خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
قالت “لؤلؤة الخاطر”، مساعد وزير الخارجية القطري، في حوار إلى وكالة الأنباء الفرنسية: “لسنا مخطئين. لقد كان لقطر رسالة. ونحن نلعب دور تيسيري”. بعد ذلك احتلت “قطر” مركز الاهتمام العالمي في أعقاب سقوط “كابول”، باعبتارها أكبر من نفذ عملية الإجلاء الجوي للجنسيات الأجنبية والأفغانية من داخل “أفغانستان”.
وكانت “الخاطري” تشرف بنفسها على هذه العمليات، بل رحبت شخصيًا ببعض اللاجئين. وأثنى “آنطوني بلينكن”، وزير الخارجية الأميركي، في زيارة رسمية إلى “الدوحة”، على الشيخ “تميم بن حمد آل ثان”، أمير قطر، علمًا أن هذه الزيارة أسدلت الستار على أسبوع من الصراع الدبلوماسي على الساحة الدولية.
ورغم التحديات اللوجيستية في “أفغانستان”، أضافت مساعد وزير الخارجية القطري: “نأمل في استئناف جهود المساعدات إلى أفغانستان، لكن دون أن تستغل الوكالات الدولية هذه المساعدات سياسيًا. عليهم التركيز على المساعدات الإنسانية والتنمية”. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
“باكستان” وآلاف الاتهامات !
عقد وزراء خارجية دول الجوار الأفغاني: (إيران، والصين، وباكستان، وأزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان)، اجتماعًا افتراضيًا لمناقشة التطورات الأفغانية.
ورغم إعلان الحكومة الباكستانية العمل لتناى بنفسها عن الأحداث الأفغانية، لكن ما جري في “بنجشير”؛ بالتوازي مع زيارة أعلى مسؤول استخباراتي باكستاني؛ يُزيد الضغوط.
وكتبت صحيفة (ديلي بايونر) الهندية: “زود الجيش الباكستاني حركة (طالبان) بعدد: 03 ملاح جوي و04 مقاتلات طراز (G.F-7) للمساعدة في قصف نواة المقاومة الشعبية الأفغانية، في (بنجشير)، وقد نفذت هذه الطائرات قرابة: 20 حملة جوية”.
لكن السفير الباكستاني في “روسيا” نفى كل هذه الإدعاءات. وفي هذه الأثناء أصدرت حركة (طالبان) تصريحًا عجيبًا، وأنها لن تسمح لأي دولة، بما فيها “باكستان”، بالتدخل في الشأن السياسي الأفغاني.
“الدوحة-إسلام آباد”.. وسطاء أم متهمون ؟
للإجابة على سؤال بشأن تعريف الدور القطري والباكستاني في “أفغانستان”، يقول “محسن جليلوند”، خبير الشأن الدولي: “في البداية؛ يجب أن نطرح السؤال الأهم وهو لماذا لا تبدي الولايات المتحدة استعدادًا للخروج من أفغانستان ؟.. لكن لو نتعامل مع القضية من منظور إستراتيجي، فالموضوع يتجاوز قطر وباكستان وإيران. المشكلة أن الولايات المتحدة وضعت، منذ العام 2011م، إستراتيجية تراعي الأمن القومي الأميركي والمواجهة مع الصين، وعليه وضعت يدها على المناطق التي يمكن أن تستمد منها، الصين، القوة، وأحدها منطقة الشرق الأوسط. ونجح الأميركيون، في العام 2015م، من السيطرة على مصادر نفطية؛ بحيث لم تُعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط”.
القضية في الصين والهند..
ويتساءل “جليلوند” أي الدول حاليًا أحوج إلى “نفط” الشرق الأوسط ؟.. ويجيب: “الدولتان الأساسيتان هما: الصين والهند؛ وهذه الحاجة تتماشى ومساراتهم الديموغرافية. ويتبنى الأميركيون نظرية باسم: (الفوضى الخلاقة أو الإدارة غير المستقرة). وانسحاب الأميركيون من أفغانستان لم يكن أحمق أو متشرع بعكس تحليل الكثيرين، وإنما كان مخطط مسبقًا منذ فترة، باراك أوباما. ودخلت مرحلة التنفيذ في عهد، دونالد ترامب، وجو بايدن. ويعمل الأميركيون، منذ العام 2003م، على توتير الاستقرار في الشرق الأوسط. فقد كان الربيع العربي مصحوبًا بالتوتر. بعد ذلك برزت مشكلة (داعش) وسوريا، والآن العراق ولبنان. والكثير من دول الشرق الأوسط، مثل اليمن والعراق وسوريا موجودة فقط على الخريطة”.
ويستطرد: “في المقابل يتبنى الصينيون إستراتيجيتين بالنسبة للشرق الأوسط، أحدها: (طريق الحرير)؛ وقد أنفقت الصين مليارات الدولارات على هذا الطريق، وهو ذو اتجاهين: إفريقيا وأوروبا. الإستراتيجية الثانية: المحافظة على مصالحها وامتلاك أمان الطاقة عبر الشرق الأوسط. وتهتم الصين بالشرق الأوسط بعد فشل المفاوضات مع الروس، في العام 2003م. وإدارة النفط في الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة، أعني كل الدول عدا إيران”.
ويختتم “جليلوند” الحديث بقوله: “والآن نصل إلى سؤالكم بخصوص قطر وباكستان، وهذه الدول من الأطراف التي لا يمكن أن تُشارك في اللعبة بدون تنسيق مع الولايات المتحدة. ولقد أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر للقوات الجوية الهندية؛ والتي سوف تشرف على تأمين (بنجشير)، وتفتقر باكستان إلى القدرة على مواجهة ذلك. وربما لم يكن سيئًا أن تكون القاعدة الأميركية الأساسية للدعم في أزوبكستان. كما تبعد الصين عن الحدود الأفغانية بنحو: 75 كيلومتر، وهي منطقة جبلية. والإستراتيجية الأميركية تقوم على الموازنة حتى الوصول إلى اتفاق مع إيران. وعليه سوف تقوم بتسليم هذه المنطقة غير المستقرة. ويجب أن نعترف بنقص الأعداد في قطر على نحو يؤهلها للقبول بالمسؤولية كاملة. وباكستان لا تمتلك بالأساس القدرة المالية. وعليه لا أتصور أن تُدير الولايات المتحدة الأزمة على المدى الطويل”.