصل إلى 2,430.

ـ بالمقابل امتلك العراق بضعة زوارق مدفعية وزوارق حاملة للصواريخ.. لكنه عوّض عن هذا النقص في عدد القوات الأرضيّة الهائل.. والبالغ 1.2 مليون جندي، 5,800 دبابة، 5,100 مدرعة أخرى و 3,850 قطعة مدفعية.. مما زاد من القدرة القتالية للقوات الأرضية العراقية.. امتلك العراق أيضا 750 طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل، 200 قطعة جويّة أخرى.. ودفاعات صاروخية ورشاشة دقيقة.. فتم تحرير الكويت من القوات العراقية.

ـ انتهت المعركة بسرعة.. وانسحبت القوات العراقية بشكل غير منظم.. لكن القوات الامريكية لاحقتها وظلك تقصف بها ودمرتها.. وقتلت الالاف العسكريين العراقيين المنسحبين.

ـ وفرض على العراق تعويضات الاضرار التي لحقت بالكويت ومواطنيها؟ على شكل اقساط .

 

 

مواجهة الشيعة:

 

ـ بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران سجل العام 1979 تصعيداً للمواجهة من قبل سلطات حزب البعث ضد الإسلاميين.. سواء العاملين ضمن الحركات والأحزاب الإسلامية.. أو من يشتبه بكونهم من العاملين معهم.

ـ شددت الإجراءات الأمنية في جميع الجوامع والمساجد والحسينيات والمراقد المقدسة.. بحيث كان مألوفا أن يدخل المصلون أي مسجد ليجدوا داخله مجموعة من أفراد أجهزة الأمن والمخابرات.. وهم ينتشرون داخل حرم المسجد أو باحته الخارجية.. يحملون حقائب دبلوماسية.. توضع فيها عادة المسدسات وأجهزة للتصنت والتسجيل.. كما كانت إشكالهم تدل عليهم بسهولة.

ـ ونؤشر حقيقة: إن مطاردة الإسلاميين قد بدأت منذ مطلع السبعينيات بالعمل على اضعاف المرجعية في النجف.. باعتبارها تمثل غطاء حاميا للحركة الإسلامية.. والإجهاز على الحركة لا يتم إلا بعد إضعاف المرجعية.. وهي تشكل حجر زاوية مهم في تفكير وممارسات القيادة البعثية.

ـ إلا إنها تصاعدت حتى بلغت شكلها الواسع بداية العام 1977.. وما تلاه إذ تمثلت في اعتقال الآلاف منهم.. وقد شهد العراق حملات واسعة من الاعتقالات طالت الإسلاميين النشطين الذين تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب والإعدام من دون تحقيق أو محاكمة.

ـ وفي المدن العراقية الكبرى تعرضت جمهرة كبيرة من علماء الدين الكبار إلى الإعدام السريع.. وأغلقت مساجدهم التي كانوا يمارسون فيها أعمالهم العبادية والتعليمية.. وعلى سبيل المثال فان محكمة الثورة حكمت بالإعدام على 258 شخصا في 22 جلسة فقط.

أكبر حملات الاعدام:

مجزرة العام 1998:

ـ قام قصي ـ بموافقة والده ـ بما عرف بحملة “تنظيف السجون” في نهايات العام 1998 من معتقلين في السجون وصل عددهم إلى 2000 معتقل سياسي.

ـ ففي يوم 26 / 4 / 1998.. قام قصي بزيارة هذا السجن.. وركز بزيارته على المكان فيه 2000 سجين شيعي.. وقد وجهت لهؤلاء اتهامات باطلة.. إذ كان أكثرهم فقراء من الجنوب وتهمهم أنهم يشتغلون مع المعارضة.. أو أنهم يهربون دائماً من الجيش.. أو ينتمون إلى حزب معين.. وأكثرهم محكومون بعقوبات خفيفة.. حتى إن قسماً منهم انتهت مدة حبسه.. وقسماً منهم آخر ينتظر الإفراج.

ـ أمر قصي العقيد حسن العامري مدير السجن بإعدامهم جميعاً وخلال يوم واحد !ّ!.

