دعوة للسلام والتسامح، سبق ان كتبت مقال عن نزع السلاح حصرياً من بغداد وجعلها مدينة سلام عالمية، وهدفها للحد من انتشار السلاح في يد الميليشيات والعشائر، وانا من بادر بأول مقترح بجعل مخيمات اللاجئين مدن سلام عالمية لنشر السلام والتسامح، بعد ما تخللتها عنف واغتصاب وبعض المشاكل العائلية، ودعوة السلام ليس مقتصرة فقط على الميليشيات بل تشمل المجتمع ككل وداخل العائلة الواحدة.
مشروعي منقسم لعدة اجزاء من نزع السلاح وجعل المدن مدن سلام وآمان، اضافة إلى تقييم اقتصاد الأسرة للعائلة ووضع الحلول لتحسين الوضع المعيشي للمجتمع، واكيد يكون للحكومة دور في نزع السلاح من الميليشيات ودورها في دعم المجتمع، وعند نجاح الدعوة في محافظة او مدينة ستعمم تدريجياً على كل محافظة، اكيد سوف يرى المجتمع فارق كبير لهذا التحسن، لكون ارى لا يمكن للعائلة او المجتمع ان يعيش برفاهية تحت فوهات سلاح الخارجين عن القانون وبعيد عن الحكومة، والدليل ما يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن وايضاً في نيجيريا من تواجد ميليشيات بوكي حرام المتطرفة اسلامياً، ان القوة الاقتصادية افضل من العنف والتطور التكنولوجي افضل من اراقة الدماء، والحاكم لأي دولة هو من يتحمل تبعية الاستقرار الامني لبلاده وايضا هو المسؤول عن رفاهية شعبه وتحسين المستوى المعيشي، جميع دول العنف يقبع شعبها تحت ظلام الفقر، وعدم وجود عدالة إنسانية او التزام او تطبيق حقوق الإنسان، لم نرى دولة حاكمها ديكتاتور وشعبه يعيش في امان او يتمتع الشعب بثروات بلاده.
دعوات السلام والتسامح هي لها ايجابيات كثيرة، اكيد هذه الدعوات سوف تواجهها الحكومة والاحزاب الحاكمة لأنها سوف تحد من عملية الفساد، لكن عندما يجد الشعب هناك تغيير في داخل المجتمع بنشر رسالة السلام سوف يتبناها ويسير على نهجها حتى لو وجد رفض من قبل الاحزاب الحاكمة لكونها ستضر في مصالحهم الشخصية، وفي نفس الوقت سيدعم آلية تحسين وضع المجتمع، انا اعتبر دعوة السلام داخل مدن العنف ثورة سلمية بيضاء، لكون التواصل الاجتماعي له دور في تبني الافكار ونشرها داخل المجتمع، وهذه الدعوة سوف تجبر فصل الدين بالتدخل في السياسة كأنك تقود الدولة إلى المدنية المطلقة، اضافة ستحد من العنف الاسري لكون اكثر المشاكل العائلية بسبب الفقر والحالات النفسية والخوف من تواجد السلاح خارج نطاق الدولة.
