سؤال يتبادر الى الذهن .. لماذا لا توحد ايران ميليشياتها في العراق التي فاقت اعدادها العشرات وتجعلها ميليشيا واحدة بدلا من فصائل مبعثرة .. يبدو هناك اكثر من سبب يمنع ايران من القيام بذلك منها توزيع الأدوار بين الفصائل حسب المهمات والواجبات التي تسند لكل فصيل وفق الأوامر التي يستمدها الفصيل من المسؤول الايراني .. بمعنى عندما يقوم فصيل معين بعمل اجرامي في مكان ما يوجه الاتهام لذلك الفصيل دون دون المساس ببقية الفصائل كما هي الضربات التي توجه الى السفارة الامريكية او محاولة اغتيال الكاظمي الذي غالباً ما كان ينحصر الاتهام بحزب الله او عصائب اهل الحق وليس على كل الفصائل بل فقط على الفصيل الذي قام بالفعل وبذلك قد سلمت بقية الفصائل بالرغم من جميعها تأتمر من قبل ايران .. وهذا يعني عندما تتعدد الفصائل تتعدد الأدوار بجعل هذا الفصيل معتدل وهذا الفصيل متشدد وهذا الفصيل رافض لسلوك معين حسب التبعية والولاء حيث هناك فصائل تبعيتهم المطلقة لولاية الفقيه وهناك تبعيتهم للسيد السيستاني او لغيره من المراجع كما هو حال اغلب فصائل الحشد الشعبي بالرغم من ان جميعهم تحت قيادة الحرس الثوري الايراني مثلما يفعل مقتدى الصدر عندما يظهر انه يغرد خارج السرب الايراني ويجعل الناس على الأمل انه غير راضي على ذلك الفعل واذا به ينقلب بشكل فجائي ويتراجع عن مواقفه وعلى غفلة تجده قد غادر العراق الى طهران، هذة خطة مدروسة لخلق حالة من القنوط واليأس ليس فقط لدى اتباعه وانما على من زرع في قلبة الأمل لكي يعطي انطباع للآخرين بالرغم من قوة تياره انه لا يستطيع الانسلاخ من العبائة الايرانية كما هو حال كل الفصائل السياسية والمسلحة ..
والسبب الثاني تخشى ايران من توحيد صفوف الميليشيات لكي لا تكون لها قيادة موحدة تتوجس منها التمرد في يوماً ما او بسبب الاغواء لذلك جعلتهم فصائل متعددة يسهل احكام السيطرة عليهم ويسهل تأديب من يحاول الخروج عن عصا الطاعة من خلال الإيعاز للفصائل الاخرى بتأديب من لا ينقاد بشكل كامل لأوامر ولي الفقية وهذا ما كان يردده قاسم سليماني عندما يريد تأديب فصيل معين من الفصائل يهدده يقوله ” سوف اطلق كلابي عليكم ” .. وهذا يعني مهما تعددت الفصائل فان تبعيتها لايران بمعني ان جميع فصائل الحشد الشعبي تحت إمرة ايران شاءت ام ابت وبالشكل المصنف حسب توزيع الادوار ودرجات التبعية والولاء .