ـ ردً عليه العامري: سيدي.. إن هذا العدد كبير ولا نقدر أن نخلصه.

ـ قال قصي: هذا الأمر من قصي صدام وأنك تنفذه.. وسيأتيك الأمر الرئاسي.

ـ وهكذا بدأ الإعدام للسجناء الشيعة في الساعة السادسة صباحا.

ـ حيث كانت سجن أبو غريب خمسة مقاصل.. تنفذ بالعسكري عقوبة الإعدام والمدني شنقاً.

ـ وهكذا تم إعدام وشنق لألفين عراقي بريء من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة التاسعة مساءً.

ـ بعد الانتهاء.. أمر قصي اعطا جثث المعدومين إلى أهاليهم.. والآخرين أدفنوهم في المقبرة الخاصة (مقبرة الكرخ).

ـ وقد وضعت أرقام وليس أسماء لكل قبر من قبور المدفونين.

اغتيال السيد محمد محمد الصدر

ـ كما اشرف قصي على العام 1999 على اغتيال السيد محمد محمد صادق الصدر زعيم الحوزة العلمية في النجف.. مما أدى إلى اندلاع انتفاضة ما سمي بساعة الصفر في بغداد والمحافظات الأخرى للقصاص من الحزب الحاكم.. وتوالت التصفيات والإعدامات لإعداد كبيرة من العراقيين.

ـ وقدرت إحصاءات المنظمات الدولية بمليوني عراقي.. وتشريد أكثر من 4 ملايين عراقي في أصقاع العالم المختلفة.. وتقدر إحصاءات دولية ـ العام 1996 أصبح العراق اكبر مصدر للاجئين في العالم.. علاوة على الدمار من الحروب والتدهور والحصار.

تهجير الاكراد الفيلية (الشيعة):

حادثة المستنصرية:

ـ مطلع نيسان العام 1980 تعرض طارق عزيز لمحاولة اغتيال.. وذلك عند الباب الرئيسي للجامعة المستنصرية.. فبينما كان طلبة الجامعة منتشرون على جانبي باب الجامعة لاستقباله.. ألقى الطالب سمير نور علي قنبلة يدوية قربه.. ثم أخرج القنبلة الأخرى ليرميها فأطلق رجال الأمن النار عليه فسقطت القنبلة من يديه وتدحرجت قليلاً.. وسقط هو أيضاً ميتاً في الحال.. دون أن يتمكن حتى من إخراج مسمار الأمان من فمه.. فيما ظلت يده ممسكة بمسدس عيار 9ملم كان يطلق النار منه عشوائياً.

ـ استطاع أفراد الحماية من تحويط عزيز بسرعة فأصيب في يده بشظايا القنبلة.. وجرح بدر الدين مدثر عضو القيادة القومية للبعث الذي كان يرافق عزيز.. وقتل في الحادث طالبة اسمها (فريال).. وطالب آخر اسمه (طه علي عبد الرحمن) وأصيب عدد من طلبة الجامعة بجروح.

إعدام المنفذ وأفراد عائلته:

ـ سمير نور علي مير علي (كردي فيلي).. من مواليد بغداد العام 1958.. والده تاجر للأواني الخزفية في الشورجة.. قام النظام بإعدام جميع أفراد عائلة سمير المكونة من (11 فرداً): الأب وألام وستة أخوات وثلاثة إخوة.

ـ سبق ذلك اعدام مئات الشباب من الكرد الفيلية بدون أي سبب!!

ـ لتبدأ اكبر جريمة انسانية بحق الاكراد الفيلية في العراق.. بطردهم من العراق تحت ذريعة عدم امتلاكهم الجنسية العراقية.. بالرغم من ان شبابهم كانوا يؤدون الخدمة العسكرية وخدمة الاحتياط .. وفي جبهات القتال مع ايران.

ـ يتم طرد العوائل الفيلية بعد حجزهم بملابسهم فقط .. ويتم رميهم على الحدود العراقية الايرانية بدون اوراق ثبوتية واي شيء اخر.. ويتم مصادرة كل اموالهم المنقولة وغير المنقولة.

