19 ديسمبر، 2024 12:43 ص

لم لا تتساءلون لماذا أهل الكفاءة في المهجر يعملون؟

لم لا تتساءلون لماذا أهل الكفاءة في المهجر يعملون؟

يعد العراق سابقا دولة جاذبة للكفاءات ، وكنا نرى بأم أعيننا مدى الاهتمام الذي تعيره السلطات لصاحب الكفاءة العلمية الاجنبية والوطنية ، الأمر الذي كان وراء التقدم العلمي والتربوي الذي كان عليه البلد رغم حماقة النظام السابق، ولاعوام متأخرة كان النظام التربوي والصحي والتعليم العالي نموذجا مقبولا في الشرق الأوسط وكانت كلية طب بغداد او كلية الاقتصاد من الكليات المنافسة ، وكانت مستشفيات البلد كثيرا ما كان يقاس بها عمل الغير، وفي الثمانينات كان الطبيب العراقي وأنا شاهدت بأم عيني يملأ الأكاديميات الطبية البريطانية والعيادات الاستشارية فيها، واليوم وبفضل دعاة السعي بالحصول على الشهادة حتى وان كانت مزورة وبفضل التعادل خارج نظام التعليم العالي للشهادات أصبحنا نعترف بالشهادة المزورة والدرجة العلمية المبتكرة ، سواءا أكانت مستوردة او منتجة محليا ، قابلنا ذلك ولأسباب معروفة أبعاد الكفاءات الوطنية ودفعها الى دول المهجر ، وهم يقدمون المثل تلو الآخر بالمكانة العلمية والقدرة الإدارية في الإبداع ،

ولكم يا قادة العملية السياسية في المدرسة العراقية التي تعمل في احدى مدارس اربد الأردنية السييدة نعيمة الحناوي مثلا صارخا على طردكم المتمعد للكفاءات والتي حازت على جائزة المعلم العالمي ، والتي تمنحها المؤسسة العالمية لأكثر المعلمين المتمييزين ، والتي هي من قبل ذلك ايضا حازت على جائزة الأميرة رانيا العبد الله عام 2017 ، لجهودها المتميزة في عالم التربية والتعليم ، وهي خريجة كلية التربية ابن الهيثم جامعة بغداد . ولكم مثلا ايضا بما معروف للجميع من أن بريطانيا لوحدها تحتضن أكثر من ستة آلاف طبيب عراقي ، يقابلهم مئات الالاف من الأميين والجهلة الذين يملأون دوائر الدولة ويقودونها يوميا من هاوية الى أخرى ومن فساد الى تضاد مع مصالح الناس وسيظل العراق طاردا للكفاءات اذا لم تقفوا يوما امام انفسكم توجهون لها السؤال المشروع ،، لماذا اهل الكفاءة يخدمون في بلاد الله دون بلادهم ، والحلبم تكفبه الاشارة….