23 ديسمبر، 2024 1:39 م

باتَ التحالفُ الكوردستاني ضَرورة

باتَ التحالفُ الكوردستاني ضَرورة

تشكل التحالفات بين الكتل والأحزاب السياسية الفائزة في الإنتخابات البرلمانية نتيجة توافق في الرؤى المستقبلية والبرنامج السياسي للوصول الى أهداف إستراتيجية تجعل من المصلحة العليا نقطة إلتقاء بين الشركاء بالإضافة الى بعض الجزئيات المتفق عليها شرط أن تتماشى وبنود الدستور العراقي , فالكورد وبشكل عام دون التطرق الى المسميات الحزبية والسياسية ينطلقون من خط الشروع ويجمعهم أهداف مشتركة كالمصير المشترك والتأريخ المشترك والظلم المشترك الذي فرضه النظام البائد وبصورة عادلة بين الجميع دون إستثناء , وبعد تحرير العراق عام 2003 توحدت القوى السياسية الكوردية تحت مسمى التحالف الكوردستاني مما زادهم هيبة وقوة أثمرت عن مشاركتهم الفاعلة في مجلس النواب آنذاك في كتابة الدستورالعراقي كإنجاز يحسب للكورد لتحقيق هذا الهدف الذي إنتظروه بعد سنوات من مقارعة الدكتاتورية المقيتة .
واليوم أحوج ما نكون لإعادة تشكيل التحالف الكوردستاني بعد فرط العقد الكوردي نتيجة أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي وما رافقها من تصدع لجدران البيت الكوردي وتفكيك أواصره على أثرهزة سياسية ضربت الواقع السياسي الكوردستاني بمقدار سبع درجات على مقياس الخيانة العظمى بعد أن إمتدت اليه أيادي خبيثة مدعومة من قبل أجندات خارجية هدفها هيكلة إقليم كوردستان والعودة الى ما قبل عام 1991 , حيث أظهرت نتائج الإنتخابات النيابية للدورة البرلمانية الخامسة فوزاً ساحقاً للحزب الديمقراطي الكوردستاني بإعتباره القوة السياسية الأولى على مستوى إقليم كوردستان وحصول الكورد بشكل عام على ثلاث وستون مقعداً نيابياً مما يحسب لهم الف حساب في حالة توحدهم وتشكيلهم للتحالف الكوردستاني كسابق عهده في الدورات البرلمانية السابقة , ليشكلواً صفاً منيعاً ضد الأصوات المعادية ذات النظرة الشوفينية للكورد وللدفاع عن الحقوق المشروعة ومن أبرزها تطبيق المادة 140 وإعادة المناطق المتنازع عليها وعودة قوات البيشمركة كونهم الضمان الوحيد لإعادة الحياة اليها من جديد وتأمين عودة النازحين الى مدنهم وقراهم بعد إعمار البنى التحتية وما دمرته قوى الشر المتمثلة بعصابات داعش الإجرامية .
لقد أكد الحزب الديمقراطي الكوردستاني على توحيد كلمة الكورد والعودة الى بغداد بكتلة واحدة لضمان حقوقهم الدستورية وتشكيل حكومة قوية جامعة , من خلال زيارة وفد الحزب الى جميع الكتل الكوردستانية الفائزة في الانتخابات وغير الفائزة منهم بالإضافة الى دعوات زعماء بعض الكتل السياسية الى ضرورة مشاركة الكورد وبشكل فاعل في تشكيل الحكومة الجديدة , حيث أكد السيد نيجيرفان البارزاني على توحيد الرؤى بين الكتل الكوردستانية وتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع الكتل الفائزة في بغداد لتشكيل الكتلة الأكبر بعد التعرف على برامجها وخططها الإستراتيجية لمستقبل العراق وإعطاء ضمانات حقيقية للكورد بعد أن تنصلوا منها ونقضوا العهود والمواثيق بمجرد وصولهم للسلطة من خلال التجربة المريرة والفاشلة مع الحكومات ذات البعد الطائفي والتي أدارت دفة الحكم وتعمدت في إفشال مشروع التوافق والتوازن والشراكة الحقيقية في العملية السياسية .
وختاماً أقول ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) …