توابع حرب الثماني سنوات التي اعلنها صدام القرن الماضي-بعد ان ابتداتها ايران ولم تستطع ان تنهها-لم تنته الى اليوم ،ايران تديم الثارات كعادتها مع العرب ، فلا سلام يدوم ولا اتفاق يصمد ولاجراج تضمد ، ولا تسامح لما طمرته السنين من احداث.
فما ان انتهت الحرب وصدق الدكتاتور -باخلاق الرجل العربي- ان ايران عدو امريكا وان العدو المعتدي القديم يمكن ان يكون صديقا بعد التفاهم والتسامح “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” كما ضمن تلك رسالته اليهم تلك الاية بعد الحرب بحين.
فظن كما يظن الناس ان يحل بدل البغض التناصح ، حتى ارسل طائرات العراق المدنية لتجد ماوى لها من قصف طائرات التحالف الذي عزم على تدمير كل شيء في العراق اثر حجة دخول الكويت الذهبية التي اغتنمها كل اعداء التفوق لعسكري العراقي واصحاب الاجندات الغربية في المنطقة ،
فكان غدر ملالي ايران هو الجزاء فلم تؤد الامامة الى اهلها الى يوم الناس هذا ، وصارت الطائرات ملك القرصنة الشرعية . واستمر الامر غلا وحقدا ،، من المماطلة في اعادة الاسرى الذين استمروا في معسكرات ايران عشرين سنة او يزيد بعد ان ادلجوهم وجندوهم ضد بلدهم ، والذي رفض قتلوه. ومنها المقتلة الشنيعة للاسرى بالمئات والتي انبثق منها يوم 1/12 الذي صارت ذكراه يوما للشهيد.
وبعد معاونة امريكا على ازاحة صدام ثم اعدامه ، انطلقت ايران بحملة شرسة وسريعة لتصفية الضباط العراقيين والطيارين الذين ذهبوا الى الحرب ضدها باوامر عسكرية ، فقتلتهم في بيوتهم وهم امنون ، وفي الاسواق وهم يتبضعون ، وعلى ابواب مدارس اطفالهم او احغادهم وهم ينتظرون ، او في فرشهم وهم نائمون.
ثم امتد انتقام ايران -غير الشريف- الى هدم الرموز التي تشير الى تلك الحرب في بغداد والنجف وغيرها ، ازالة الخوذ الشهيرة من قوس النصر ذي السيفين بعد ان تدخلت امريكا لمنع ازالته كليا-وهذا كان طلب ايران- ، وازالة تمثال الجنود -المشيرين باصابعم الى جهة الشر الشرقية-في البصرة، وبيع جامعة البكر العسكرية في المزاد ، وتغيير اسماء المدارس والشوارع التي تحمل دلالات المعارك ضدها كالقادسية وغيرها.
ولاشك ان نصب الشهيد – التحفة النحتية الفريدة- هو احد تلك الرموز ، وهو احد اعظم الافكار الفنية الرمزية المنفذة في الفن العاامي ، وقد فشلت محاولات ايران المستميتة والمكررة لازالته او هدمه ،،الى الان.
فمن ياترى-وراء صمود نصب الشهيد امام محاولات ازالته من قبل اتباع ايران وانصارها الاوفياء-لنحييه ونشكره ، بعد ان ازالوا كل شيء جميل وحضاري ورمزي من العراق.