الأعمال من المفروض أن تكون متواصلة , ووفقا لدراسات هندسية معاصرة , وتنفذها شركات ذات خبرة ومعرفة ببناء شبكات المجاري والصرف الصحي.
وفي الدنيا بلغت هذه المهارات ذروتها , والتقدنيات أوجها لتأمين تصريف المياه في المدن الصغيرة والكبيرة , التي تضم عشرات الآلاف من البنايات العملاقة , كعواصم الدول الكبرى , التي فيها منظومات التصريف الصحي والمياه في غاية التطور والإتقان.
وتجدنا في مدينة سامراء , نتعامل مع الموضوع بأساليب بدائية , تتسبب بعرقلة حياة المواطنين وتدمير الشوارع والأرصفة , وعدم القدرة على التنفيذ السريع والإنجاز الصحيح المرهون بمواقيت محددة , وإنما على إيقاع “هزي تمر يا نخلة” و ” جيب ليل وخذ عتابة”!!
فهل آليات تنفيذ مشاريع المجاري فيها مقصودة؟
وهل القائمين على المدينة يتهاونون في تأهيل بنيتها التحتية؟
وهل بعض القوى الإقليمية لها أطماع وغايات في عرقلة حياة أبنائها؟
فجهلة التأريخ يتوهمون أن تضييق الخناق على المواطنين في أية مدينة , سيساعدهم على تحقيق أحلامهم المريضة , ومطامعهم المدججة بالأضاليل.
ويتناسون أن المدن الحضارية قد تنحني لكنها لن تنكسر , ولديها مطاوعة وقدرة مطلقة على المقاومة , والثبات والصمود بوجه الأعاصير العدوانية , التي حتما ستزول وتغيب في معاقل الزمن البعيد.
والمدن العريقة تتعرض لهجمات وصولات وحصارات وموجات عدوان سافرة , لكنها تبقى وتدوم وينجلي عنها غبار العواصف البهتانية النكراء.
فلماذا لا تعتمد المعايير المعاصرة المتعارف عليها في إنجاز مشاريع المجاري وتصريف المياه ؟
ولماذا لا تتولى الشأن شركات ذات خبرة ومهارة عالمية؟
أم أن الموضوع يُراد له أن يكون كمشروع ” المستشفى الألماني” الذي ينتظر التنفيذ منذ ما يقرب من عقدين أو يزيد؟
فماذا يجري في مدينة حضارية تأريخية ذات وجود عالمي وقيمة إنسانية؟
هل أنها إرادة الضالين المُضللين المحشوين بالبهتان السقيم؟
إن المدينة ستبقى بملامحها “السرَّ مَنْ رائية” رغم كيد الكائدين.
وإن أبناءها الغيارى سيصنعون مجدها السامق المنير!!