اقليم كردستان العراق متحصل على الحكم الذاتي لأكثر من اربعة عقود, بالتأكيد يتمتع بجزء من ثروات الاقليم الغني بالنفط والمعادن الاخرى,بعيد الاطاحة بالنظام اصبح حكام الاقليم, يتصرفون وكأنهم دولة مستقلة ,يقيمون علاقات تجارية مع تركيا المجاورة, يبيعون ما تيسر لهم من النفط عن طريقها.
ربما وجود بعض معتنقي اليهودية من العراقيين بالإقليم سهّل انعقاد “مؤتمر السلام والاسترداد”، مؤخرا بأربيل عاصمة اقليم كردستان وشاركت فيه شخصيات عراقية من مختلف الطوائف والمذاهب والاعراق، ظاهرها دعوة للحوار بين الأديان والسلام ونبذ الإرهاب والتطرف, وباطنها التطبيع مع العدو المغتصب لفلسطين. اكد بعض الحضور انهم استغفلوا وزج بهم في المؤتمر, وجود العلم الصهيوني بقاعة المؤتمر كشف المستور.
الجهة المنظمة للمؤتمر, تبنت الدعوة للتطبيع, “. ونقلت بعض المصادر أن المؤتمر تضمّن مداخلة عبر الدائرة الإلكترونية من شخصيات إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأخرى من الولايات المتحدة.
جاء في البيان الختامي للمؤتمر: “نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات إبراهيم (أبراهام)”. اي اقامة علاقات مع “اسرائيل”, وتابع البيان: فنحن أيضاً نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل، وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار من الولايات المتحدة.
العراق الرسمي يجرم التطبيع مع كيان العدو, لقد سبب المؤتمر الاحراج للسلطات العراقية, فأعلنوا تبرؤهم من نتائجه, واصدر مجلس القضاء الاعلى في العراق مذكرات القاء القبض بحق بعض المشاركين بالمؤتمر.
توحدت السلطات الثلاث في البلاد في التنديد بالمؤتمر والمؤتمرين, كما ان هناك اجماع سياسي من ممثلي العشائر برفض المؤتمر وتأكيد موقف العراق الثابت من الاحتلال وحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مثيره وقيام دولته المستقلة.
بالتأكيد لا نحمل اخوتنا الاكراد المسؤولية الكاملة عن ما حدث,ولكننا نلومهم على عقد مثل هذا المؤتمر بين ظهرانيهم,الحضور من كل اطياف الشعب العراقي, وهؤلاء يهرولون لأجل التطبيع ,شجعهم في ذلك بلدان عربية اعلنت وعلى الملأ التطبيع مع كيان العدو, البداية كانت مع ذهاب السادات الى الكنيست واستجداء الصهاينة ترجيع سيناء, شاهدنا القبلات والاحضان وتسيير الرحلات الجوية والزيارات الثقافية, أمريكا اجبرت البعض على ذلك, بينما نجد اخرين يلمعون صورة المحتل. لينالوا رضاه ويحققون مصالحهم الشخصية.
التطبيع المجاني مع العدو جعله يستخدم اقصى واقسى اساليب العنف ضد الفلسطينيين, الألاف بالسجون مئات المبعدين بالداخل, ملايين الفلسطينيين بالشتات ينتظرون العودة الى ديارهم, قضم معظم اراضي الضفة الغربية واحدث بها مستوطنات كالفسيفساء يصعب معها اقامة دولتين كما نصت قرارات الامة المتحدة.
نتمنى الا يكون اخوتنا الاكراد الجسر الذي يعبر عليه الصهاينة الى العراق, الفضاء العربي (الثقافة العربية)بكل مكوناته العرقية مطالب بان يكون جسما واحدا, فالأعداء يسعون وبكل ما اوتوا من قوة على احداث الفرقة بين مكوناته وتفتيته, لقد عاش العرب والاقليات المتداخلة جغرافيا حياة كانت مثالا للاحترام المتبادل, مصير مشترك واحد, فالدين لله والارض للجميع. فالجماعة التي تترك محيطها بداعي الحرية سوف يصبح عرضة للافتراس. قال احدهم: يوما ما ستكون الامور بخير, سننظر الى ماضينا ونشعر بالفخر لأننا لم نستسلم, ولم نبع بعضنا.