اسبوع مضى على مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والسؤال ما زال يتردد: لماذا لم تدعى سوريا الى المؤتمر؟ وهي من دول جوار العراق المهمة !!! ، هل لانها جزءا من محور المقاومة الممتد من طهران الى بيروت… إذن كيف تم دعوة ايران وهي قائدة هذا المحور!!! ، ام ان الخوف من الرفض العربي لحضورها كان سببا في عدم دعوتها ، وهنا نجد ان دولتين من الحضور اعادت علاقاتها مع سوريا وهي كل من قطر والإمارات. إذن لماذا لم تدعى سوريا هل هي رغبة أمريكية ام رفض عربي ام قرار عراقي؟؟؟.
ان تبرير وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لعدم دعوة سوريا الى المؤتمر غير مقنع تماماً وكان هروبا اكثر منه جوابا بان “العراق يرغب بعدم طرح النقاط الخلافية” ، ولا نعرف هل ان كل الدول الحاضرة متفقة ولا خلافات بينها فمصر والإمارات صالحت قطر على هامش المؤتمر ، والسعودية جلست امام ايران وهم مختلفين تماماً ، فما السر الحقيقي وراء غياب سوريا.
لا يخفى على احد ان قرار عقد مؤتمر بغداد جاء إعلانه بعد زيارة الكاظمي لواشنطن قبل اشهر قليلة ، وان نجاح انعقاده بسبب حراك دبلوماسي قاده الكاظمي أيضاً ، لكن مؤتمر جوار العراق جاء ضمن رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط او الشام الجديد وفق الرؤية الامريكية بعد تجربتها المريرة في افغانستان… فتوارى الامريكان عن الأنظار ولكن لمساتهم كانت موجودة في المكان ، وما غياب سوريا ولبنان وامتعاض الوفد الايراني الا دليلا على ان المؤتمر لم يكن بميزان العدالة في التعامل مع جميع الملفات ، وان التعاون والشراكة بين دول جوار العراق يجب ان تكون مع الجميع دون استثناء ، وهذا ما لم يحدث مع الاسف رغم ان الاوضاع في سوريا تسير لصالح النظام ولبنان يعاني ازمات كثيرة وهما الأحق بالظهور في هذا المؤتمر لانهم الشام الحقيقي الذي تبحث عنه السياسة الخارجية الامريكية ، لكن لانهم مع محور المقاومة فانهم خارج الحسابات ويجب ان يعزلوا مثلما يجري دون جدوى عزل ايران.