مرة اخرى تعلن دوائر الانواء الجوية وخبراء الرصد الجوي ومسؤولون رفيعو المستوى ان بغداد معرضة للغرق مرة اخرى الاسبوع المقبل، اذا ما سقطت امطار غزيرة كتلك التي شهدتها هذا الاسبوع ، والتي عدت الأسوا في تاريخ العراق منذ عقود ، في وقت عادت حالات القطع المبرمج في احياء بغداد لثلاث ساعات ليلا لتشكل إنتكاسة أخرى لواقع الكهرباء في هذا البلد بعد ان تنفس العراقيون الصعداء لشهر واحد تقريبا، ورغم وعود وزارة الكهرباء بعدم قطع الكهرباء عنهم الا ان محلات مثل الميكانيك وآسيا ومناطق أخرى في الدورة ، عادت اليها ساعات الظلام في الليل بعد ان رفض أصحاب المولدات التشغيل لايام بعد المطر بحجة دخول المياه الى مولداتهم، وهي كذبة استغلها البعض لكي لايشغل مولداته، انتقاما منهم من تحسن الكهرباء قبل فترة واصابتهم بأمراض نفسية، نتيجة عدم حاجة العراقيين لهم، الا ان وزارة الكهرباء خيبت أمل الكثير من العراقيين مرة أخرى، بعد عودة ساعات القطع المبرمج لساعات طويبلة ليلا.
وكانت معظم أحياء بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، قد تعرضت لغرق كامل لمعظم مناطقها ، مع اختفاء كامل للنشاط البلدي والخدمي في معظم أحياء بغداد وبخاصة في أحياء منطقة الدورة التي بقيت احياء الميكانيك وآسيا والطعمة ” ساقطة عسكريا” حتى اعداد هذه السطور، اذ لم يلحظ أهالي هذه المناطق زيارة أي مسؤول بلدي رغم وصول مياه الامطار الى بيوت اغلب ساكني هذه المناطق وطوفان كامل شوارعها التي تحولت الى بحيرات.
كان الكثير من اهالي بغداد يتمنون لو يجدوا مفرزة بلدية او مسؤول بلدي او من سائر اجهزة الدولة او البرلمان وقد اطلع على معاناة الاهالي في مناطق الدورة والشرطة الرابعة واحياء كثيرة اخرى في غربيها وشماليها وشرقيها شملها الطوفان بعد ان كانت معظم مجاريها مغلقة ولم يتم فتح اي من هذه المجاري او تهيئة الصيانة لها قبل الغرق او في اثنائه ولم يجد مواطنو الدورة من ينقذهم من محنتهم التي استمرت اكثر من ثلاثة ايام دون اي محاولات انقاذ من اية جهة كانت تعود الى الدولة او البرلمان وكان الكثيرون يتمنون لو ان الدولة وزعت زوارق في الاحياء تنتشل من يحتاج الى المعونة او للتسوق لعائلته او اخراج عائلته مما حل بها من خراب ودمار بعد ان غرقت بيوت اغلب العراقيين بالكامل ولم تنحسر المياه حتى بعد يومين من انتهاء فترة الامطار، ما ترك الاف التساؤلات لدى المواطنين من تصرفات حكومة اختفت معالمها عن الشعب وعدت هذه الاحياء ( ساقطة عسكريا ) اذ لم يكلف أحد من الاجهزة الخدمية نفسه عناء زيارة تلك المناطق او ايجاد حلول لمشكلات شوارعها، حتى بعد فترة انتهاء هطول الامطار، وكان التذمر والاستياء والسخط وحالات الغضب بادية على وجوه ملايين العراقيين من غياب كامل لاجهزة الدولة وكانه ليست هناك دولة اسمها العراق على وجه الخارطة.. عجيب غريب أمور قضية هذا البلد كما يقال.والطامة الكبرى اذا ماسقطت أمطار غزيرة الاسبوع المقبل على بغداد، فيعني ان كارثة محدقة على الأبواب، ولا ندري كيف يكون حال هذا البلد اذا بقيت أحواله تدار بهذه الطريقة التي أقل ما يقال عنها أنها تخلو من أي ملامح لدولة ولو في حدها الأدنى.