لااخفي اعجابي باسلوب الشيخ علي في الكلام السياسي وفي تفنيد الراي الاخر وفي الحديث عن معارضته الواضحة لحكومة الرئيس المالكي مثلما لااخفي اعجابي به ككاتب قدم اكثر من كتاب في زمن المعارضة العراقية مثل كتابه عن الملكة عالية وكتاب عن الانتفاضة العراقية في شعبان وكتاب اخر تحت الطبع حدثني عنه اسمه على مااظن (مخانيث المعارضة) لكنني كما عودته في لقاءاتنا القليلة حين ياتي الى بغداد والتقيه في الحارثية اكاشفه ببعض المفردات والقضايا التي قد لايكون موفقا في التعاطي معها فاجده مستمعا جيدا لكنني اجده ايضا مدافعا عنيدا عن مواقفه السياسية ازاء هذه المسالة او تلك وهذا حقه مثلما هو حقي وحق الاخرين في توجيه انتقادات معينة لبعض الذي يثيره الشيخ في مساجلاته السياسية التلفزيونية.
في اللقاء الذي ظهر على البغدادية اظهر الصديق الشيخ كلاما غير متوقع وهو يتناول العمامة وانا هنا لن اعلق كثيرا لان المسالة ماعادت مهمة الى الدرجة التي اتطرف فيها بالقول او اتشدد في مساجلة الاخ الشيخ علي كون العمامة(اشهر من نار على علم) ولانها حقيقة ثورية وسياسية تشهد لها الحركات السياسية والاستقلالية في العراق والعالم العربي والاسلامي ولايستطيع احد مهما برع في الكلام السياسي او اجاد فن الاشتغال على الجملة التلفزيونية من ان يقصي العمامة ودورها السياسي والاجتماعي في الامة لكن عتبي على الشيخ وهو الصديق والاخ ماقاله عن السيد الخوئي فيما لو خلع العمامة وهو قول كان على صديقنا الشيخ الطالع من تراث النجف وعلمائه وحركاته الجهادية والسياسية مطالع القرن الماضي ان يخرجه على مهل ولايتسرع فيسقط في فخ الترويج لفكرة اليسار القومي العربي الطائفي الذي ينظر لعمامة المرجعية الدينية كونها جزءا من مشروع رجعي منسجما في ذلك مع امال مشروع عربي تغريبي نهض به ساطع الحصري عبر الحط من قيمة المرجعيات الدينية في النجف الاشرف واتهام الشيعة بالتعجيم.
الاخ الشيخ يعرف جيدا ان العمامة الشيعية ليست كشيدة الموظف المسؤول عن المرقد او المزار الشريف لهذا الامام او ذاك والفرق العلم والمعرفة والمسؤولية والتكليف الرباني والاخلاقي الذي القي على عاتق مجموعة من الناس للنهوض بمهمة العمل للاسلام والتفرغ للعلم والاجابة على المسائل الشرعية اداءا لتكليف تاريخي يوجب على اهل الخاصة تسيير شؤون الامة حتى ظهور المخلص الكبير الامام المهدي الموعود ليس في كتبنا وحدنا انما في الكتب المقدسة الثلاثة وحتى في احلام الحركة الشيوعية واليسارية في العالم.
يعرف الشيخ ان من اسقط شاه ايران هو الامام الخميني وعمامته التي اهتز لها ايوان الامبراطور الايراني الذي حكم ايران والمنطقة العربية والخليج اكثر من اربعين عاما ودخل ايران وهبط في مطار مهرباد وكانه يهبط من السماء..ويعرف الشيخ ان العمامة كان لها دور تاريخي مفصلي في كل النهضات والحركات السياسية العربية من عبد الكريم الخطابي وبن باديس في المغرب العربي حتى الحسيني والحبوبي والحكيم ومهدي الحيدري وحسن المدرس وقائد حركة التنباك في ايران الى زعيم ثورة العشرين الشيخ محمد تقي الشيرازي.
اهؤلاء عمائم ياصديقي الشيخ ام انهم افندية وشعراء وفنانون تشكيليون يرسمون الطبيعة والحياة على انغام رقصة البجع لبتهوفن؟!.
ان الحركة الاستقلالية العربية كان للعمامة فيها دور كبير ولولا الجهود الكبيرة التي بذلتها المرجعيات الدينية اوائل القرن الفائت في التثوير والاستنهاض وحتى ريادة الحركات المسلحة لما كان هنالك وطن عربي بالحدود التي عرف بها منذ التخطيط الامبريالي عام 1916.
ان العمامة الشيعية ارتبط اسمها منذ ان تبلورت للتشيع عمامة بالثورة والعمل على الحرية والمساوة والعدالة الاجتماعية وبناء الشخصية الاسلامية ورفض الظلم والدعوة الى المقاومة وحمل السلاح دفاعا عن الاوطان ولعل مافعلته المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان وماحققته من انتصار تاريخي على العدو الاسرائيلي في ال2006 وصفقة تبادل الاسرى مع الحكومة الاسرائيلية لم يتم الا بسبب هذه الروح والهوية المجاهدة والاهم وجود عمامة السيد حسن نصر الله وعمائم رفاقه في مشروع المقاومة اللبنانية الوطنية والاسلامية الشهداء راغب حرب وعباس الموسوي!.
الاخ الشيخ علي:
ان مناحيم بيغن رئيس وزراء العدو الاسرائيلي لم يكن مجافيا الحقيقة او مجانبها حين قال بعد انتصار الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني ان الثورة الايرانية زلزال ستصلنا هزاته وانا اعجب ان مناحيم بيغن يقيم الثورة الايرانية وعمامة الامام وقيمة العمامة التي سقطت الشاه ونحن نتحدث عن العمامة بلغة الكشيدة!.
اخيرا اقول للاخ والصديق فائق الشيخ علي انك صوت وطني لااحد ينكر قدرته في الاقناع وامكانيته في التصدي للاخرين من شذاذ الافاق العربية الذين كانوا ينهشون جلودنا في زمن المعارضة العراقية او بعد سقوط النظام العراقي وكنت لسان حال كل الذين يتطلعون لبناء حكومة الثورة والانسان وقيم الاصالة العراقية وتراث اهلنا وتاريخنا العروبي المشرف فلاتكسر ايقاع الصوت بنغمة ليس لها جرس كلماتك التي كنت اتحرك روحيا على ايقاعها وهي تجلد الاخر بالرد المقاوم وتلهب ظهور العمائم اللبنانية القبيحة امثال عمامة الشيخ ماهر حمود بما تستحق الرد دفاعا عن عمائمنا وزهوها والسؤدد وكل التاريخ المرصع بالشهادة من جراحات الحبوبي ومهدي الحيدري في ثورة العشرين الى شيبة محمد باقر الصدر ودم الصدر الثاني وليس انتهاءا بعمامة روح الله التي تحولت بعد 36 عاما الى عمامة نووية!.
العمامة الحضارية التي بنت دولة واطاحت بطاغوت ايران هي العمامة الاولى بالاقتداء والتأسي والعمامة التي تحمي الوطن وتدافع عنه وتدرأ شبهة الفتنة والحرب الاهلية عن العراق في احلك ظرف تاريخي يعيشه العراقيون ليست عمامة اخي ابو اروى.. انها مدينة فاضلة ومرجعية متوازنة وقلب كبيرفالله الله في عمائمنا والله الله في منارات الاسلام التي تبعث الطمأنينة في النفوس وتشيع السلام في اجواء الفتنة وهو دور العمامة ومحورها.