اعدام الشيعة وفق القرار461:

ـ اصدر رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين قراره المرقم461 في 21-04-1980.

ـ ان حزب الدعوة هو حزب عميل مرتبط بالأجنبي وخائن لتربة الوطن والاهداف ومصالح الامة العربية.. ويسعى بكل الوسائل الى تقويض نظام حكم الشعب ومجابهة ثورة (17) تموز مجابهة مسلحة.. وعقوبته الاعدام.

وكان لقصي الاشراف في ذبح الشيعة تحت شعار تطبيق هذا القانون.

انتفاضة 1991:

ـ أدى الانهيار المريع للقوات المسلحة العراقية في الكويت.. وانقطاع الاتصالات وتدمير معظم وسائط النقل والآليات.. وهروب العديد من قادة تلك القوات وتركها في العراء.. فانسحبت تلك القوات بشكل غير منظم.. تحت وابل القصف الجوي لقوات التحالف الدولي.. وصلت هذه القوات الى جنوب العراق.. والإحباط والجوع والتعب والرعب مسيطر عليها.. وقد انعكس حقداً على قيادتهم التي تركتهم بتلك الحالة المأساوية.. وهكذا اندلعت الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق ومناطق الفرات الأوسط وشمال العراق.. وقضى على للانتفاضة بتدمير وقتل شباب وأبناء هذه المناطق.

ـ أما المنطقة الكردية فوقفت أمريكا ودول الغرب الى جانبها.. وهكذا أقيمت سلطة كردية منفصلة عن نظام صدام.

الاعتذار للكويت:

ـ اعتذر صدام عن غزو الكويت في 7 أيلول العام 2002.. لكنه ألقى باللوم على قادته.. وقد رفضت الكويت اعتذاره في اليوم التالي مباشرةً لخطابه.. حيث أتهم وزراء في الحكومة الكويتية صدام في محاولة الوقيعة بين الشعب الكويتي وزعمائه.

الحالة الأسرية:

ـ بقيت عائلة صدام معه حتى الأيام الأخيرة.. فيما قالت زوجة صدام الثانية سميرة شهبندر في مقابلة: أن زوجها يتصل بها أو يكتب لها.. وإنها حصلت على إذن من السلطات الفرنسية بأن تنتقل للعيش في فرنسا مع ابنها علي.. وفعلاً انتقلت إلى باريس.. وأكدت أن صدام أعطاها مبلغا قدره خمسة ملايين دولار.. وكمية من الذهب والمجوهرات قبل أن يرسلها إلى سورية مع ابنهما علي.. قبيل سقوط نظام صدام.

النهاية:

ـ بدأت عملية غزو العراق في 20 آذار العام 2003 من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.. شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98% من هذا الائتلاف.

ـ تم السيطرة على البصرة في 27 آذار بعد تدمير 14 دبابة عراقية.. في 9 نيسان انهارت القوات العراقية في مدينة العمارة.. وفي شمال العراق قامت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية بإنزال بالمظلات في شمال العراق.. لان البرلمان التركي لم يسمح باستعمال الأراضي التركية لدخول العراق.. وقامت هذه القوات الخاصة وبإسناد من القوة الجوية الأمريكية وبدعم معلوماتي من الأحزاب الكردية بدك معاقل حزب أنصار الإسلام.

ـ 9 نيسان 2003 أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق.. وقام المارينز بوضع العلم الأمريكي على وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقي.. فيما بعد أن أدركوا إن للأمر رموزا ومعاني قد تثير المشاكل.. وهكذا أسدل الستار على نظام صدام نهائيا.

القبض على صدام ومحكمته:

ـ بعد سقوط نظامه اختفى صدام.. وتم القبض عليه بحسب ما ذكرت السلطات الأمريكية بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ 6 كانون الأول العام 2003.. في مزرعة قرب تكريت بالعملية المسماة (الفجر الأحمر) بعد أن أبلغ عنه أحد أقربائه.. حيث كان مختبئاً في إحدى المناطق النائية.

