19 ديسمبر، 2024 10:17 ص

سُنةْ المالكي وعارهم

سُنةْ المالكي وعارهم

قصور للفساد والرذيلة قد هدت وعروش ذلت لها الرقاب وازيحت ورؤوس ترفعت على خالقها فقطعت وخزائن ملاءها أصحابها بالمال الحرام فأفرغت ، فما بالك بالذين ذلوا رقابهم ودنسوا بيوتهم وخانوا عهودهم ، من اجل إرضاء اسيادهم في دنيا مزيفة على حساب أبناء جلدتهم ليكونوا قطيع خراف بيد جلاد اشتراهم ليوم بات قريبا لنحرهم .
لم نسمع يوما منذ ان نشأت الخليقة ، ان جاسوساً لبلده او خائناً لأهله او عميلاً لقبيلته كان موضع احترام وتقدير لاحد ، بل حتى اسياده الذين اثراهم بخدماته التي تفوح منها رائحة الخسة والدنيئة ، تراهم يحتقرونه ويذلونه عندما يلقون امامه حفنة من المال كي يسيل لعابه اليها .هذه الاوصاف والوجوه تتكاثر اعدادها والوانها واحجامها في حضرة صاحب المال والسلطة والحاكم والقائد لعراقنا الجديد ، واخص بكلامي ( سنة المالكي ) الذين باعوا انفسهم بثمن نراه بخساً ويرونه كثراً ، هؤلاء لم يكونوا في يوم من الأيام سوى مرتزقة يباعون ويشترون في سوق النخاسة .
لم اكن يوماً اريد ان اتحدث بلغة المذهب او الطائفة ،ولكن اجبرني الموقف والمشهد الذي أرى هذه الوجوه العابسة المتلونة امام شاشات التلفاز وهي تتحدث وتدافع عن الوطن والمواطن والحقوق والواجبات ، لا بل تتعدى الى اكثر من ذلك لتحلل ما حرمه الله وتكفر ما حلله  ، فتارة تجدها حمامة سلام مبطن وتارة أخرى ناقلة كلام مقنن .
انا لا الوم رئيس وزراء ( العراق ) على هذا الانجاز الذي يحسب له ، واذا اردت ان استبق الزمن في رفع قبعتي له ، فهي بالتأكيد ستكون لحسن اختياره لهؤلاء الثلة الذين يحسبون على اهل السنة ، والسنة منهم براء ، والحق نقول اننا لا نتشرف ان يكون من بيننا من يخون اهله وعهده ، لان من يخون عائلته ، يخون وطنه ،ومن يسلم نفسه لمن لا يهمه امر الناس فيهدر دمهم ويسلب مالهم وينتهك حرماتهم ، ستلاحقه لعنة الأرض والسماء ، مهما طال الزمن او قصر ، وستبقى دماء الشهداء المستباحة التي لطختها ايديكم وتعفرت بها وجوهكم ، وصرخات الأطفال وحسرات الكبار وانين الفقراء والمعوزين والمفجوعين تطاردكم وتلعنكم أينما حللتم او ارتحلتم .
هنيئاً لك دولة الرئيس بهذا الفوز والغار ، وهنيئا لكم يا اشباه الرجال على حسن الخاتمة التي نراها كل يوم من خلال الجثث المغدورة الملقاة على قوارع الطرق والساحات ، لتبقى شاهدا في سجل صفحاتكم السوداء المليئة بالتجبر والسرقة والظلم والعار . طوبى للنفوس الابية والزكية التي لم تثلمها الملمات مهما اشتدت عليها الصعاب … والعار كل العار للذين اغوتهم ملذات السلطة وبهرجتها التي تشترى بالمال والرذيلةوالاحتقار .

أحدث المقالات

أحدث المقالات