رجال الدين ينادون الفقراء قاتلوا في سبيل الله وسبيل الله لم يبقي شيء للفقراء، وكأن سبيل الله خلق للفقراء في القتال والتسول ومد اليد كمحتاجين، وينادوهم لتحقيق العدل في امة الإسلام ، هذا عدلهم قتال ودماء وفقراء، ورجال الدين يعيشون في قصور وابناءهم في الجامعات العالمية ويغرفون لهم من اموال الشعب ويقولون من فضل الله، إذاً هنا ترى الظلم الواضح، وبلدنا مقيد من مجاميع مسلحة وحكومة ورجال الدين لصوص يتاجرون بأسم الله، والفقراء لهم سبيل الله للقتال، يجب كشف زيف دجلهم وفضح مفاهيمهم وهو هذا النضال السلمي عندما ينهض الشعب يزول الظلم وتتحقق العدالة، عندما تمسك قلمك وتكتب لنصرة بلدك وكشف زيف الحكومة وميليشياتها هو هذا النضال الحقيقي، الرسام والمغني والموسيقي وشيخ عشيرة وداعية إنساني، دورهم بتكثيف نضالهم بالنشر والكلام ورفض كل المجاميع المسلحة الذي تتخذ طريق العنف لتحقيق مآربها ورسم سياسة حكومة إيران داخل بلادنا، ايران نجحت بتعقيد الخريطة العراقية بأدواتها من الموالين لها بشبكة معقدة جداً مع ميليشياتها التي اعلنت الولاء لها، وما على الاحرار سوى النضال السلمي، وتوجيه الشعب استخدام سلاح الثقافة لاستيقاظ العقول المغيبة عن الواقع العراقي والمغيبين بأسم خطب الدين وسبيل الله وتحويل مجتمع المغيبين من العنف اللاعنف.
القضاء على الفقر من واجبات الحاكم الذي ائتمنهُ الشعب لقيادة البلاد، وايضاً من واجبات رجال الدين لتكثيف خطبهم للقضاء على الفقر والدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان، والمشكلة في بلادنا لا الحاكم ولا رجال الدين يحملون المقومات الإنسانية، لذا تجد كلاهما فاسدين، والدليل هذه السنين الطويلة من حكمهم للعراق لم نرى تغيير في المستوى المعيشي للعائلة العراقية، والقضاء على الفقر بسيط لا يحتاج جهد كبير، فقط يستعين الحاكم بخبراء واختصاصيين لوضع دراسة كاملة للقضاء على الفقر، ولكن النية ليس موجودة في ظل هذا الفساد المتفشي في جميع مفاصل الدولة العراقية وتحت جناح وحماية بما يسمى برلمان العار، المسألة ليست مسألة دين فقط لكون البرلمان يتألف من جميع الديانات والقوميات، المسالة مسالة ضمير واخلاق إذاً كيف تطلب القضاء على الفقر في دولة سياسيها بلا ضمير واخلاق؟ إذاً دعوة السلام والتسامح دعوة عامة للشعب وللمجتمعات الذي تتخللها العنف مع انعدام ضمير الحاكم والسياسي، هذا هدفنا السلام افضل من العنف واراقة الدماء
المشروع سوف ينجح عندما يجد الدعم المعنوي فقط لكون هذه الدعوات مجرده من اي قيمة مادية، لإن العمل الإنساني ودعوة السلام واللاعنف مجاني نابع من وعي ضمير الإنسان اتجاه القيم والمبادئ الأخلاقية لتحقيق العدالة على الارض، وانصاف الفقراء والتنعم بخيرات بلدهم بعيد عن العنف وشراء السلاح وتبذير اموال البلد على حساب قوت الفقراء وعوزهم، جميعنا نبحث عن السلام، من منا لا يريد الأمن والأمان والسلام والرفاهية؟ جميع البلدان في كل العالم، الذين اتخذوا طريق السلام والقانون فوق كل شيء، تعيش شعوبهم برفاهية وتطور علمي وتكنولوجي، إذاً نجاح مشروع السلام نجاحه بيد الجماهير الذي ترفع راية السلام وحصر السلاح بيد الدولة، عندما تكون الدولة قوية والجيش النظامي قوي بدون تواجد السلاح المنفلت، سوف يعم الأمن والأمان، ولا نرى مشاهد اجرامية كما فعلها الارهابيون في نحر ضباط الداخلية الذي تم خطفهم والتمثيل بأجسادهم، لكن الفوضى وقوة الخارجين عن القانون اقوى من الدولة سيجعل الحكومة تتنصل من مسؤوليتها، وبذلك لا تجد المتهم ولا يوجد قانون يحاسب الذي اقوى منه، السلام مشروع للأمان ومحاسبة القتلى كائن من يكون، لا شيء فوق القانون ومشروع نزع السلاح سيبعد التناحر الطائفي الذي نراه من خلال التواصل الإجتماعي.