عندما تتحول الحكومة الى ” فاشلة ” يصبح الدفاع عنها صعبا ومعيبا ، فبلوغ نقطة الفشل يعني القطيعة مع أي امل بالإصلاح ، ومعه تكون الإنجازات الزائفة مجرد إدعاءات واهمة لاتصمد إزاء الأخطار الهيكلية القاتلة .
سياسات حكومة المالكي لاتعدو ان تكون ” ترضوية ” ترتبط بمحاولات إمتصاص نقمة الرأي العام ، وإرشاء الناخبين ، أكثر من إرتباطها برؤية ستراتيجية شاملة ومتماسكة ، مايجعل ثمنها باهضا لاعلى المديين المتوسط والبعيد ، بل والقريب ايضا ، فالحديث عن تعديلات طفيفة على سلم رواتب الموظفين ، أو توسع التوظيف في القطاع العام ، لايرتقيان في أهميتهما الى مستوى التصدي للأخطار الناجمة عن تضخم السوق أو خلق قطاع عام كسول ومتهالك .
كما أن السياسات الأمنية المتجاوزة لروح المصالحة ، والمعتمدة على التوسع في العمليات القتالية ضد المجاميع الإرهابية المسلحة ، ومايرافقها من تضييق وتجاوزات على الأهالي ، لم تحقق الأهداف المرسومة لها ، بدليل إطراد العمليات الإرهابية ، وتنامي حاضناتها ، وسيطرة تلك المجاميع على مناطق نفوذ جديدة .
عديد النصائح المخلصة التي وجهتها مختلف القوى والشخصيات الوطنية للسيد المالكي لإعتماد سياسات أكثر حكمة وتعقلا في الملفات الأساسية لم تفلح في ثنيه عن إرتياد منهج العناد والتحدي الفارغ ، موغلا بالحكومة والبلاد في عمق فشل مخيف .
النتائج التي حققها المالكي في الانتخابات النيابية الماضية ، وهي محاطة بكثير من الشكوك ، أوهمت المالكي بقدراته الحقيقية ليدير ظهره لأية مشورة أمينة من جهة ، كما أنسته أن التفويض الشعبي ليس مطلقا بل ومرتبطا بطبيعة الأداء ايضا .
المالكي يسير بقدميه وبملإ ارادته نحو نهاية اختارها هو بممارساته المتخبطة ، وهو مالايختلف عليه معنا حتى مناصريه الذين اغلق عليهم ابواب الدفاع عنه ، لكن مايعنينا ان يكون لبلادنا في المرحلة القادمة مصير افضل .