26 نوفمبر، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

العراق و الكوارث

بالامس القريب اوالاسبوع الفائت تحديدا تساقطت امطار غزيرة تسببت في تشكل  فيضانات وسيول عارمة في العديد من مدن  شرق العراق ولا تزال، وكذلك جرفت السيول القادمة من  دول الجوار البيوت الطينية والمزروعات في  القرى والقصبات المتاخمة للمناطق الحدودية (و كأن ما  اصبنا منها لا تكفي) اللهم لطفك وعفوك نرجوا،  واليك نبتهل ان ترأف بعبادك المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.
 واول امس  وامس ايضاً واليوم كذلك حسب مواقع  اخبارية عديدة ، وتداولها الناس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى   ضربت هزات قوية  مدن عراقيةعديدة فاقت بقوتها (5,3 )درجة على مقياس ريختر المؤلف من( 9 ) درجات

 جاءت هذه الهزات بعد موجة الامطار الغزيرة وتشكليلها للفيضانات العارمة التى لا قبل لمدن العراق بها ولا زالت اكثر المناطق المنكوبة غرقانة  بالاوحال والمياه الاسنة من طفح مجاري  وقاذورات وأزبال  ملأت الشوارع والازقة والمنازل و المحلات التجارية  ووسط كل هذه المعانات، استغل المجرمون في المنظمات الارهابية  إنشغال الناس المساكين بأنقاذ انفسهم واطفالهم  و ما يمكن  انقاذه من ممتلكاتهم، وانشغال المسؤولين بإلصاق المسؤولية والتهم  بالذين هم ادنى منهم في المراتب الوظيفية  استغلوها فرصة لاستباحة دم هؤلاء المساكين في العديد من مدن وقصبات العراق ، واصبحت الاشلاء تتطاير هنا وهناك ،   ولا حول و لا قوة لحكومات العراق المركزية والمحلية  المشلولة،  وهذه الاخيرة ترمي بجل المسؤولية على حكومة المركز، وحكومة المركز الموقرة  وعلى لسان من يجلس على قمة الهرم الحكومى  السيد رئس مجلس الوزراء الاستاذ نوري كامل المالكى ( حفظه الله ورعاه) يرمى بالمسؤلية على الوزراء والمسؤولين ، ويقول انهم زعلانين من بعضهم البعض ومتخاصمين لذلك انسدت المجاري وطفحت وغرقت الشوارع، والبيوت تهدمت والناس تشردت وغرقت في الاوحال.( ويدعوا العراقيين لمصالحة هولاء على بعضهم البعض ؟!!!) لانه وحده لا يستطيع واليد الواحدة لا تصفق كما يقول المثل الدارج !!!
ووسط هذه الاتهامات المتبادلة بين هذا الفريق وذاك لا زال الناس بدون مأوى يلجأون له لعدم  الاحتياط للطوارىء لمثل هكذا ظروف ،  ومنظرهم وهم يفترشًون العراء في هذا الجو البائس من برد ومطر   وفقدان كل شىء حتى اغلبهم لم يحصل على  ولا خيمة بالية تقيه وعياله من هذه الاجواء الشتائية  التى تمر بهم.
وكل المسؤولين  من محليين أو مركزيين يتنصلون من ما هم مسؤولون عنها بحكم مواقعهم الوظيفية، و لانهم تبوأوا تلك المناصب في غير اوقات الفيضانات والهزات وغيرها من الازمات !!!؟ لذا ليست هذه من مسؤولياتهم  في مساعدة الناس و تخليصهم من عواقب هذه الفياضانات  وما خلفتها الهزات  او ما  ستخلفه الهزات   القادمة لا سامح الله !!؟.
و هذه اصبحت أنصع شهادة على فساد الحكومات ومن يديرها، الذين لا يفعلون  شيئاً سوى اطلاق تصريحات  هنا وهناك  ، هذه التصريحات التي  تؤخر الحلول المطلوبة  بدل تسريعها بالتكاتف والتعاون مع ابناء المناطق المنكوبة ، واصبح هؤلاءالمسؤولين  كما نحن الضحايا  نتابع اخبار هذه الكوارث عبر محطات التلفزة ، وإستسلمنا لليأس  وسلمنا أمرنا للخالق الذي لا ينسى عباده.
