لعل أكثر من نصف الذين لايحبون عملهم في الدوائر ولايجدون المتعة فيه فرحوا بقرار الحكومة العراقية بعطلة الستة أيام التي جاءت بارادة الحكومة وأمنيات الالاف من الموظفين الذين يكرهون العمل ويحبون الراتب.وبدلا من أن نفرح بالعطلة كان لزاما علينا أن نبكي وبحرارة على مصائبنا.. على آلامنا .. على فشلنا في إسعاد شعبنا ..
ولعل الحكومة العراقية من مالكيها بـ(تشديد الياء) الى أصغر موظف بالحكومة يعرفون جيدا مدى التأخير والضرر الذي تسببه العطل بالنسبة لجميع العراقيين في هذا البلد ولعلهم أصبحوا على يقين إن البلد وصل الى حضيض التقدم فماذا ستقدم له هذه الأيام الستة التي تعطل الدوائر وتؤخر عملها في البلد.
ولو إستطلعنا آراء المواطنين وأصحاب المصالح ونصف الموظفين لوجدنا ان هناك عدم رضا وقبول لهذا الكم من الايام التي تذهب سدى من عمر الدولة العراقية بدون تقديم عمل . هل نحن دولة عصرية ؟ لا نحن دولة لا عصرية ولا “صبحية” ولا حتى “ظهرية” .. نحن دولة تراجعية ما دمنا نغدق على وزاراتنا بالعطل التي تعطل التقدم .
وعلى مسؤولينا الأشاوس الخروج علينا بإبتسامتهم المعهودة ويخبرونا ويخبرون العالم إننا قدمنا إنجازا منقطع النظير في التقدم والتكنلوجيا وهدر المال العام والفساد والاحتراب والاقتتال السياسي والتناحر الطائفي والعشائري والحزبي الضيق وبرأيي المتواضع ان أهم وأكبر وأول إنجازات الحكومة هي أنها حطمت الرقم القياسي بعدد العطل الرسمية حتى وصلت الى أكثر من ربع العام وسيصل الى النصف إن شاء الله وإرادة ما أطلقوا على أنفسهم الأوفياء لهذا البلد.
ستة أيام عطلة؟ أين المستشارين؟ أين خبراء الأقتصاد؟ أين الوزراء والوكلاء الذين كان أغلبهم خارج العراق ويعرفون جيدا كيف يتعامل العالم المتحضر بالوقت ولا يفرطون حتى بالدقيقة في الوقت الذي نفرط نحن بالأيام والأسابيع بحجة المطر وبحجج أخرى نخاف أن نذكرها فنتهم ونلام وأسهل قرار حكومي أو قرار لمجالس المحافظات هو قرار العطلة.
ولأن الوضع (مخربط) في كل مفاصل الدولة العراقية فكان قرار العطلة قرارا مبهما وخجولا (مثل الـ…………) . لماذا لم يطل علينا الناطق بأسم الحكومة أو رئاسة الوزراء أو الناطق الأعلامي بـ(الهلمة) التي تحكم الدولة العراقي ومن على شاشة التلفزيون شبه الرسمي للحكومة وهو قناة العراقية ليعلن عن العطلة بدلا من تناقلها عبر الفيس بوك والهواتف النقالة (الو .. صدك باجر عطلة ؟ والو ..صدك يكولون عطلة؟ الو .. هم سمعتو أكو عطلة؟ زين العطلة بس ببغداد لو كل المحافظات) . أي فوضى نحن فيها؟ وأي دولة تدار بعقول ساستنا؟ الذين يموتون على العطل حتى إنهم فشلو بإيصال معلومة العطلة ولم يذكروا لجميع المحافظات بل اختلط الحابل بالنابل بسبب وجود ودخول أمانة بغداد على خط العطلة.
مبارك علينا عطلة الستة أيام لاأعرف لمن أبارك على هذا الانجاز الكبير الذي حققته الحكومة بهذه العطلة التي عجزت عنه كبريات الدول بالتقدم والتكنلوجيا.. اللهم نشكو لك همومنا وحزننا ومآسينا .. اللهم نسألك قطع المطر الخير عنا في الايام المقبلة فلربما تقرر رئاسة الوزراء عطلة رسمية لفصل الشتاء بالكامل.