المحاكمة:

ـ في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر / العام / 2006.. حوكم صدام وبعض أعوانه بتهمة الإبادة الجماعية في قضية الدجيل.. التي لقي فيها 148 من الشيعة حتفهم في بلدة الدجيل في الثمانينيات وجرائم ضد الإنسانية.. بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية.. كما تمت محاكمة صدام وعدد آخر من أعوانه في قضية التخطيط وتنفيذ حملة الأنفال التي راح ضحيتها الآلاف من الأكراد.

ـ نفذ حكم الإعدام فجر 30 كانون الأول / ديسمبر / العام / 2006.. تمت عملية الإعدام في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية ببغداد.

خلاصة انجازاته:

وهب الامير ما لا يملك:

ـ خلال فترة حكمه (1968 ـ 2003).. كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة.. وكرئيس للجمهورية.. وقيادة الحزب.. وقيادة مجلس قيادة الثورة.. والقائد العام للقوات المسلحة.. وبالرغم من كل الحروب التي أشعلها صدام مع: إيران.. والكويت.. والسعودية.. وحربه ضد أكراد العراق منذ العام 1975.

ـ لم يستطع صدام من استعادة كردستان العراق لحضن الأم.

ـ ولا من استعادة المراكز الحدودية العراقية مع إيران.

ـ ولا من استعادة الحقول النفطية العراقية لدى الكويت.

ـ ولم يستطع من إعادة المناطق العراقية في المملكة العربية السعودية.

ـ ولم ينجح في إعادة ترسيم الحدود مع الأردن بشكل يعيد للعراق حقوقه.

ـ ولم ينجح في تأمين حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات من تركيا وسورية.

(بل على العكس انتهت كل حروبه بأن وهب كل هذه الدول مناطق جديدة).

ـ وجعل كردستان العراق شبه مستقلة عن العراق.

ـ واليكِ ما وهب صدام ما لا يملك.

أولاٌ : تنازل صدام لإيران عن:

ـ نصف شط العرب.. بموجب اتفاقية الجزائر.. العام 1975.

ـ وعندما شعر إن نظامه بدأ يتهاوى.. أوقف حرب الثمان سنوات مع إيران.. وقال للإيرانيين علانية.. ومن تلفزيون العراق: “هذا كل ما أردتموه”!!

ـ من دون شروط.. بعد أن دمر في تلك الحرب.. العراق.. وشعبه.. واقتصاده.. وتنازل عن مناطق:

ـ زين القوس.. وسيف سعد.. وأربعة مراكز حدودية أخرى.. التي كانت سبب الحرب.

ـ أطلق سراح أسرى إيران.. ولم يعيد أسرى العراق من إيران وفق قوانين تبادل الأسرى.

ـ وهكذا بقيً مئات الالاف من أسرنا سنين طويلة.. سجناء.. ودمرت عوائلهم.

 

ثانياً: منح الأردن:

ـ منطقة الرويشد التابعة لمحافظة الأنبار مع أهلها الى الأردن.. بلا سبب ولا مقابل.

ـ كما منح الأردن أيضاً جزء من بادية الأنبار.. من دون أسباب أو مقابل.

ثالثاً: المملكة العربية السعودية:

ـ منح صدام منطقة الحياد العراقية.. المحاذية لمحافظة السماوة الى السعودية.

ـ كما منحها جزءاً كبيراً من بادية النجف.. وجزء آخر من بادية السماوة.

ـ ومع قرب اندلاع حرب الخليج الثانية العام 1991.

ـ ألغى صدام كل الاتفاقات المبرمة مع السعودية منذ العام 1968.

ـ لكن ما زالت منطقة الحياد.. وجزء من باديتي النجف والسماوة بيد السعودية.

رابعاً : تركيا:

ـ منح تركيا 20 كم2 داخل الحدود العراقية.. لتقيم تركيا فيها قواعد عسكرية.

ـ مازالت حتى الآن.. تحت ذريعة محاربة عناصر حزب العمال التركي الكردستاني pkk.

خامساً : الكويت:

ـ احتل الكويت عسكرياً تحت ذريعة إعادتها الى العراق باعتبارها جزء من العراق.

