18 ديسمبر، 2024 10:49 م

الكتابات التفسيرية والتبريرية دمرتنا!!

الكتابات التفسيرية والتبريرية دمرتنا!!

أقلامنا العربية تبرر وتفسر ولا قدرة عندها أبعد من ذلك , وخلاصة التبرير ” ليس في الإمكان خير مما كان ” , أما التفسير فهو على مذهب “وفسرَ الماء بعد الجهد بالماء” , وما تمكنا من تجاوز الإتجاهين في جميع العصور إلا فيما قل وندر , ومن شذ عنهما صار من المغيبين المنبوذين , الخارجين عن الملة والجماعة وربما الدين.
وقد تجسمت هذه الكتابات منذ مطلع القرن التاسع عشر ولا تزال متنامية , وبلغت ذروتها في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , والأمة تراوح مكانها , أو تتحرك على إيقاع خطى السلحفاة , والدنيا تتحرك متوثبة على إيقاع خطوات فهد صائل مغوار.
فعقول الأقلام مكبلة بأصفاد “لماذا” , ومنهمكة في التلذذ بمعطياتها الوجيعية المتراكمة الدائبة , وبموجبها تنتج ما يساهم في إستلطاف إرادة التمحن بالأصفاد , والتفاعل معها على أنها أمر لابد منه لكي تتواصل الحياة الإستعبادية , التي لا خيار عندنا غيرها.
فلكل مأزق تبرير وتفسير يهدف لترسيخه , وإقناع الأجيال بديمومته وإستفحاله وتوطنه , وعدم الفكاك منه والخروج من خندقه.
وبموجب هذه الآليات تمضي الأيام وتتعثر الأجيال , وينتشر اليأس والقنوط والميل لإطلاق الأحزان , والتعبير عن الأنين والنحيب بالكلمات القاسية على الذات والموضوع.
ومَن يحاول زعزعة الواقع وتنقيته من الأوذان , يواجَه بعواصف إعصارية شديدة المواقف والتوجهات , ترمي إلى مترسة الحال وتدريعه , وتحويله إلى كينونة متصلدة مؤهلة للتناطح والإستنفار , والتقاتل الخسراني الفتاك.
ولهذا فما نفعت , بل أضرت , وأسهمت بدفع الأحوال من سيئ إلى أسوأ , ومن خسران إلى خسران , وأوهمت الناس بأنهم أذلة وقطعان , والأمر المطلق بيد الحاكم والسلطان.
فهل لنا أن نعيد النظر بكتابتنا , ونتعلم أساليب التحدي والإصرار والإقدام؟!!