عطاشى يا أمة تُقتل بالماء وتتقاتل على الماء , وترفع رايات عطاشى , والناس ستحلم بالماء , الذي إذا ذهب , ذهبت الحياة , “وجعلنا من الماء كل شيئ حيا” , فمانع الماء عدو الحياة.
أمة دولها المتجاورة تسرق من بعضها الماء , وتحرم بعضها من الماء , وتدين بذات الدين , لكنها لا ترحم أخاها بالدين , وتمنع عنه الماء.
أية أمة هذه؟
وبأي دين تدين؟
فالدين لا دين بل مصلحة , وأنانية موغلة في متاهات أنا!!
الماء…الماء…لكن القوي يتأسد , ويرى من حقه الإستيلاء على حقوق غيره , لأنه القوي , والآخر تابع منوَّم بالأضاليل المسوَّقة , والأقاويل الرنانة المدججة بالعواطف والمشاعر الزقومية الحمقاء , التي تبلد العقول وتستثير الإنفعالات السلبية العمياء الهوجاء.
وبهذا يغنمون الماء , والمرَّكعون ينوحون ويتباكون على الماء , ويرددون مواويل عطاشى!!
يحرمونهم من الماء , ويغنموهم بالدجل والبهتان , وهم صاغرين!!
فكيف بربك يسرقون ماء العباد , ويجففون تراب البلاد , ويحرمون الزرع والضرع والبشر والطير من حقه في الماء؟
أية شريعة , وأي جيرةٍ هذه؟
فهل هي تأويل جديد لحق الجار على الجار؟!!
الوطن تحت رحمة جيرانه المسلمين , الذين يحرمونه من حقه في مياه النهرين , ويغيّرون مجاري أنهار أخرى , لتكون لهم وحدهم , فالماء ماؤهم , والحياة لهم , والمواطن عليه أن يتضوّر من الحرمان من الماء , فهذا قدره وشرع السماء الذي يجب أن ينفذه بنفس راضية , وأن يخنع ويخضع , ويقول الحمد لله والشكر على نعمة العطش!!
فهل من جار يعرف الرؤوف الرحيم؟!!