19 ديسمبر، 2024 1:08 ص

السلبيون الغادرون!!

السلبيون الغادرون!!

أبناء الأمم السلبيون غادرون , أي أنهم يغدرون بأممهم , ويدمرونها وهم في غفلتهم يعمهون.
وما أكثر السلبيين في أمة العرب , وخصوصا نخبها , التي تسود فيها الرؤى والتصورات والإقترابات السلبية , وما وجدنا لديهم طرحا إيجابيا نافعا , وصالحا للبناء والعطاء الأصيل.
فمنذ أكثر من قرن ونصف , والأمة تطغى عليها الطروحات السوداوسة التعقيدية التقعيدية , التي ترسّخ فيها عدم وجود ضوء في نهاية نفق الويلات والتداعيات.
وقد أبدع معظمهم بالتبريرات والتسويغات , وتعزيز مسيرة الخيبات والإنكسارات , وإتخذوا من الدين والتأريخ شماعة للتغطية على عجزهم , وفقدانهم لروح التحدي والرؤية الإيجابية.
فهم يغفلون الجيد في الأمة ويستهينون به , ويعظمون السيئ ويمعنون بالكتابة عنه , وكأنها مستنقع خسران وبهتان , وليست الأمة الحضارية الساطعة بأفذاذها الألباء الشجعان.
فالأمة لديها مدونات هائلة تؤكد هويتها وذاتها وطبيعتها , وهي مطمورة وممنوعة من الإنتشار , وتُبَثُ فيها إفتراءات للدفع بها للتصاغر والإنحسار.
وأبناء الأمة من أشد أعدائها , وألدهم هجمة ومناوءة لها ولمسيرتها , سواء بأحزابهم وأنظمة حكمهم , أو بتفكيرهم ونخبهم بأنواعها , وهم عليها لا معها.
حتى صارت النشاطات المعادية لوجودها تلقى رواجا عند الناس , وما عادوا يصدقون بأنها يجري في عروقها نسغ حياة.
لو تفحصتم ما يُنشر في وسائل الإعلام , لوجدتم ما يحط منها هو السائد , وربما تجدون بعض المقالات المعبرة عن إرادتها بإستحياء وخوف وتردد.
أما الكتابات الجريئة عن حقيقة الأمة الحضارية والإنسانية , فتواجَه بإستهزاء وإهمال ومعاداة فائقة , وتعتيم إعلامي مروع.
فالمطلوب الكتابات المسيئة لها , وإياك أن تكتب بإيجابية عن أمة العرب , لأنك ستُحسب من أعداء الطامعين بكل العرب.
فهل للأجيال أن تستفيق من أعاصير الخَبَل؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات