يشهد العراق مرحلة انتخابات مبكرة في تشرين الأول من عام 2021. اذ نجد ان هذه الانتخابات جاءت بناءاً على طلب من الشعب العراقي بعد ثورة عارمة شملت عموم العراق وسط اهداف عديدة. ولعل اهم تلك الأهداف هي المطالبة بالوطن قبل كل شيء. والبحث عن روح التغيير من خلال ترشيح الرجل المناسب في المكان المناسب وذو نزاهة .والابتعاد عن كل المساوئ السابقة .من حيث المحاصصة الطائفية والقومية والفساد السياسي .وشهد العراق حالة من التدهور على جميع الأصعدة من خلال التصدي لكل الأفكار السابقة في نشر الرعب بين صفوف الجماهير العراقية من متظاهري ثورة تشرين الأول من عام 2019 من خلال سلسلة القتل والتعذيب ولايزال دماء الشهداء في ساحات التظاهر سواء كانت في ساحة التحرير في بغداد .او في ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار .اضافة الى العديد من المحافظات الأخرى .و تم تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي والتي جاءت بعد العديد من التضحيات و تم تشكيل أسس استراتيجية جديدة .من بعد عدة اختلافات في الرؤى السياسية وتعدد الأهداف .و تمت الدعوة على اجراء انتخابات مبكرة .و التي تأجلت اكثر من مرة .حيث كان من المزمع اجراؤها في حزيران 2021 .وتم اختيار موعد العاشر من شهر تشرين الأول 2021 .ومن الجدير بالذكر عملت الحكومة العراقية والمتمثلة برئيس مجلس الوزراء السيد (مصطفى الكاظمي)على تغيير بعض الأوجه الفاسدة في القوى السياسية. وطرح الورقة البيضاء .ولكن مع شديد الأسف تجدها حكومة مقيدة في طرح كل البرامج الإصلاحية من خلال سيطر الأحزاب في عملية صنع القرار .
ورغم ذلك التحدي نجدها فتحت أبواب على العراق من جديد .من خلال فتح أبواب الحوار على المستوى العربي .ولعل مؤتمر القمة العربية في بغداد والذي فتح باب الحوار بين الدول العربية والإقليمية اكبر دليل على ذلك .اذ نجد تقارب الرؤى والأفكار بين هذه الدول و لاسيما الحوار بين السعودية وايران .ومحاولة تقارب الأفكار بينها بعد صراع دام عدة سنين .اضافة الى تشكيل تحالف ثلاثي بين كل من العراق والأردن ومصر مع توقيع اتفاقيات بين تلك الدول وهي بالتالي تصب في مصلحة العراق .اما على المستوى العالمي فقد نجحت الحكومة العراقية على فتح باب الحوار الاستراتيجي بين العراق وامريكا و حل ازمة الصراع بين أمريكا وايران من خلال التوسط في حل بعض النزاعات بين الدولتين .بالمقابل نجد رغم كل ذلك واجهت الحكومة العراقية العديد من ملفات الفساد من خلال انتشار السلاح المنفلت في عموم العراق .والتصفيات المستمرة من حالات القتل والخطف من هنا وهناك و الفوضى المستمرة في العراق .وبعد كل ذلك نرى اليوم التصويت على قانون الانتخابات العراقية يعمل على عدة أسس جديدة منها استخدام البطاقات البايومترية .والتي تحد من نشر التزوير الانتخابي في نتائج الانتخابات .اضافة الى نشر الدوائر المتعددة في عموم المحافظات العراقية .اضافة الى دعم الأمم المتحدة في مراقبة الانتخابات العراقية ومنظمة الاتحاد الأوروبي على اجراء الانتخابات في العراق مع عدم التلاعب بنتائج الانتخابات. ولكن نجد ومع شديد الأسف ان بعض القوى السياسية باتت على تجاهل تلك القوانين والعمل على خلط الأوراق من خلال التلاعب بتلك المبادئ ولعل اهما هي استخدام المال السياسي في اقناع العديد من ضعاف النفوس لصالح المصالح الشخصية على حساب الاخرين .اضافة الى التلاعب بالبطائق الانتخابية من سرقة تلك البطاقات من المراكز الانتخابية .رغم كشف البعض من السراق .وترشيح نفس القوى السياسية من الأحزاب تحت مشاريع وبرامج انتخابية واهية .
وهنا ترد عدة تساؤلات على اذهان العراقيين الذين وصلوا الى حالة من اليأس من جراء المعاناة التي مرَ بها الشعب العراقي .اين هي يا ترى مبادئ التغير التي طالبَ به الشعب العراقي؟ وما يجدر النظر في الانتخابات الجديدة هي تقاسم السلطات الثلاث قبل اجراء الانتخابات. ترى اين نحن من نشر الحس الوطني. بعيداً عن المصلحة العامة هذا من جانب. ومن جانب اخر نرى هناك عالم ما وراء الكواليس في تقاسم الكعكة السياسية على أساس المصالح الخاصة خلافاً للمصالح العامة. وتعدد الآراء في عموم العراق. هنا نمضي في كل مرة بعبارة متكررة (الى متى يابلادي؟) في غضون وجود ملفات وقوانين معطلة الى حد الان. ووعود مؤجلة الى اشعار اخر. وختاماً نتمنى من الشعب العراقي ان يعملوا على انتخاب أناس بعيدين كل البعد عن المصالح الشخصية.
وفصل الدين عن السياسة. ونجد خطاب السيد علي السيستاني في الدعوة الى بناء الدولة المدينة ورفع شعارات من أهمها (المجرب لا يجرب). فمتى نكون احراراً في التفكير المنطقي لرفع اسم العراق عالياً بين الامم والشعوب؟ فكفانا ضحكاً على الذقون في التلاعب بمصير العراقيين. ويجب اتخاذ الخطوات الصارمة في التأكيد على خروج كافة الشعب لمنع الحالات التي تجنب التزوير مع انتخاب اشخاص ذو كفاءة عالية بعيداً عن الأحزاب. والارتقاء بمستوى افضل من الدورات السابقة. كما حدث في انتخابات 2018 .ونحن ننادي وبقلب واحد لبيك يا عراق .