25 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

متظاهرو ومعتصمو ” المنطقة الخضراء “

متظاهرو ومعتصمو ” المنطقة الخضراء “

مع كلّ ما يتحمّلوه اولئك السادة المتظاهرين من أناء التحمّل النفسي والإنتظار الطويل , الذي لا يبدو له ايّ سقفٍ زمنيٍ في القريب العاجل , الى ان او حتى تصدر لهم الأوامر من قادتهم وسادتهم لفضّ الإعتصام < وكأنّه فكّ اشتباكٍ يخلو من الرصاص > , وهذا التحمّل والعبئ له ما له من الإعتبار .

ودونما تقليلٍ من شأن جموع الشباب المعتصمين , فلا ريب انّهم لايمثّلون عموم الجمهور العراقي ” كمتظاهري تشرين ” الذين كانوا رمزاً حيوياً ومؤثرا لكافة شرائح الجماهير العراقية ودونما اية اعتبارات جغرافيةٍ – محلية , او مذهبية وعرقية وما الى ذلك من مشتقّات , وكأنّها مشتقات نفطية .!

ودونما مقارنة لا مجال لها في الفكر المقارن او سواه , فخلافاً لمتظاهري ” حركة تشرين ” الذين تعرّضوالعمليات القنص والخطف والرمي بالرصاص الحي , بالإضافة الى تسديد قنابل الغاز فوق رؤوسهم ” كما معروف وموثّق دولياً ” , وبلغ عدد شهدائهم اكثر من 600 شهيد , فعلى العكس من ذلك , فالمعتصمين أمام المنطقة الخضراء ينعمون بالأمان المطلق والإطمئنان النفسي المسبق بعدم تعرّض القوات الأمنية لهم ” وحدثَ ان قدّمت الاجهزة الحكومية لهم بعض وجبات الطعام ” .

  ومن دون سردٍ واسترسالٍ في تفاصيلٍ وجزئياتٍ مجتمعة , فالمجتمع العراقي برمّته وبما يتضمنّه من مراقبين سياسيين و وسائل اعلامٍ متباينة , على قناعاتٍ شبه كاملة ودرايةٍ مسبقة بأنّ تواجد وتجمّع السادة المتظاهرين , لن يقدّم ولن يؤخّر من عدد او اعداد الأصوات المعلنة لنتائج الإنتخابات ولا الى تغييرها بصورةٍ او بأخرى , ولعلّ الأنكى او نحوه ! بأنّ المعتصمين يدركون ذلك ايضاً , لكنهم ملزمين او ملتزمين بقيادات احزابهم , وربما ينضمّ الى صفوفهم بعض المتطوعين على صُعدٍ شخصية ” ولا معلومات موثّقة عن ذلك “…

< مربطُ الفرسِ او بيتُ القصيدِ > : –

  اصلاً وفصلاً , لم يكن اساس حديثنا لا عن الأنتخابات ولا عن المتظاهرين , ولا حتى عن اللوجستيات السياسية والأبعاد القريبة والبعيدة التي تقف وراء ذلك , وأمامه ايضاً , لكنّ ومنذ ساعات بدء التجمهر والمكوث أمام بوابة المنطقة الخضراء , والى غاية الآن وما بعده .! , فالعاصمة تشهد اختناقاتٍ مروريةٍ شديدة المرارة جراء هذا الإعتصام < مكانياً فقط > وما جرَّ وادّى الى اغلاق الجسر المعلّق ومقترباته وبعض التقاطعات القريبة بسببه , ممّا يسبب الى تعقيد حركة الإزدحام للعجلات والمركبات , فضلاً عن  تأخيرٍ غير قابلٍ للتحمّل في وصول المواطنين والموظفين الى امكنة عملهم والعودة الى منازلهم , وفي الحقيقة الأخرى , فالأمرُ موصولٌ ايضاً ” ولو متأخّراً ” الى اختيار ساحة التحرير وجسر الجمهورية كمنطلقٍ او كمركزٍ لحركة تظاهرات تشرين الجماهيرية  وإشعاعاتها الآنيّة وسواها , حيث وبصراحةٍ ورغم ” التي واللُتيّا ” فإنّ عملية ” التجمهر الإعتراضية ” السابقة واللاحقة او الأخيرة , قد ادّت وقادت الى قطعٍ وعرقلةٍ في مصالح شرائحٍ غير قليلةٍ من النّاس , ولا نبالغ في القول بأنها بلغت حدّاً الى قطع ارزاق بعض جموع المواطنين , والمثال الأبرز لذلك هم سائقي سيارات الأجرة وسيّما ” النفرات ” , بالإضافة الى صعوبة وصول الأشخاص الكسبة والبائعين الذين يعتاشون على الأجر والقوت اليومي .

والى ذلك , ولخصوصية الوضع العراقي , فكم كان حضارياً لو جرى تخصيص منطقة محدّدة لأيّ تظاهرةٍ ومتظاهرين , يجري تأمينها من الناحية الأمنية اولاً , وتجهيزها وتعزيزها بكلّ المتطلبات اللوجستية للمعتصمين , ودونما تأثيرات على الحركة الإجتماعية العامّة , لكنّه ايضاً , فهذا ضربُ من ضروب الخيال المسموح به شرعاً وفقهيّاً .!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات