18 ديسمبر، 2024 6:49 م

الكتلة: القطعة المجتمعة من الشيئ , أو الجماعة من الناس المتفقون على رأي واحد.
الكتلوية سلوك لا وطني يؤدي إلى الضعف والخسران , وإذكاء الصراعات والتداعيات المريرة بين أبناء الوطن الواحد.
وأيا كان نوع السلوك الكتلوي , فأن نتائجه سيئة ومعطياته وخيمة.
ويتمثل بالفئوية والطائفية والتحزبية والقبلية والعشائرية والمناطقية , وببدع الكينونات الإنغلاقية الهادفة لتدمير المجتمع.
ومن أخطر العوامل التي تتفاعل مع الحالة أن يتم تسليح الكتل , فعند ذاك سيستثمر فيها أعداء البلاد والعباد ويحشدونها ضد بعضها , فيدخل المجتمع في متاهات الحروب الداخلية , وتهيمن عليه آليات العصابة والمافيات السلطوية , فيعم الفساد والخراب , وتتدهور أحوال الناس.
وفي بعض المجتمعات يندفع رموزها المنغمسون بالمنافع المادية , والمصابون بقصر النظر وتشوش الرؤية والخوف من سوء المصير , نحو التكتل في مسميات يتوهمون بأنها ستحافظ على مكانتهم وتحميهم وتدر عليهم أرباحا , وتؤهلهم للقوة والسلطة وإستعباد الآخرين , وتشجعهم على هذا السلوك القوى المستفيدة , والتي تستثمر في الفرقة الصراعات الداخلية في المجتمعات المستهدفة.
وبعد أن تعددت مصارد القوة وأنواعها , وما بلغه التطور العلمي من قدرات التأثير على البشر , بالقوة الفتاكة المتنوعة الأشكال والمصادر والوسائل والآليات , أصبح من السهل أخذ الناس إلى كينونات متصاغرة متمترسة بالأضاليل والبهتان , ومتخندقة خلف أسوار المخاوف والشكوك والظن بالسوء , وفي هذه الحالات يتم الشحن العاطفي السلبي , والتأكيد على الكراهية والبغضاء والإنتقام من الآخر وتأجيج الأحقاد , فتصل القوى الطامعة إلى أهدافها , ورموز الكتل كذلك يغنمون ويتنعمون بأنانيتهم , ويتغافلون عن كونهم أدوات للنيل من مجتمعاتهم , وعندما ينتهي دورهم يكون مصيرهم مشؤوما.
فهل من قدرة على التحصن من الدعوات الكتلوية الفتاكة؟!!