ـ ولم ينسحب إلا بعد تدمير الجيش العراقي.. وتدمير البنية التحتية للعراق.

ـ وفرض الحصار الاقتصادي الدولي الشامل على العراق.

ـ وتنازل صدام الى الكويت عن:

ـ جزيرة بوبيان.

ـ و650 كم2 من البصرة.

ـ ومعظم مدينة أم قصر.

ـ و11 حقلاً نفطياً في منطقه الرطكه في حقل الرميلة الجنوبي.
ـ ونصف منطقة المياه الدولية العراقية.

ـ ومنذ 1991 حتى نهاية 2021 يدفع العراق التعويضات للكويت… واخيراً: العراق: يعلن انتهاء صفحة تعويضات الكويت نهائيا.. وينتهي من تسديدها والتي بلغت 52 مليار دولار جرى تسديدها على مدار 30 عاما.

 

سادساً: صدام .. والاكراد:

ـ في العام 1971 منح صدام الاكراد الحكم الذاتي.. ولأول مرة يحصل الاكراد على الحكم الذاتي في العراق والمنطقة.

ـ العام 1975.. أعلن حربه على الاكراد.. بعد اتفاقه مع ايران على عدم دعم ومساعدة الاكراد في حربها مع العراق.. مقابل التنازل عن نصف شط العرب!!

ـ وبالرغم من انهيار الحركة الكردية العام 1975.. لكن صدام لم ينجح في السيطرة على منطقة كردستان.. فعادت القضية الكردية من جديد.

ـ لتستمر حالة اللا حرب والحرب مع الأكراد.

ـ حملة الانفال على المنطقة الكردية (23 شباط / فبراير 1986 – 6 أيلول / سبتمبر 1989).. وقصفت حلبجة بالأسلحة الكيمياوية.

ـ الأكراد من جانبهم أقاموا الحكم الذاتي.. وشبه استقلال عن العراق منذ العام 1991.

ـ كما سيطروا بشكل فعلي على ما سميً المناطق المتنازع عليها.
ـ كخطوة عملية نحو تقرير المصير والاستقلال عن العراق.
الاستحواذ على ذهب العراقيين:

ـ وخلال الحصار على الشعب العراقي.. استحوذ صدام بالقوة والاجبار على ذهب كل العراقيات والعراقيين.. في حملة.. بدأت في اوائل اذار / مارس / 1986.. تحت شعار: (التبرع بالذهب).. وصاغ من هذا الذهب (عربة ذهبية لشخصه)!!

ـ وكان في الوقت نفسه يبني قصوره.. التي بلغت (26) قصراً خرافياً.. منتشرة في كل محافظات العراق.. والشعب كان يموت جوعاً!!

ـ وخلال الحرب مع ايران.. كان يستجدي المال من دول الخليج.. لمواصلة الحرب.. بنا يخته الخاص “نسيم البصرة”.. بناه في حوض بناء سفن بالدنمرك.. وعندما اكتمل.. أودعه لدى السعودية.. خوفاً عليه من تدميره خلال الحرب… والشعب يموت جوعا وقتلاً واعداماً.. وأبوك يبني له يختاً!!

كابونات النفط.. والهبات:

ـ وافق صدام على برنامج النفط مقابل الغذاء العام 1996.. ليسمح للعراق بتصدير جزء محدد من نفطه.. ليستفيد من عائداته في شراء الاحتياجات الإنسانية لشعبه.. تحت إشراف الأمم المتحدة.
ـ وتنفس الشعب الصعداء لعله يشبع ويعالج أمراضه واطفاله.. لكن أباك كان يوزع كوبونات النفط للمطربين والمطربات والراقصات.. من العرب والاجانب.. وشعب العراق يموت جوعا.

ـ وأخيراً وقبيل اندلاع حرب 2003.

ـ وزع صدام أموال الخزينة العراقية.. ونصف احتياطي البنك المركزي الى:

ـ أفراد عائلته وأقرباؤه وكوادر حزبه وبعض مريديه قبيل سقوطه.

ـ هرب.. وأختفى.. واستلمت أمريكا العراق.

أحدث المقالات