19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

اليوم حانت محاكمة سكرتارية الحزب الشيوعي بعد فوز حركة إمتداد

اليوم حانت محاكمة سكرتارية الحزب الشيوعي بعد فوز حركة إمتداد

عندما تتشابك الأحداث لانعرف من أين نبدأ بسبب الارتباك في تحديد الأوليات ولكن كي تتضح فكرة الموضوع علينا الاختصار والذهاب مباشرة الى الهدف بعد التطرق اليه.
في سبعينيات القرن الماضي كانت قد أحاطت ملابسات حول رؤية الحزب الشيوعي في الانضمام الى الجبهة الوطنية والتآلف مع حزب البعث حتى أن البعض ذهب الى نسيان الماضي والصفح عن الأخطاء والتسامح عنها وتأكيد حُسن النوايا للبدء بصفحة جديدة ولكن وللأسف كان ماكان وحصل ماحصل وتشرذم بعدها الحزب وهذا لايعني أن الخطأ كان في تلك الخطوة لتشكيل جبهة تضامنية لها أهدافاً وطنية عليا ولكن الخطأ كان يكمن في عدم تشخيص طبيعة الطرف الثاني وغاياته في الالتفاف على الحزب والانقضاض عليه خصوصاً وأن أيام الحرس القومي وشراستها وقسوتها لم تكن بعيدة عن الاذهان وللانصاف نقول أن العنف كان متجذراً في عقول الطرفين وأن الحزب الشيوعي الطامح كان ضالعاً فيه أيضاً حتى لو كان بنسب معينة وهو لايقل عنفاً عن حزب البعث سيما أنه كان يؤمن بجميع الوسائل الكفيلة للوصول الى السلطة بما فيها الانقلابات العسكرية لو أتيحت له الفرصة ولم يكن يفكر يوماً عند الوصول اليها في التداول السلمي لها.
وبعد أحداث 2003 كانت نقاطاً كثيرة ومؤخذات عدة وخطايا متعدده مارسها الحزب الشيوعي حتى وصل السيل الزبي فيها في انتخابات 2018 والتي كان قد سبقها حراك شعبي واحتجاج جماهيري ناقم على الفساد لسلطة الاحزاب المتحكمة والذي كان لايقل تأثيراً وأهمية عن احتجاجات الشعب في تشرين من عام 2019 وكانت فرصة كبيرة للحزب الشيوعي عندما كانت جميع الانظار متجهة اليه وناظرة صوبه وبدلاً من إستغلال هذه الفرصة الثمينة التي لن تتكرر فقد إنزوى الحزب الشيوعي خلف عباءة مقتده والتي كانت ولاتزال تقطر دماً زاكيا من دماء شعبنا البريء والذي لايزال طرياً لم يجف.
إن الجميع يعلم أن جميع المليشيات الغادرة قد إنطلقت من البؤرة والمهد الذي إحتضنها وترعرعت فيه وهي عصابات جيش المهدي وكانت قد سبقتها الافكار المتخلفة التي ساهمت في تغذية الميول الاجرامية لتلك المليشيات بعد أن عززتها الحملة الايمانية الزائفة في زمن النظام السابق عندما إحتضن المعمم محمد صادق الصدر وأطلق يديه في بث سمومه في المجتمع العراق واستطاع بأساليبه الماكرة قلع الاصالة المدنية والحداثة والروح الحضارية من أغلب شرائح المجتمع وإيصاله الى مستنقع التخلف والهاوية.
وقد تشكلت فصائل نظامية اخرى من جيش المهدي بزعامة مقتده وهي مايطلق عليها سرايا السلام فضلاً عن جيش المهدي ورغم تجميده إلا أن مقتده يهدد به مراراً عند الحاجة اليه.
إن سلسلة الجرائم التي إرتكبها مقتده وأوغل فيها ترقى الى أن تكون أكثر من الابادة الجماعية والتصفية البشرية لكل من يخالفه في المذهب والمبدأ والعقيدة وضد كل من يرفض سلطته وهيمنته من أبناء الشعب وهو مستمر في تصفية الاحرار من أجل أن يستعبد باقي الشعب.
إن الخطوة المخزية التي إتخذها الحزب الشيوعي في التآلف مع مقتده في تحالف سائرون لم تفقده العدد المأمول من المقاعد النيابية في تلك الانتخابات إنما أفقدته تأريخه وجماهيره حتى أن الشرفاء من أتباعه وأنصاره ومحبيه قد نبذوا تصرفه واعترضوا عليها وقاطعوا بسببها الانتخابات مما أوجد شرخاً خطيراً في صفوفه يصعب إصلاحه وترميمه ولملمته.
وما يؤكد ماذهبنا اليه هو فوز حركة إمتداد في هذه الانتخابات بالرغم من أنها تشكيلاً جديداً حديث العهد وهي تفتقر الى الكثير من المقومات الحزبية ولهذا فان محاكمة سكرتارية الحزب الشيوعي وعلى رأسهم رائد فهمي ووصيفته جاسم الحلفي السمسار القذر لمقتده المنغولي الارهابي هو واجب وطني تمليه علينا الاعراف السياسية الحرة بعد دوره المخزي في الايقاع بالحزب الشيوعي في أتون الاخفاق والفشل وقاع العار والخزي.