18 ديسمبر، 2024 9:47 م

الارض تضييق بما رحبت بالنظام الايراني

الارض تضييق بما رحبت بالنظام الايراني

حينما تبادر أوساطا سياسية ووسائل اعلام دولية لها مکانتها ووزنها بتناول الاوضاع في إيران وتسليطها الاضواء عليها والحديث عن الفرق الکبير بين مجاهدي خلق وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتقوم بإنتقاد حالة مهادنة الدول الغربية لهذا النظام وتقف أمام الدور الإيجابي الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق على صعيد القضية الايرانية، فإن ذلك يعني بأن الحقائق المختلفة التي کانت منظمة مجاهدي خلق تعمل وتجاهد من أجل إيصالها للعالم وخصوصا المتعلقة بالدور المشبوه لهذا النظام بمختلف الاتجاهات وخداعه للمجتمع الدولي وکونه يمثل ليس خطرا وتهديدا على الشعب الايراني والمنطقة فقط وإنما على العالم أجمع، هذه الحقائق قد وصلت الى من يعنيها الامر وإن المنظمة قد أدت مهمتها على أفضل وجه.
بعد 42 عاما من موقف دولي غير منصف ومنحاز في خطه العام لنظام ديکتاتوري قمعي يقتل ويذبح شعبه بصورة مکشوفة وواضحة وبعد 4 عقود من سياسة مشبوهة للبلدان الغربية تجاه الاوضاع في إيران أثبتت إن تداعياتها وآثارها السلبية قد أضرت بها، يبدو هناك معالم صحوة من کذبة متواصلة وسراب بقيعة رکضت خلفها الدول الغربية من دون جدوى، فإن المجتمع الدولي عموما والدول الغربية بشکل خاص صارت تدرك وتعي بأن کل ماقد بنت عليه في السابق من آمال بشأن هذا النظام لم يکن سوى مجرد أوهام، وإن أوساطا سياسية وإعلامية ضليعة بالاوضاع في إيران وعندما توجه سهام نقدها بقوة نحو هذه السياسة الفاشلة وتطالب بتغييرها وتشير بأنها مضرة بالشعب الايراني وبالبلدان الاوربية والعالم، فمعنى ذلك إن الارض بما رحبت بدأت تضييق بالنظام الايراني وإن موقف يصبح أصعب من أي وقت آخر، خصوصا وإن الجولة الثامنة من محادثات فيينا لم تضف هي الاخرى من جديد يمکن التفاٶل به بل وعلى العکس من ذلك تماما.
سياسة المهادنة الفاشلة والتي کانت أحد أهم أسباب إطالة عمر النظام الايراني وساهمت في إستمراره بل وساعدت في قمع وإضطهاد شعبه والوقوف بوجه النضال الضروس لمجاهدي خلق، فقد آن الاوان لإطلاق رصاصة الرحمة عليها خصوصا وإنها کانت مضرة وسلبية بالنسبة لجميع الاطراف ولم تکن مفيدة إلا لطرف واحد وهو النظام الايراني، وهذا هو سبب تهافته على الدول الاوربية وتملقه لها لأنه يعرف بأن هذه الدول إذا قامت بإنهاء هذه السياسية فإنه أشبه بإغلاق الشريان الابهر لقلب هذا النظام!
الحقيقة التي لابد من تقبلها هي إن مهادنة ومسايرة هذا النظام ليس بمستوى خطأ سياسي تقليدي بل إنه أقرب مايکون لإرتکاب جريمة بحق شعب ومنظمة مناضلة من أجل الحرية والديمقراطية وتسعى من أجل طي صفحة سوداء في تأريخ بلادها، ولذلك فإن کل المٶشرات تشير الى أن الاوضاع والامور وعلى مختلف الاصعدة وبشکل خاص على صعيد محادثات فيينا ليست في صالح النظام الايراني وإن العالم لم يعد يتفائل خيرا بهذا النظام وإنما العکس من ذلك تماما