قرأت ذات مرة عن ذلك الحاكم الذي استدعى ثلاثة من المشايخ، سألهم بحضور مساعده عن حكم الشرع في تزوير الانتخابات، فأجابه الأول بأنه من المعذورات إذا كان بطلبٍ من المخابرات، فيما قال الثاني: حتى نَمنعَ نجاحَ الزنديق يجوزُ أن نلعب في الصناديق، أما الشيخ الثالث فقال: التزوير حرامٌ وغشٌ وفساد ….
انْفَضَّ المجلسُ، فالتفت الحاكمُ إلى مساعده وقال له: اكتب، لقد عيَّنَّا الشيخَ الأول قاضي القضاة، فهو كذابٌ ويعلم أنه كذاب، وهذا النوع مطلوب.. كذلك نعيّن الثاني إماماً للمسجد الكبير في العاصمة، فهو محتالٌ ويعلم أنه محتال، وهذا النوع مرغوب… أما الشيخ الثالث فنسحب منه رخصة الخطابة لأنه صادق ويعلم أنه صادق، وهذا النوع مشطوب.
ثم سأل الحاكمُ مُساعِدَه: وأنت؟ ما رأيك في جواز تزوير الانتخابات؟؟
فأجابه بصوت مجروح: أيُفتي من مثلي لمن هو مثلكم! فضحك الحاكم وقال: أما أنت يا عزيزي فمنافق، وهذا النوع محبوب…
على الرغم من الصعب التكهن الدقيق نسبياً بنتيجة الانتخابات المقبلة بسبب المتغيرات الكثيرة والكبيرة بخصوصها التي لم تُختبر في الواقع، لكن من الواضح ان بعضهم مطمئن معتمدا على طريقة التزوير الجديدة التي لا يعرفها الا من يرتكز على هذه الدولة او تلك فكليهما قد حسم امر سياسييه عبر طريقة التزوير الاكثر سهولة ، واعتقد ان هذه الانتخابات ستكون بمثابة اخر مسمار على نعش العراق بعد ان تزعزع الثقة بشكلا اوسع بين المواطن والحكومة و يكتشف المواطن الية التزوير التي اتبعت بهذه الانتخابات .