18 ديسمبر، 2024 8:21 م

أبعاد تظاهرات العطش

أبعاد تظاهرات العطش

على أثر إنطلاق تظاهرات العطش في إصفهان فقد بذل المسٶولون في النظام الايراني جهودا کبيرة خلال الايام الاخيرة من أجل عمل کل مامن شأنه خلق منطقة عازلة بين هذه التظاهرات وبين الخلايا الداخلية النشيطة لمنظمة مجاهدي خلق ولاسيما عندما ذکر مندسون بين هذه التظاهرات مامعناه من إنهم يٶيدون النظام ويرفضون الانسياق خلف تأثيرات مجاهدي خلق، لکن ترديد شعارات”الموت للديکتاتور”و”الموت لخامنئي” کان بمثابة صدمة للنظام وهو ماجعله يفقد صوابه ويبادر الى القيام بإجراءات قمعية وصلت الى حد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتل واحد منهم وإصابة آخرين بجراح وإعتقال العشرات منهم، إذ يبدو إنه قد لاح في الافق إحتمال تکرار ذات السيناريو الذي حصل مع الانتفاضتين الشعبيتين الکبيرتين وهو مايثير مخاوف النظام الى أبعد حد خصوصا وإنه بالتزامن مع هذه التظاهرات فقد نشرت الخلايا الداخية التابعة لمجاهدي خلق من خلال لصق لافتات ومنشورات، رسائل قيادة المقاومة الإيرانية تضامنا مع انتفاضة أهل أصفهان على نطاق واسع في أصفهان ومدن إيرانية أخرى، وهذه بحد ذاتها رسالة ذات مغزى عميق للنظام.
هذه التطورات التي حدثت مع تظاهرات العطش وإستمرارها برغم کل الاساليب القمعية التي تم إستخدامها ضدها الى جانب قلق کبير للنظام من إمتدادها الى مدن أخرى، فإنها وبفضل الدور الذي قامت وتقوم به منظمة مجاهدي خلق من إيصال الاخبار والمعلومات الخاصة بهذه التظاهرات للعالم، قد جعلت العالم على إطلاع بما يجري من ممارسات قمعية إجرامية ضد المتظاهرين وإن وسائل الاعلام العالمية بدأت تتحدث عن هذه التظاهرات وترکز على الممارسات القمعية للنظام وحتى إن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، قد کتب على تويتر يوم الجمعة “قبل عام قتل النظام الإيراني أكثر من 1500 محتج”. وقام بلطجيو خامنئي في أصفهان مرة أخرى اليوم بإطلاق النار على الإيرانيين بدم بارد على الإيرانيين بسبب العطش. أقول للشعب الإيراني الشجاع: الأمريكيون معكم.
هذه الحالة الملفتة للنظر من قلق وتخوف النظام الايراني من أية تظاهرات کبيرة قد تحدث، صارت أشبه بکابوس يقض مضجعه کلما إندلعت أية تظاهرات کبيرة ضده وإن تظاهرات العطش في إصفهان ولاسيما من حيث إستمرارها وإحتدامها ووصولها الى حد التقاطع الکامل مع النظام بترديد شعارات حازمة وقاطعة وخصوصا بالموت لخامنئي، ووجود حالة سخط وإستياء عامة في سائر أرجاء إيران ضد النظام، فإنها تعتبر بمثابة أرضية خصبة ومناخ ملائم جدا لإحتمال أن تطور واحدة من هذه التظاهرات ولاسيما هذه التظاهرات لکي تغدو الانتفاضة التي تٶسس لإسقاط النظام!