يبدو ان الامرلا خلاص منه ، وان تبقى ناسنا تعاني من تناحرالفرقاء مما سبب لهم شظف العيش والعوز الاجتماعي رغم غنى بلدهم ، وبخاصة في مناطق الجنوب بتواطوء مختلف تجمع الكتل والقوى والتيارات الفاسدة التي تدير العملية السياسية .
أُمِلنا انعاش البلاد عن ما يعانيه بالخروج من ظواهر سياسية واقتصادية ومجتمعية سلبية عكست صورة الوضع العام وأن يهدأ وناسه تنام بملء جفونها ، وبعد مرور 18عام يأس الجميع من اي حكومة مرت بأشكالها وأدوارها المتعددة نشطت في خلق التعقيدات واستفحال المشاكل بدلا من حلها فلجأ المواطن للتمني والانتظار ، وبممارساتها وسياساتها المتخبطة البلد يتجه نحو الضياع في كثير من المساحات ، واكملت مشهد واقع قاس امتد ظلاله من حكم فردي قسري التي كنا نأمل ازاحته ببدل طبقة حكم تعددي عبر ثلاثية الشيعة والسنة والكرد وما تضمه من طوائف واقليات آخرى بقى في صورته المؤلمة لوقتنا الحالي .
ما واصلته الاغلبية المتعثرة في طوفان حروب ومنازعات اكسبتها احداث لا نهاية لها في افقارالناس وموتهم البطيء ، ولا امل في نهاياتها لعهد اقتصادي جديد ، توغل فساده في كل مؤسسات الدولة والسطوعلى المال العام فتبخر هذا الامل وذهبت آهات وأمنيات الرأي العام ادراج الرياح ، فقط كردستان منافذه مفتوحة وغير خاضة وارداتها للحكومة المركزية وتتحكم بسلطة غير مقيدة بانعاش اقتصاد الاقليم ليبقى البلد يعاني من ازمات ومعانات مؤيدة ومعدة من دول الخليج والسعودية وامريكا والكيان الصهيوني ومباركة سلطات الاقليم المتناحرة على ادارته في الاستحواذ على المال والمواقع وابتزاز المركز.
بتاريخ هذا الوطن الطويل لم تصل الامور الى ان يساء اليه والى رموزه من شلة تتخذ من الاقليم والاردن مكانا آمناً بباب مفتوح ونهايات سائبة صنعته المصالح الشخصية وما افرزته سياسات منفلته لاحزاب وقوى وتجمعات هدمت الصورة الجميلة التي رسمت لقيام حكم ديمقراطي تعددي يصهر الجميع في بوتقة الالفة والتقارب بين طوئفه .
هيبة الدولة تتآكل من امراض اجتماعية صنعتها ادوات محلية اغتالت مفهوم الشراكة في جهل متوارث لحروب عبثية وأصوات نشاز استغلت ثغرات تهجير ما قام به داعش والوهابية وجعلته سلاحا تحارب به مفهوم الدولة الحديثة التي ولدت بعد 2003 نيسان ، واخرى خارجية ناهضة بالتحريض والانتحاريين اصطفتا معا وراء جدار نيران الطائفية والارهاب ، لتعيق وتأخر التحولات المنشودة من التغيير.
ضاعت سنين العمرلوطن تعاسته طويلة في تسلسل مراحله بين مرض وفقر وحروب لم يجنى منها شيء وانما ضريبة الدم والفاقة والارامل والايتام هي الثمرة المرة المتحققة .
التنوع الحضاري والديني والقومي يدعونا ويفرض علينا ان نلتقي ونتعايش لننتقل الى مستقبل واعد افضل ، وهي أمنية كل المجتمع لمواصلة السير في هذا الطريق المستقيم للبناء لنا ولأجيالنا القادمة.