ابتداءاً اقول ان انتخابات تشرين هي لا مصيرية ولا حاسمة وسوف لن تغير من اوضاع البلد شيئاً ولا من شكل المنطقة و من يقول ان الفوضى والذهاب الى المجهول هي البديل ان لم تجري الانتخابات فهو كاذب و يريد استغفال العراقيين والضحك على عقولهم مجددًا ورغبة منه في حثهم وتشجيعهم على الذهاب الى صناديق الاقتراع نتيجة اعتراضهم وانعدام ثقتهم في هكذا نظام ديمقراطي وهكذا عملية سياسية وهكذا شخوص نقطة راس سطر.
فلنتفق جميعا ان النظام الدمقراطي هو الاختيار السياسي الامثل لحكم العراق وان صناديق الانتخاب هي الحل الاسلم لتداول السلطة سلمياً كل اربع سنوات وان الناخب له حقوق وعليه واجبات وان السلطة مسؤولة مسؤولية تامة عن توفير الامن والخدمات وفرص العمل والتعليم والعلاج والسكن اللائق والعيش الكريم للمواطن العراقي، وهذا عمل ودأب كل الانظمة الديمقراطية في العالم اجمع.
في العراق فشل نظامنا الديمقراطي الذي اتبعناه للفترة الماضية وفشلت العملية السياسية فلمتحقق المطلوب لا للعراق كدولة وسيادة ولا للشعب العراقي الغارق في مستنقع الفقر والعوز والمعاناة والاسباب كثيرة منها عوامل دا خلية واخرى خارجية القت بظلالها على الواقع العراقي الجديد بعد عام ٢٠٠٣.
باختصار العوامل الداخلية هي وجود اكثر من ٢٠٠ الى ٣٥٠ حزب (( احزاب العشرة بالف )) ويقود هذه الاحزاب انتهازيين ولصوص لا يملكون الخبرة الادارية اللازمة ولا الدراية الكافية لقيادة دولة ووزارات ومؤسسات بحجم جمهورية العراق ووزاراتها ومؤسساتها وثانياً السبب الاخلاقي المتمثل في فساد هؤلاء وانعدام القيم الاخلاقية والوطنية لديهم وهذا ما تجلى بوضوح في لصوصيتهم المفرطة وسرقاتهم الجنونية طيلة فترة توليهم المسؤولية وهذا ان دل على شيء فانما يدل على قصور في تربيتهم الاسرية والعائلية والعشائرية لانه ولاول مرة في تاريخ العراق كدولة والممتد على اكثر من مائة عام يشهد العراق تصدي هكذا نوعية من الرجال للمسؤوليات والمناصب حيث افرغوا هذه المهمات الوطنية من مضمونها العظيم واصبحت باباً للصوصية والفساد وخيانة لشرف المهنة لذلك فقد المواطن العراقي الثقة في هكذا نظام ديمقراطي وعملية سياسية وساسة لصوص وخونة ومرتزقة بل وذيول وتابعين و ((قتلة )) ايضاً وما دماء شهداء ثورة تشرين الا دليل ماثل امامنا على ساديتهم ووحشيتهم.
اما العوامل الخارجية فهي غباء وتخبط السياسة الامريكية وغباء السياسي الاميركي وتخبطه وورطته في العراق وثانيهما وقاحة النظام الايراني في التدخل الفض لشؤون دولة جارة تمر بظروف صعبة ومعقدة وغير طبيعية. اذن ما الفائدة من الانتخابات والاقتراع والتصويت وكل هذه التكاليف اذا كانت الرئاسات الثلاث لا تتم ولا تعلن الا بموافقة طهران ومباركة ولاية الفقيه الايرانية.
ايها المرجع السيستاني تذكر انك مسؤول امام الله وستحاسب على كل فتوى صدرت منك وعلى كل اشارة او بيان وكل توجه كان داعمًا لهكذا عملية سياسية فاشلة و ساسة فاشلين وسراق وكان عليك التفكير مليا في اصدار هكذا بيان لان الاحزاب هي الاحزاب والشخوص هي الشخوص والاساليب هي الاساليب والمال السياسي ما يزال يلعب لعبته القذرة في التاثير على العملية الانتخابية فما الذي استندت عليه من اسس لتنصح المواطن بالذهاب الى الانتخابات والتصويت لمن ؟ فالاسماء الفاسدة المجربة (( باستثناء الاسماء المرشحة الجديدة على العملية الانتخابية )) هي من تسيطر على الساحة السياسية وما تقوله عن عملية تدقيق سير المرشحين وانتخاب النزيه فهذا لعلمي مما يصعب حدوثه راهنا للاسباب اعلاه وان ما يشاع عن ان الانتخابات ستسفر عن تغيير حقيقي فهو تصور كاذب وصراحة لا توجد مؤشرات حقيقية تدل على حصول تغيير بعد الانتخابات في الوضع العراقي وان البيان الذي اصدرته هو يعد بمثابة حبل النجاة لهؤلاء الفاسدين والفاشلين والقتلة.
لا خيار ولا مناص ولا حل سوى الذهاب الى الوصاية الدولية وتدويل القضية العراقية لان البلد فاقد للسيادة ويعاني من الانتهاكات المتكررة لسيادته والتدخل في شؤونه الداخلية وبالخصوص من دول الجوار وكذلك الظلم والحيف الذي يعاني منه الشعب العراقي متمثلا بسرقة امواله وانعدام امنه والتجاوز على حقوقه الانسانية المشروعة والتي كفلتها القوانين والانظمة الدولية.