بعد فوز “امتداد” .. حينما تقتحم “تشرين” أسوار “المنطقة الخضراء” !

بعد فوز “امتداد” .. حينما تقتحم “تشرين” أسوار “المنطقة الخضراء” !

وكالات – كتابات :

يقول الشاب، “علي محسن”، (23 عامًا)، الذي كان يجلس دائمًا بجوار الناشط المعروف، “علاء الركابي”؛ داخل خيمة احتجاجية في “ساحة الحبوبي”؛ بمدينة “الناصرية”، جنوب “العراق”، على وقع الرصاص الحي والقنابل الدخانية، عام 2020، إن: “الركابي؛ كان يردد أمام الحاضرين في الخيمة؛ أن الأحزاب التي تقتل فيكم الآن، لا يمكن مواجهتها بالعنف، وليس أمامنا إلا اللجوء الى المنافسة السياسية”. منذ تلك الفترة كان الناشط الناصري، “علاء الركابي”، يفكر في تأسيس حركة سياسية تنافس للوصول إلى البرلمان.

فخلال عامي: 2019 و2020؛ شهد “العراق”: “موجات ثورية”؛ عُرفت باسم: “انتفاضة تشرين”، في عهد رئيس الوزراء السابق، “عادل عبدالمهدي”. وكانت قوة الاحتجاج في العاصمة، “بغداد” والمحافظات: (ذي قار، البصرة، ميسان، الديوانية، بابل، النجف، كربلاء، واسط)، وشهدت كلّها مجازر وعمليات اغتيال وخطف؛ طاولت ناشطين ومحتجين، وأكثرها دموية كان في “بغداد” و”ذي قار”.

بداية الظهور.. مجزرة “ساحة الحبوبي”..

في صبيحة أحد أيام بداية تشرين أول/أكتوبر 2019، هزت مجزرة؛ “ذي قار” و”العراق” عامة، بعدما اقتحمت قوة أمنية من خارج مدينة “الناصرية”، بقيادة الفريق الركن “عبدالأمير الشمري”، “ساحة الحبوبي”، وأوقعت: 33 قتيلاً وأكثر من: 200 جريح من المحتجين. ولا تزال تلك المأساة عالقة حتى هذه اللحظة في أذهان الذيقاريين.

بعدها خرج المتظاهرون وذوو الضحايا في احتجاجات عاصفة ضد القوات الأمنية، وأحرقوا آليات عسكرية عدة وأغلقوا طرقًا رئيسة وجسورًا ومؤسسات حكومية. كان “علاء الركابي”؛ معهم مناديًا بضرورة التهدئة خوفًا من وقوع مزيد من الضحايا في صفوفهم، وفقًا للمواطن والمتظاهر في ذي قار، “علي محسن”.

ما بين الثورة والسياسة..

في كل يوم وليلة، يجتمع “الركابي” مع المحتجين ويحثهم على الإبتعاد عن العنف ضد القوات الأمنية، ويشدد على ضرورة تأسيس حركة سياسية. ويضيف “محسن”؛ أن: “الركابي؛ يؤمن بأن الحل هو في تشكيل كتل سياسية منبثقة من صلب احتجاجات تشرين؛ والدخول في الانتخابات بهدف منافسة الأحزاب من خلال المعارضة النيابية”.

صحيح أن فكرة “الركابي” لم تكن تحظى بقبول من بعض المحتجين الغاضبين، إلا أنه كان يرى أن: “دخول تشرين إلى البرلمان العراقي؛ سيُشكل حاجزًا وقوة تنافسية ضد الأحزاب المتنفذة”، وفق ما قال الناشط من ذي قار، “حسن الشطري”.

من تلك القصة، اقتحمت “تشرين” أسوار “المنطقة الخضراء”.

من ساحات الثورة إلى البرلمان..

في منتصف كانون ثان/يناير 2021، أعلن الناشط والصيدلاني، “علاء الركابي”؛ مع ناشطين آخرين في الاحتجاجات؛ تأسيس حركة (امتداد)، في محافظة “المثنى”، جنوب “العراق”. وأعلن “الركابي”، الذي يتولى منصب الأمين العام للحركة، أن: “التكتل الجديد سيعمل على مواجهة فساد النظام الحالي”، مضيفًا أن: “حركة (امتداد) ستنتهج المعارضة، في حال عدم حصولها على الأغلبية في الانتخابات، وستعمل على محاسبة قتلة المحتجين”.