 كأ ن هذه الهزات جاءت لتكمل المعانات !!!!، وكأن مايعانيه اهل البلدمن الفيضانات العارمة  والا رهاب بانواعه ومفخخات وعبوات ناسفة واخرى موقوتة واحزمة ناسفة وانتحاريين ، و  طائفية ومناطقية وعنصرية بغيضة و و والخ، وغيرها من المصطلحات الجديدة على العراقيين  التى لم يسمع بها احد الا في السنين الاخيرة وانتشرت في كل المحيط الجغرافي القريب والبعيد، جلبها معه العم سام مع الفساد بكل انواعه الذى عشعش في كل الدوائر و المؤسسات  وحتى في امخاخ المسؤولين دون استثناء،  وتعلمها العراقيون منهم بكل حرفية لانهم اساتذة في تعلم التخريب ، تخريب كل شىء حتى النفوس والقلوب والقتل الممنهج  بعضنا للبعض الاخر ولا داعي لارسالهم في دورات الى الخارج  لتعلمها، عكس مهارات البناء والتنمية التى تتطلب تلك الدورات ويتزاحمون للفوز بأحداها بل يتقاتلون عليها ،
ضربت هذه  الهزات معظم مناطق شرق العراق السليمانية  وديالى  والكوت وما حولها ، وكذلك بغداد وكركوك  ولا زالت هذه  الهزات الارتدادية مستمرة و  يشعر بها السكان  في تلك المناطق وغيرها من  المناطق الشرقية  على الحدود مع ايران.
و يقول العارفون  بالانواء الجوية وخبراء الزلازل انها هزات تاتي  قبل الهزة القوية
كما صرحوابها امام كاميرات التلفزيون في اكثر من مناسبة  ( الله يستر عباده ).
العراقيون الذين لم يحسبوا حسابهم لهكذا كوارث ، ونستطيع ان نقول وبكل ثقة انه لا يوجد بناء واحد في العراق وحتى مبنى البرلمان او مجلس الوزراء او القصر الجمهوري بني بطريقة يمكن وصفها بأنها مطابقة لمواصفات مقاومة الزلازل والهزات الارضية التى كثرت في السنوات
الاخيرة والتى اصبحت حتى دول المنطقة تأخذها في الحسبان عند كل بناء جديد. 
اسباب عديدة معروفة وغير معروفة تتسبب بحدوث الزلازل والهزات الارضية ،قد يكون بسبب الحروب الكثيرة التى مرت على البلد وزلزلت الارض او بسبب الامطار وما تبعتها من فيضانات عارمة  التى كثرت ايضاً في السنين الاخيرة وغطت مساحات شاسعة من المناطق   فأغلقت منافذ تنفس الارض وتهويتها،  او بسبب استخراج النفط  والغاز من  باطن الارض ،مما جعله اجوف متخلخل،  واقل هزة مهما كانت ضعيفة في قوتها  تصبح شديدة وعنيفة  في  تلك المناطق ويكون حجم الدمار هناك اكبر من غيرها من المناطق.
 والله يسبب الاسباب ويسخرها لمشيئته،  قد يكون غضب الله على عباده الذين نسوا في خضم حياتهم ،ان لهم رباً يجب عليهم طاعته والامتثال لأوامره وفروضه والابتعاد عن نواهيه،وخاصة  المسؤولين الكبارالذين يشغلون المناصب المهمة ، التى هى امانة في اعناقهم وهم مسؤولون امام الله وامام
عباده ، الذين اوصلوهم الى تلك المراتب وتوسموا فيهم الخير الكثير، ولكن خاب املهم فيهم  بعد ان كشّٓفت النوازل معدنهم الرخيص ونفوسهم  وقلوبهم المريضة بداء
اللامبالات للاخرين ولا هم لهم غير انفسهم .يكون الله في عون العبد  ما كان العبد في عون اخيه .
اللهم إرأف بعبادك .
[email protected]

أحدث المقالات