وقد دخلت (امتداد) في انتخابات، الأحد الماضي، الأولى بعد الانتفاضة، بـ 36 مرشحًا من مختلف المحافظات التي شهدت احتجاجات، ونالت وفق النتائج غير الرسمية المعلنة، حتى الآن: 09 مقاعد نيابية.

ولقي فوز مرشحيها ترحيبًا من: “التشرينيين” والعراقيين عامة، بمن فيهم كثير من دعاة المقاطعة. وعدّ بعضهم ذلك الفوز بأنه: “خطوة انتقالية جيدة في العملية السياسية العراقية المعقدة”.

وتقول الناشطة في الحركة، “نور يافع”؛ إن: “حركة (امتداد) تُمثل صوت تشرين المطالب بالقضاء على الفساد والمحاصصة الحزبية ومحاسبة قتلة محتجي التظاهرات”، مؤكدة أن الحركة ستكون: “نافذة لجميع العراقيين بمختلف طوائفهم”.

وفي التعليق الأول له عقب فوزه في الانتخابات، قال “الركابي”؛ إن: (امتداد) لن تُشارك في تشكيل: “حكومة مبنية على أساس المحاصصة”، مشيرًا إلى أن التحالفات مع بقية الكتل ستكون وفق شروط محددة، معتبرًا أن الأصوات التي حصلت عليها الحركة: “تعبّر عن رأي الشعب وثقته”.

ويضيف أنه: “في المرحلة المقبلة سنذهب إلى تشكيل معارضة سياسية”، مؤكدًا أن: “مباديء الحركة واضحة من البداية. حتى وإن عُرضت علينا تحالفات سياسية؛ فلن نتحالف إلا مع المستقلين”.

تحالفات مشروطة..

ويتابع أن: “الاحتمال الوحيد للتحالف سيكون مع الجهات المستقلة الجديدة التي رشحت مع الكفاءات الوطنية أو الحركات الناشئة. وإذا كانت هناك حركات قريبة إلى مبادئنا، فستكون هذه الخيارات هي فقط المتاحة للتحالف”.

ويُشير إلى أن: “هناك حركات ناشئة موجودة في عموم العراق، وفي إقليم كُردستان أيضًا، وهناك شخصيات مستقلة وطنية. هذه فقط يمكن أن ندخل معها في تحالف سياسي مبني على شرط عدم الاشتراك في تشكيل حكومة مبنية على أساس المحاصصة”.

وقد بدأت مؤشرات هذا التوجه فعلاً، مساء الخميس الماضي، حين أعلن انضمام النائب المنتخب المستقل، “باسم خشان”؛ إلى حركة (امتداد). وتُفيد معلومات إلى اتصالات حثيثة تُجرى مع فائزين مستقلين وآخرين ينتمون إلى حركات غير مشاركة في السلطة، بغية توسيع دائرة تكتل المستقلين في البرلمان، وأن معالم ذلك ستتضح منتصف الأسبوع المقبل.

ويتوقع المحلل السياسي العراقي، “رمضان البدران”؛ بأن تتسع حركة (امتداد): لـ”تشمل مناطق العراق كلها، وبما أنها وليدة وتشترك للمرة الأولى في العملية السياسية، فإن حظوظها في الانتخابات المقبلة ستكون كبيرة، حيث أنها ستصير قوة فاعلة داخل البرلمان”.

ويضيف أن: “على الناشطين في حراك تشرين أن يلجأوا إلى تشكيل كتل سياسية مشابهة بهدف السعي نحو التغيير السياسي”.

ويطالب “البدران”، (امتداد): بـ”عدم خذلان محتجي تشرين، يجب عليها المواصلة لأجل تحقيق المطالب الرئيسة التي خرجت من أجلها التظاهرات، وأبرزها محاسبة قتلة المحتجين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة